السنيورة: إذا كان هذا هو «الانتصار»... فمن يريده؟
رقم البرقية: 06BEIRUT2672
التاريخ: 16 آب 2006 16:53
الموضوع: السنيورة يحضّر لردّ اللكمة لنصر الله (لكن، للأسف، ليس بضربة قاضية)
مصنّف من: السفير جيفري فيلتمان
ملخّص
1. في اجتماع مع السفير عقد يوم 16 آب، قال رئيس الحكومة السنيورة إن هدفه الأول في هذه المرحلة هو نشر الجيش اللبناني في الجنوب في أسرع ما يمكن. سيكون ذلك إنجازاً معتبراً. قلل السنيورة من أهمية خطاب «النصر» الذي يردّده نصر الله أخيراً، معتبراً إياه مجرّد كلام، مضيفاً إنّه يخطط للتحدّث للشعب اللبناني هذا المساء لشرح نتائج السلام، وعرض المكاسب المحتملة للبلد من خلال تطبيق القرار 1701. أقرّ السنيورة بأن علاقته بحزب الله تكتنفها محاذير، لكنه عبّر عن ثقة بأن مقاربته ستثمر على المدى البعيد. طلب السنيورة مجدداً أن تقدم له الولايات المتحدة والمجتمع الدولي نتائج ملموسة تساعده في ربح معركة القلوب والعقول في لبنان، وتحديداً في إعادة فتح سريعة لمطار البلاد ومرافئها. قال السنيورة إنه سعى لمساعدة ألمانية في موضوع المرافئ والحدود (لكنه لم يحدّد ماذا طلب وما عُرض عليه). يريد السنيورة اعترافاً دولياً بأن مسألة شبعا ستُعالج. أخيراً، بعدما وافق على انتقاداتنا بأن الحكومة اللبنانية بدت كأنها تخلت عن إطلاق إعادة الإعمار لحساب حزب الله، قال السنيورة إنه سيضع جهود إعادة الإعمار في لبنان تحت قيادة غسان طاهر، الذي كان زميلاً (شيعياً) موثوقاً لرفيق الحريري. (انتهى الملخص)
2. التقى رئيس الحكومة السنيورة بالسفير وأحد الدبلوماسيين السياسيين في السرايا الكبيرة يوم السادس عشر من آب. حضر الاجتماع أيضاً كبار المستشارين محمد شطح ورولا نور الدين. كانت معنويات الرئيس أفضل مما لاحظناه عليه في الفترة الأخيرة. عبّر عن ثقة بأن الأمور تسير بنحو جيد نسبياً. تزامَنَ وصولنا مع مغادرة مجموعة من الوزراء مكتبَ السنيورة، بمن فيهم وزير الاقتصاد والتجارة سامي حداد ووزير المال جهاد أزعور.
المهمّة الأساسية: نشر الجيش
3. شدّد الرئيس السنيورة على أن أغلب طاقاته الآن مكرّسة لنقل الجيش اللبناني بسرعة إلى مواقعه في الجنوب لأن عملاً كهذا سيثبت للشعب اللبناني أن تغيراً جذرياً قد حصل. قال السنيورة إنه إذا ما ركّز الجيش سلطته في مناطق كانت محرمة عليه، فإنّه لن يترك لحزب الله من خيار إلا التراجع. بحسب تحليله، فإنّ حزب الله لا يمكنه تحمّل كلفة صدام مع جنود الجيش اللبناني.
4. وإذ أشار إلى اتصالاته المستمرة مع رئيس المجلس نبيه بري، قال السنيورة إن حزب الله ألزم نفسه بخطوتين ضروريتين: تسليم كل قواعده الثابتة للجيش اللبناني، وألا يكون له «حضور ظاهر ومرئي» في جنوب لبنان حالما ينتشر الجيش. قال السنيورة أيضاً إنه استحصل على وعد بألا تكون أي منطقة في جنوب لبنان «محرّمة» على الجيش اللبناني. (ملاحظة: طوال سنوات، كانت اليونيفيل ممنوعة من الدخول إلى، والتحليق فوق، مناطق «تدريب» معيّنة تابعة لحزب الله في منطقة عمل اليونيفيل. انتهت الملاحظة).
5. مستعملاً استعارةً، قال السنيورة إنّه «إذا لم أذهب الى الجنوب، فسيحسَب نصر الله أنني أترك الجنوب له». طمأن السنيورة السفير إلى أن حكومته تطالب حزب الله بأكثر مما يعتقد معظم المراقبين. لفت السنيورة إلى أن الجيش اللبناني سيبدأ بالخطوات الأولى للانتشار «خلال أيام قليلة جداً» وأن الانتشار الشامل سيكتمل خلال ثلاثة أسابيع. قال إنه يتوقّع موافقة الحكومة على انتشار الجيش في وقت متأخر من ذلك المساء، ما وصفه السنيورة بأنه فرصة تاريخية لا ينوي إهدارها.
طلب توضيحات
6. اشتكى رئيس الحكومة السنيورة من قضيتين: الرسائل غير الواضحة التي تبثها الأمم المتحدة وقلة الاهتمام بقضية شبعا. ادّعى السنيورة أن غير بيدرسن، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان، كان قد أوصل رسالة مشوّشة إلى ممثلي حزب الله مفادها، بحسب السنيورة، أن عليهم «ألا يقلقوا» بالنسبة إلى نزع السلاح حتى «المرحلة الثانية». لو كان هذا الكلام دقيقاً، والسنيورة اعترف بأنه منقول عن أطراف أخرى، فإنّ ذلك – بحسب السنيورة – سيجعل المفاوضات الصعبة مع برّي أصعب بكثير.
7. سأل السنيورة أيضاً عن توقيت مباشرة المجتمع الدولي بمعالجة مسألة شبعا بطريقة تسمح له باستعمالها أداة هجوم على نصر الله. كرّر السنيورة أنه لو أكد المجتمع الدولي، ربما خلال خطاب الأمين العام للأمم المتحدة المقرر يوم الجمعة، أنه ينظر إلى شبعا على أنها قضية شرعيّة، فإنّ ذلك سيعطي السنيورة ووزراءه الإصلاحيين الأداة التي كانوا يحتاجون إليها للمحاججة بأن حكومة لبنان هي التي حققت الاعتراف بمسألة شبعا من خلال المفاوضات والقرار 1701، وليس حزب الله. شدّد رئيس الحكومة بتصميم: «بهذه الوسيلة، سأتمكن أخيراً من أخذ سلاح حزب الله».
8. تكلّم السنيورة أيضاً عن مسألة نشر اليونيفيل المعزّزة، واصفاً إياها كعنصر أساسي في تمكين الجيش اللبناني من تأدية مهمته الصعبة. وإذ عرض رؤيته للعمليات المقبلة في الجنوب، قال السنيورة إنه لا يجب لليونيفيل أن تكون «ناشطة» أكثر من اللزوم، لكن عليها أن تؤمّن الإمكانات التي لا يزال الجيش اللبناني يفتقر إليها، خاصة في مجالات الاستخبارات والاتصالات والنقل. مرّة جديدة، عبّر السنيورة عن ثقته العميقة بالتزام وقدرات وولاء جيشه، لكنه قال إن الجيش لا يزال بحاجة إلى تطوير القدرات التي تتناسب مع الجيوش الحديثة. أعاد السنيورة التأكيد أن العناصر الأولى التي ستدخل مواقع حزب الله السابقة لتجميع السلاح ستكون من الجيش اللبناني، لا القوات المتعددة الجنسيات التابعة لليونيفيل المعزّزة.
إفشال محاولة انقلاب نصر الله
9. أوضح السنيورة أنه متنبّه إلى أن حسن نصر الله يحاول أن ينجز في مرحلة ما بعد الحرب ما لم يتمكن حزب الله من تحقيقه خلال الحرب، وتحديداً الانقلاب على الحكومة عبر تسلّم المسؤوليات والسلطات الحكومية. كان مقرراً للسنيورة أن يرأس جلسة لمجلس الوزراء ذاك المساء، وقال إنه سيتوجّه أيضاً إلى الأمة بخطاب متلفز. هو ينوي أن يشرح بوضوح ما أنجزه لبنان وما خسره. قال السنيورة إنه يخطط لمقارنة الكلفة التي ترتبت على كل من لبنان وإسرائيل خلال النزاع، وأن يوضح أنه إذا كان «الانتصار» يبدو على هذه الصورة، فمن يحتاج إليه.
10. بناءً على ملاحظاته، كان واضحاً أن السنيورة يرى ادعاءات حسن نصر الله عن الانتصار فارغة، وشبه مقيتة، نظراً إلى الخسائر في أرواح الأبرياء. قال السنيورة إن شعب لبنان ربما لا يزال في حالة صدمة بسبب العنف الذي شاب النزاع، لكنه ذكي كفاية ليفهم الثمن الغالي الذي أجبره نصر الله على دفعه.
11. شدّد السنيورة على أن هدفه من خطاب الليلة هو شرح رؤيته لدولة «تشمل الجميع» حيث تؤدي حكومة متمكنة مسؤولياتها تجاه كل مواطنيها وفي كل أرجاء الوطن.
إعادة الإعمار
12. في مواجهة المهمة الهائلة لإعادة بناء البلد، أقر السنيورة بأن مكتبه لا يملك الموارد الكافية لإدارة كل جوانب المجهود الذي يبدو أنه سيكون بمليارات الدولارات. بالنسبة إلى مبالغ المساعدات المعتبرة التي تمّ التعهد بها، خاصة من جانب الدول العربية، قال السنيورة إنه سيسمح للدول المانحة بتنفيذ مشاريع متنوّعة، ما دامت تلتزم بالخطة الإجمالية للحكومة.
13. أسرّ السنيورة أنه سيعيّن في الأيام القليلة المقبلة غسان طاهر، وهو مدير مشاريع محترم على نطاق واسع وكان يعمل عن قرب مع رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، إضافة إلى امتلاكه خبرة حكومية في قطاع الطيران. برأي السنيورة، فإن غسان طاهر – وهو شيعي من جنوب لبنان – سيكون مقبولاً من الوزراء والطوائف اللبنانية. كذلك قال إن وزيري الاقتصاد والمال سيعاونان غسان طاهر في عمله. (ملاحظة: موظفو السفارة من اللبنانيين يصفون طاهر بأفضل العبارات. انتهت الملاحظة).
14. قال السنيورة إنه لا يريد أن تمرّ كلّ المنح المقدّمة عبر جهاز الحكومة، موضحاً إيمانه بأن قوى السوق والمجتمع الدولي قد تكون أكثر فاعلية واستجابة.
مطار بيروت الدولي ــ رمز
15. أنهى رئيس الحكومة الاجتماع بتكرار النداء لتسريع فتح مطار بيروت الدولي أمام الملاحة، إضافة إلى مرافئ البلد. حاجج بأن هذه المرافق الاقتصادية ليست مهمة لإعادة إحياء الاقتصاد ومجهود الإعمار فحسب، بل لأنها أيضاً رموز للسيادة الوطنية.
16. أصرّ السنيورة على أن مخاوف الولايات المتحدة حيال سيطرة حزب الله المستمرة على المطار، تجري معالجتها في الوقت الحالي. طلب السنيورة من السفير أن يناقش التفاصيل مع وزير الداخلية أحمد فتفت، لكن التحسين الأساسي سيتمثل في استبدال عناصر من الجيش اللبناني يؤثر عليها حزب الله بعناصر أكثر استقلالية من الأمن الداخلي (وذات غالبية سنية).
17. في لقاء قصير مع الوزير فتفت تلى الاجتماع، أكّد وزير الداخلية أن العميد في قوى الأمن الداخلي ياسر محمود (درزي – قال لنا جنبلاط في موضع آخر إنه يمكن الوثوق به) قد اختاره المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ريفي ليخدم بصفة «رئيس اللجنة» التي ستشرف على أمن المطار. كذلك بيّن فتفت أن موافقة الحكومة ليست ضرورية لأن الوزراء المختصين: وزراء المال والأشغال العامة والدفاع قد وافقوا سلفاً على هذه التعيينات. قال الوزير فتفت إن هذه التغييرات ستُطبّق فوراً، مع تمركز 120 عنصراً – سيصبحون 400 عنصر – في منشأة المطار.
18. عبّر رئيس الحكومة عن نفاد صبره من اقتراح السفير ب فتح المطار لحركة الركاب على مراحل، مع خطوة انتقالية محتملة تتمثل بجسر جوي مع عمّان حتى يتم تطبيق الإجراءات الأمنية. أصرّ السنيورة على أنه يجب رفع الحصار عن المطار بشكل كامل من أجل تمكين الحكومة واسترجاع رمز من رموز سيادة لبنان. سأل السفير السنيورة عن إمكان طلب مساعدة اليونيفيل أو جهات دولية للتأكد من إرساء الأمن في المطار. قال السنيورة إنه تحدث بالفعل مع وزير الخارجية الألماني حول الموضوع، وإن الألمان بدوا مستعدين للمساعدة. (قاطع رئيس الحكومة الاجتماع ليطلب من أحد مساعديه الاتصال بالألمان). لكن السنيورة، بوجود صفّ من الناس المنتظرين مقابلته، لم يدخل في تفاصيل عما يمكن الألمان أن يؤمنوه بالضبط. مرافقاً السفير الى الباب، شكا السنيورة من أن إسرائيل ما زالت لا تفهم أن إجراءاتها تؤذي الحكومة اللبنانية أكثر بكثير مما تؤذي حزب الله. ما زال بإمكان حزب الله تهريب أشخاص عبر الحدود السورية، فيما على سياسيّي 14 آذار أن يتسوّلوا مقاعد على الطوافات الفرنسية أو الأميركية، ما يقوّي الانطباع بالتواطؤ والعجز.
فيلتمان
اخبار
التاريخ: 16 آب 2006 16:53
الموضوع: السنيورة يحضّر لردّ اللكمة لنصر الله (لكن، للأسف، ليس بضربة قاضية)
مصنّف من: السفير جيفري فيلتمان
ملخّص
1. في اجتماع مع السفير عقد يوم 16 آب، قال رئيس الحكومة السنيورة إن هدفه الأول في هذه المرحلة هو نشر الجيش اللبناني في الجنوب في أسرع ما يمكن. سيكون ذلك إنجازاً معتبراً. قلل السنيورة من أهمية خطاب «النصر» الذي يردّده نصر الله أخيراً، معتبراً إياه مجرّد كلام، مضيفاً إنّه يخطط للتحدّث للشعب اللبناني هذا المساء لشرح نتائج السلام، وعرض المكاسب المحتملة للبلد من خلال تطبيق القرار 1701. أقرّ السنيورة بأن علاقته بحزب الله تكتنفها محاذير، لكنه عبّر عن ثقة بأن مقاربته ستثمر على المدى البعيد. طلب السنيورة مجدداً أن تقدم له الولايات المتحدة والمجتمع الدولي نتائج ملموسة تساعده في ربح معركة القلوب والعقول في لبنان، وتحديداً في إعادة فتح سريعة لمطار البلاد ومرافئها. قال السنيورة إنه سعى لمساعدة ألمانية في موضوع المرافئ والحدود (لكنه لم يحدّد ماذا طلب وما عُرض عليه). يريد السنيورة اعترافاً دولياً بأن مسألة شبعا ستُعالج. أخيراً، بعدما وافق على انتقاداتنا بأن الحكومة اللبنانية بدت كأنها تخلت عن إطلاق إعادة الإعمار لحساب حزب الله، قال السنيورة إنه سيضع جهود إعادة الإعمار في لبنان تحت قيادة غسان طاهر، الذي كان زميلاً (شيعياً) موثوقاً لرفيق الحريري. (انتهى الملخص)
2. التقى رئيس الحكومة السنيورة بالسفير وأحد الدبلوماسيين السياسيين في السرايا الكبيرة يوم السادس عشر من آب. حضر الاجتماع أيضاً كبار المستشارين محمد شطح ورولا نور الدين. كانت معنويات الرئيس أفضل مما لاحظناه عليه في الفترة الأخيرة. عبّر عن ثقة بأن الأمور تسير بنحو جيد نسبياً. تزامَنَ وصولنا مع مغادرة مجموعة من الوزراء مكتبَ السنيورة، بمن فيهم وزير الاقتصاد والتجارة سامي حداد ووزير المال جهاد أزعور.
المهمّة الأساسية: نشر الجيش
3. شدّد الرئيس السنيورة على أن أغلب طاقاته الآن مكرّسة لنقل الجيش اللبناني بسرعة إلى مواقعه في الجنوب لأن عملاً كهذا سيثبت للشعب اللبناني أن تغيراً جذرياً قد حصل. قال السنيورة إنه إذا ما ركّز الجيش سلطته في مناطق كانت محرمة عليه، فإنّه لن يترك لحزب الله من خيار إلا التراجع. بحسب تحليله، فإنّ حزب الله لا يمكنه تحمّل كلفة صدام مع جنود الجيش اللبناني.
4. وإذ أشار إلى اتصالاته المستمرة مع رئيس المجلس نبيه بري، قال السنيورة إن حزب الله ألزم نفسه بخطوتين ضروريتين: تسليم كل قواعده الثابتة للجيش اللبناني، وألا يكون له «حضور ظاهر ومرئي» في جنوب لبنان حالما ينتشر الجيش. قال السنيورة أيضاً إنه استحصل على وعد بألا تكون أي منطقة في جنوب لبنان «محرّمة» على الجيش اللبناني. (ملاحظة: طوال سنوات، كانت اليونيفيل ممنوعة من الدخول إلى، والتحليق فوق، مناطق «تدريب» معيّنة تابعة لحزب الله في منطقة عمل اليونيفيل. انتهت الملاحظة).
5. مستعملاً استعارةً، قال السنيورة إنّه «إذا لم أذهب الى الجنوب، فسيحسَب نصر الله أنني أترك الجنوب له». طمأن السنيورة السفير إلى أن حكومته تطالب حزب الله بأكثر مما يعتقد معظم المراقبين. لفت السنيورة إلى أن الجيش اللبناني سيبدأ بالخطوات الأولى للانتشار «خلال أيام قليلة جداً» وأن الانتشار الشامل سيكتمل خلال ثلاثة أسابيع. قال إنه يتوقّع موافقة الحكومة على انتشار الجيش في وقت متأخر من ذلك المساء، ما وصفه السنيورة بأنه فرصة تاريخية لا ينوي إهدارها.
طلب توضيحات
6. اشتكى رئيس الحكومة السنيورة من قضيتين: الرسائل غير الواضحة التي تبثها الأمم المتحدة وقلة الاهتمام بقضية شبعا. ادّعى السنيورة أن غير بيدرسن، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان، كان قد أوصل رسالة مشوّشة إلى ممثلي حزب الله مفادها، بحسب السنيورة، أن عليهم «ألا يقلقوا» بالنسبة إلى نزع السلاح حتى «المرحلة الثانية». لو كان هذا الكلام دقيقاً، والسنيورة اعترف بأنه منقول عن أطراف أخرى، فإنّ ذلك – بحسب السنيورة – سيجعل المفاوضات الصعبة مع برّي أصعب بكثير.
7. سأل السنيورة أيضاً عن توقيت مباشرة المجتمع الدولي بمعالجة مسألة شبعا بطريقة تسمح له باستعمالها أداة هجوم على نصر الله. كرّر السنيورة أنه لو أكد المجتمع الدولي، ربما خلال خطاب الأمين العام للأمم المتحدة المقرر يوم الجمعة، أنه ينظر إلى شبعا على أنها قضية شرعيّة، فإنّ ذلك سيعطي السنيورة ووزراءه الإصلاحيين الأداة التي كانوا يحتاجون إليها للمحاججة بأن حكومة لبنان هي التي حققت الاعتراف بمسألة شبعا من خلال المفاوضات والقرار 1701، وليس حزب الله. شدّد رئيس الحكومة بتصميم: «بهذه الوسيلة، سأتمكن أخيراً من أخذ سلاح حزب الله».
8. تكلّم السنيورة أيضاً عن مسألة نشر اليونيفيل المعزّزة، واصفاً إياها كعنصر أساسي في تمكين الجيش اللبناني من تأدية مهمته الصعبة. وإذ عرض رؤيته للعمليات المقبلة في الجنوب، قال السنيورة إنه لا يجب لليونيفيل أن تكون «ناشطة» أكثر من اللزوم، لكن عليها أن تؤمّن الإمكانات التي لا يزال الجيش اللبناني يفتقر إليها، خاصة في مجالات الاستخبارات والاتصالات والنقل. مرّة جديدة، عبّر السنيورة عن ثقته العميقة بالتزام وقدرات وولاء جيشه، لكنه قال إن الجيش لا يزال بحاجة إلى تطوير القدرات التي تتناسب مع الجيوش الحديثة. أعاد السنيورة التأكيد أن العناصر الأولى التي ستدخل مواقع حزب الله السابقة لتجميع السلاح ستكون من الجيش اللبناني، لا القوات المتعددة الجنسيات التابعة لليونيفيل المعزّزة.
إفشال محاولة انقلاب نصر الله
9. أوضح السنيورة أنه متنبّه إلى أن حسن نصر الله يحاول أن ينجز في مرحلة ما بعد الحرب ما لم يتمكن حزب الله من تحقيقه خلال الحرب، وتحديداً الانقلاب على الحكومة عبر تسلّم المسؤوليات والسلطات الحكومية. كان مقرراً للسنيورة أن يرأس جلسة لمجلس الوزراء ذاك المساء، وقال إنه سيتوجّه أيضاً إلى الأمة بخطاب متلفز. هو ينوي أن يشرح بوضوح ما أنجزه لبنان وما خسره. قال السنيورة إنه يخطط لمقارنة الكلفة التي ترتبت على كل من لبنان وإسرائيل خلال النزاع، وأن يوضح أنه إذا كان «الانتصار» يبدو على هذه الصورة، فمن يحتاج إليه.
10. بناءً على ملاحظاته، كان واضحاً أن السنيورة يرى ادعاءات حسن نصر الله عن الانتصار فارغة، وشبه مقيتة، نظراً إلى الخسائر في أرواح الأبرياء. قال السنيورة إن شعب لبنان ربما لا يزال في حالة صدمة بسبب العنف الذي شاب النزاع، لكنه ذكي كفاية ليفهم الثمن الغالي الذي أجبره نصر الله على دفعه.
11. شدّد السنيورة على أن هدفه من خطاب الليلة هو شرح رؤيته لدولة «تشمل الجميع» حيث تؤدي حكومة متمكنة مسؤولياتها تجاه كل مواطنيها وفي كل أرجاء الوطن.
إعادة الإعمار
12. في مواجهة المهمة الهائلة لإعادة بناء البلد، أقر السنيورة بأن مكتبه لا يملك الموارد الكافية لإدارة كل جوانب المجهود الذي يبدو أنه سيكون بمليارات الدولارات. بالنسبة إلى مبالغ المساعدات المعتبرة التي تمّ التعهد بها، خاصة من جانب الدول العربية، قال السنيورة إنه سيسمح للدول المانحة بتنفيذ مشاريع متنوّعة، ما دامت تلتزم بالخطة الإجمالية للحكومة.
13. أسرّ السنيورة أنه سيعيّن في الأيام القليلة المقبلة غسان طاهر، وهو مدير مشاريع محترم على نطاق واسع وكان يعمل عن قرب مع رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، إضافة إلى امتلاكه خبرة حكومية في قطاع الطيران. برأي السنيورة، فإن غسان طاهر – وهو شيعي من جنوب لبنان – سيكون مقبولاً من الوزراء والطوائف اللبنانية. كذلك قال إن وزيري الاقتصاد والمال سيعاونان غسان طاهر في عمله. (ملاحظة: موظفو السفارة من اللبنانيين يصفون طاهر بأفضل العبارات. انتهت الملاحظة).
14. قال السنيورة إنه لا يريد أن تمرّ كلّ المنح المقدّمة عبر جهاز الحكومة، موضحاً إيمانه بأن قوى السوق والمجتمع الدولي قد تكون أكثر فاعلية واستجابة.
مطار بيروت الدولي ــ رمز
15. أنهى رئيس الحكومة الاجتماع بتكرار النداء لتسريع فتح مطار بيروت الدولي أمام الملاحة، إضافة إلى مرافئ البلد. حاجج بأن هذه المرافق الاقتصادية ليست مهمة لإعادة إحياء الاقتصاد ومجهود الإعمار فحسب، بل لأنها أيضاً رموز للسيادة الوطنية.
16. أصرّ السنيورة على أن مخاوف الولايات المتحدة حيال سيطرة حزب الله المستمرة على المطار، تجري معالجتها في الوقت الحالي. طلب السنيورة من السفير أن يناقش التفاصيل مع وزير الداخلية أحمد فتفت، لكن التحسين الأساسي سيتمثل في استبدال عناصر من الجيش اللبناني يؤثر عليها حزب الله بعناصر أكثر استقلالية من الأمن الداخلي (وذات غالبية سنية).
17. في لقاء قصير مع الوزير فتفت تلى الاجتماع، أكّد وزير الداخلية أن العميد في قوى الأمن الداخلي ياسر محمود (درزي – قال لنا جنبلاط في موضع آخر إنه يمكن الوثوق به) قد اختاره المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ريفي ليخدم بصفة «رئيس اللجنة» التي ستشرف على أمن المطار. كذلك بيّن فتفت أن موافقة الحكومة ليست ضرورية لأن الوزراء المختصين: وزراء المال والأشغال العامة والدفاع قد وافقوا سلفاً على هذه التعيينات. قال الوزير فتفت إن هذه التغييرات ستُطبّق فوراً، مع تمركز 120 عنصراً – سيصبحون 400 عنصر – في منشأة المطار.
18. عبّر رئيس الحكومة عن نفاد صبره من اقتراح السفير ب فتح المطار لحركة الركاب على مراحل، مع خطوة انتقالية محتملة تتمثل بجسر جوي مع عمّان حتى يتم تطبيق الإجراءات الأمنية. أصرّ السنيورة على أنه يجب رفع الحصار عن المطار بشكل كامل من أجل تمكين الحكومة واسترجاع رمز من رموز سيادة لبنان. سأل السفير السنيورة عن إمكان طلب مساعدة اليونيفيل أو جهات دولية للتأكد من إرساء الأمن في المطار. قال السنيورة إنه تحدث بالفعل مع وزير الخارجية الألماني حول الموضوع، وإن الألمان بدوا مستعدين للمساعدة. (قاطع رئيس الحكومة الاجتماع ليطلب من أحد مساعديه الاتصال بالألمان). لكن السنيورة، بوجود صفّ من الناس المنتظرين مقابلته، لم يدخل في تفاصيل عما يمكن الألمان أن يؤمنوه بالضبط. مرافقاً السفير الى الباب، شكا السنيورة من أن إسرائيل ما زالت لا تفهم أن إجراءاتها تؤذي الحكومة اللبنانية أكثر بكثير مما تؤذي حزب الله. ما زال بإمكان حزب الله تهريب أشخاص عبر الحدود السورية، فيما على سياسيّي 14 آذار أن يتسوّلوا مقاعد على الطوافات الفرنسية أو الأميركية، ما يقوّي الانطباع بالتواطؤ والعجز.
فيلتمان
اخبار
0 التعليقات:
إرسال تعليق