أكدت مجلة «إيكونوميست» البريطانية أنه رغم انزلاق وتعثر عدد من الثورات فى
الشرق الأوسط إلى حرب أهلية، فإن الثورة المصرية لاتزال «قوية وسلمية» من الداخل، مضيفة أن قرار حبس الرئيس السابق حسنى مبارك ونجليه يعتبر «اذلالاً لم يسبق له مثيل فى العالم العربى» لذلك فإن العرب يكتفون «بنظرة الحسد» إلى مصر.
وأوضحت المجلة، فى تقرير نشرته فى عددها الأسبوعى أمس، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة حافظ على الاحترام تجاه الرئيس السابق حسنى مبارك نظراً لخدمته كقائد عام عسكرى لمدة ٣ عقود، لكن الضغط الشعبى من الجمهور «لم يهدأ» حتى بدأت التحقيقات معه.
ورأت المجلة أن محاكمة «مبارك» قد تزعج بعض المصريين الذين يودون رؤية تراثه وهيبة منصبه «محفوظة ومصانة»، لكنه أحيا الثوار من جديد وجعلهم يطالبون بالقصاص من نظامه بسبب أوجه القصور فى حكمه على مدى ٣٠ عاماً.
وقالت المجلة إن مسار مصر بعد الثورة لم يكن «سلساً، وربما يكون متخبطاً» لشهور مقبلة، فالسياسة لاتزال مجزأة ومحفوفة بالمخاوف والشكوك، فضلاً عن كثرة أقوال استيلاء الإسلاميين على السلطة أو العودة إلى الحكم الاستبدادى.
وعن الاقتصاد، قالت المجلة إنه لايزال «يكافح للتعافى من تراجع الاستثمارات وانخفاض الدخل من السياحة، وفئة العمال تطالب برفع الأجور، إلا أنها أكدت أن الوضع العام فى مصر لايزال مزدهراً أو نشطاً».
وتابعت: «كانت هناك دلائل على المسافة المتنامية بين الجمهور والجيش، إلا أن قرار محاكمة الرئيس السابق وعائلته جاء فى الوقت المناسب كى يكون دليلاً على أن الجيش لايزال يستجيب لوجهات نظر الشارع».
واعتبرت المجلة أن الجيش فاز بالثناء من الشعب لرفضه إنقاذ نظام مبارك والسماح له بالخروج من منصبه والبدء فى استعادة النظام بعد اضطرابات الثورة، مضيفة أن استفتاء التعديلات الدستورية كان اختبارهم الأول فى الديمقراطية الحقيقية، لتعديل ثمانى مواد من الدستور.
0 التعليقات:
إرسال تعليق