«الشعب المصري» لن يقبل بأطروحة الحكم الإسلامي رغم تدينه الشديد.. عمرو موسي سيكون مرشح الإخوان القادم.. خطاب عبود الزمر كارثي.. وغيرها من المفاجآت والآراء الحرة كشفها لنا حسام تمام الباحث
المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية خلال حواره مع الـ «الموجز» مؤكداً علي تفاؤله علي المدي البعيد بالتغيرات التي تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير.
> كيف تري المخاوف من تصدر الحركة الإسلامية للمشهد السياسي؟
>> أري أن الخوف الدائر الآن في الشارع المصري من التيار الإسلامي له مبرراته وإن كان فيه قدر من المبالغة، ومبررات هذا الخوف تكمن في أن التيارات الإسلامية وخصوصاً جماعة الإخوان المسلمين قرروا القفز علي قضايا هوية الدولة والمادة الثانية من الدستور التي لم تكن مطروحة للنقاش أساساً وإن كانت قد طرحت من الهامش العلماني قليل العدد ضعيف التأثير وأن جماعة الإخوان تعرف جيداً أنه لا داعي للحديث عن هذه المادة لأنها أيضاً لو طرحت في استفتاء عام ستحسم نتيجتها في البقاء.
> وهل كنت تتوقع ذلك؟
>> نتوقع كباحثين ومراقبين أن أول ما يفعله التيار الإسلامي - خاصة جماعة الإخوان المسلمين بإعتبارها الأكثر تنظيماً وذات خبرة سياسية مقارنة بباقي التيارات الإسلامية - أن يشتبك مع قضايا التحول الديمقراطي وكيفية تأسيس الدولة المصرية الجديدة ولكن الإخوان ضربوا كل هذا بعرض الحائط والقفز علي قضايا الهوية وقرروا أن يستفيدوا من أجواء الحرية والمديمقراطية دون أدني تكلفة سياسية.
> ولماذا قرروا التجاوز عن قضايا التحول الديمقراطي والحديث عن الهوية؟
>> لأن الهوية والمادة الثانية من الدستور تتيح لهم الاستمرار في نفس الخطاب الأيديولوجي المعتاد والهروب من التفاصيل، وتجعلهم أيضاً في وضع المربي والمعلم والموجه بالنسبة للشعب والدولة دون أن يقفوا لمساءلة المجتمع لهم عن برنامجهم السياسي ومواقفهم وتحالفاتهم فلذلك لجأوا إلي الهروب من الأسئلة الحقيقية التي نحتاجها لكي نحبوا لمسيرة بناء دولة ديمقراطية، وهربوا إلي الأسئلة الانشائية التي لا تفيد الدولة ولاتكلفها أي شيء في تحمل مسئولية التحول باعلان للبنية التنظيمية العمل المكشوف لان العمل السري والقبول بالمراقبة المجتمعية كنا نتصور أن تكون الثورة بالنسبة للإسلاميين والإخوان بشكل خاص أكثر انفتاحاً حيث إن النظام غير التسلطي وغير القمعي لايسمح بمخالفات سياسية تحول دون تطور أي نشاط سياسي لكن الذي جري عندما فتحت نوافذ الحرية وبدأ عصر جديد فبدلاً من أن تتجه جماعة الإخوان المسلمين إلي إجراء تحالفات وايجاد خطاب سياسي اتجهوا إلي بناء خطاب ديني سياسي والتحالف مع تيار هو أخطر علي العملية الديمقراطية بمعني أنه كان من الممكن ان يتطور التحالف مع الدكتور محمد البرادعي لكن جاء الاتجاه إلي المصلحة المباشرة التي اكتشفوها بعد الثورة، فوجدوا أمامهم أعداد سلفية ضخمة وجاء خطاب الإخوان السياسي بالغ الخطورة ويخلق الطائفية وينقل المجتمع السياسي بعد الثورة من أفق مفتوح والتعايش في التحالفات السياسية إلي نفق مظلم من الخوف من المجهول والغائب وهذا سواء مع خطابات السلفية والجهادية.
> وكيف جاءت خطابات السلفية والجهادية؟
>> لقد بثت خطابات السلفية والجهاديين الرعب في المجتمع بداية من عبود الزمر والذي خرج ليتكلم عن شرعية ما فعله من اغتيال السادات وعدم اعترافه بالمواطنة واخراج المسيحيين من الجيش وفرض الجزية عليهم، ومع خطاب سلفي جديد وان لم يكن عنيفاً، وبدأ تحالف إخواني سلفي جهادي وبدأ هذا التحالف ينقلنا من حالة التفاؤل العارمة، ومن حالة التسامح السياسي والاستقبال الطبيعي للإخوان في الحركة السياسية إلي نفق مظلم وهو ما ينقلنا جزئياً إلي ما كنا عليه في العصر السابق.
> كيف تري أسباب تحالف الإخوان والسلفيين وتأثيره مستقبلاً؟
>> تحالف الإخوان والسلفيين علي وشك أن يكتمل مع أول منافسة سياسية فالهدف من هذا التحالف عاملان المصلحة الخاصة بالإخوان في أنهم كجماعة وجدوا أنفسهم أمام ميلاد حركة سياسية كبيرة جداً، ومؤثرة ولا تقبل الوصاية وقادرة ليست علي المعارضة فقط بل علي الثورة وهم شباب الثورة والنخب التي شاركت في الثورة والحركة السياسية التي ولدت في الثورة صارت تمثل تحدياً للإخوان، فوجدت الإخوان أنها يجب أن تبحث عن فراغ جديد، حيث إن السلفية هي الخزان السياسي الذي انفتح مرة واحدة.
في نفس الوقت مازال أمام السلفية سنوات طويلة حتي تستطيع أن تتبلور في كيانات سياسية وتأخذ المبادرة من نفسها وصار التحالف قائماً تحت شعار المادة الثانية من الدستور رغم أن الإخوان تعرف جيداً أن هذه المادة لم تكن مطروحة للنقاش إطلاقاً في هذا الوقت وتعرف أن الشارع المصري سيحسمها بأنها مادة أساسية لا يمكن الغاؤها ولكن الإخوان تعلم أيضاً أن الحديث في هذا الأمر هو أهم عنوان يجمعهم مع السلفيين ولذلك صار قناعة لدعاء السلفيين أنه من الأفضل أن تكون الإخوان هي رافعتهم السياسية باعتبارها أكثر خبرة سياسية وهذا استغلال برامجاتي مصلحي متعلق بتغيير طريقة الكتل التصويتية وظهور كتلة جديدة هي الكتلة السلفية في مقابل كتلة أكثر ليبرالية أكثر تمرداً أو حرية.
وبالاضافة إلي ذلك فإن المصلحة التي تكلمنا عنها تتواءم مع تحول أيديولوجي جديد للإخوان وهذا ماقد ذكرته في دراسة بعنوان «تسلف الإخوان» وداعيا فيها انه تم خلق تيار سلفي داخل الإخوان خلق مزاجاً داخل الإخوان هو الأقرب للكتلة السلفية.
> أوليس هذا التحالف مفيداً للإخوان؟
>> لقد جاء هذا التحالف السلفي الإخواني علي حساب مشروع الإخوان السياسي وتسويقهم له منذ الثمانينيات، وجاء أيضاً علي حساب مشروع المواطنة والقدرة علي التحالفات مع قوي سياسية ليبرالية يسارية حتي شيوعية، ولذلك أتوقع أنه مع قبل أول انتخابات برلمانية سيظهر تحالف إخواني سلفي جديد.
> وما تأثير هذا التحالف؟
>> سيكون له تأثير علي البرنامج السياسي للإخوان وسيقلل من نموه وتطوره ولذلك أتوقع أن جماعة الإخوان المسلمين لن تراجع المادة التي تمنع المرأة والأقباط من الترشح للرئاسة رغم انني في وقت من الأوقات كنت أراهن أن الإخوان ستراجع هذه المادة، وينتج أيضاً عن هذا التحالف أنه سيتراجع البرنامج السياسي للإخوان ويصبح أقل مرونة ويميل أكثر للمحافظة الدينية، وستكون مجمل تحالفات الإخوان مع التيارات الدينية وليست مع القوي السياسية وسيكون ثقل السلفي في مشروع الإخوان أقوي وأكبر من كل منجزات التعايش التي بدأتها الاخوان منذ الثمانينيات وستكون إزاء خطاب إسلامي ضد المعارضين الإسلاميين ونشهد كل روافد التيار الإسلامي تحت لافتة واحدة في مقابل لافتة تجمع كل خصوم الإسلام السياسي بما فيهم الذين ليس لديهم مشكلة مع الدين بل وملتزمون دينياً ولكن مشكلتهم مع حركات الإسلام السياسي، وقد يساهم ذلك في نمو تيار ليبرالي قوي وهناك إصرار علي فتح الباب لميلاد هذا التيار لمواجهة البناء الإسلامي.
> لقد وضح في حديثك أن هناك اهتماما شديدا بالسلفيين من قبل الإخوان هل خشية من التنافس معهم أو من تأثيرهم الديني القوي؟
>> ليس بالضرورة ان يترجم الخطاب الوعظي والديني إلي خطاب سياسي وهم - ونقصد السلفيين - مجرد دخولهم إلي الحقل السياسي بهذه الأطروحة صعب فيما عدا البحث والتطوير عن خطاب ملائم للأضاع الراهنة وأن المزاج الداخلي لن يقبل بهم في الشارع السياسي المصري ولا حتي دوليا ولذلك هم اتجهوا بقوة للتحالف مع الإخوان كقوة بالنسبة لها هي أكثر خبرة ومرانة في مسألة تقديم خطاب سياسي مع التأكيد أنه ستظهر أحداث سلفية جديدة في جزء ضيق من السلفيين يمكن أن يتطور سريعاً وجزء لديه إشكاليات تاريخية مع الإخوان.
> كيف تري مستقبل الاقباط في ظل هذا التحالف؟
>> الوضع الحالي سيساهم في عودة وبقوة المؤسسة الدينية القبطية في التأثير علي الأقباط رغم انني كنت قد اعتبرت ان الكنيسة قد خسرت كثيراً أثناء ثورة 25 يناير لأنها وقفت مع النظام بشكل محرج وقد فقدت قدرتها في فرض خطابها السياسي علي الأقباط فشارك عدد كبير من الأقباط في الثورة وبدأت أعداد كبيرة من المسيحيين في الاندماج مع قوي سياسية مختلفة ووجدت أن الكنيسة ساهمت في خلق حالة خوف كبيرة كان يمكن أن تكون إضافة كبيرة للحياة السياسية في مصر.
وما يجري الآن يمكن أن يرجعنا إلي درجة من درجات الطائفية ومجملاً قد أتصور أيضا أن يتشكل محور ليبرالي قوي وهذا يمكن ان يستعيد الأقباط بعيداً عن اختيار الطائفية والتقوقع في الكنيسة أن يتبلور تيار ليبرالي واحزاب مختلفة تأخذ الكتلة القبطية ولا تتركها نهباً للسيطرة الكنسية.
> كيف تري مستقبل الأحزاب الدينية في مصر؟
>> ليست مشكلة في أن تخرج احزاب من رحم جماعات إسلامية فأحياناً الحزب قد يقبل بأية عمليات تتوافق مع برنامجه السياسي وعملياً ليس هناك إمكانية لتأسيس حزب قبطي ولكن هناك إمكانية لميلاد احزاب تأخذ حيثيات الشأن القبطي وتحترمها وتضع قضايا الاقباط في اعتبارها.
وبخصوص الاحزاب التي خرجت من التيار الإسلامي كحزب العدالة والحرية والوسط والنهضة فليست هناك مشكلة طالما أن الحزب يتوافق مع الدولة المصرية فمشاركة الإسلاميين عبر احزاب الدولة أمر جيد لكنه حتي هذه الأحزاب رغم قانونيتها فإن مستقبلها غير واعد.
> لقد ذكرت أن تحالف الإسلاميين سيؤدي إلي توحد الأقباط هل من الممكن أن ينتج عن هذا فتنة طائفية؟
>> تحالف الإسلاميين سيعطي فرصة أوسع لجمع الاقباط طائفياً لكن ليس بالضرورة ان تحدث فتنة طائفية رغم انني لا أستبعد عودة العنف وأحداث فتنة ولكنه متوقف علي مسار التحول الديمقراطي واذا تعطل المسار الديمقراطي وأعدنا انتاج تجربة النظام السابق والقلق من العنف مشروع وله مبرراته وثمناً للتجربة الديمقراطية لأن الديمقراطية علاج لكثير من هذه المشكلات لكن يجب عمل ضوابط للديمقراطية بمعني أنه في أول اختبار ديمقراطي حدثت مشكلات فمجرد ظهور الإسلاميين اعتبر عيبا من عيوب الحرية، وخطب السلفيين يمكن يؤدي إلي دموية في المجتمع وفتوي قتل البردعي لانه من الخوارج وكذلك الهجوم عليه يوم الاستفتاء والحديث عن شرعية قتل السادات كل هذه أمور تم الوقوف أمامها ورفضها بشدة.
> كيف نحل هذه المشكلة؟
>> لابد من وضع جمرك علي الكلام ولم يعد ممكنا أن تكون الحرية هي فقط حرية الكلام ويجب ان نتحرك علي المستوي الثقافي والقانوني أيضاً بوضع ضوابط للمناخ الذي يتجاوز الحرية إلي الفوضي، ولايصح أن نتكلم عن فتاوي الاغتيال أو التكفير من علي منبر أو قناة فضائية ومنع استخدام اماكن العبادة في التعبئة والصراعات السياسية لذا نطالب بالتحرك القانوني لمنع كل هذا ونمنع اصدار فتوي أو شعار ديني لاجبار الناس دينياً علي تصرف سياسي، كما حدث في الاستفتاء الأخير وتحجيم دور العبادة عن السياسة.
> ولكن الإسلاميين يقولون إن هذا حقهم من الديمقراطية والحرية ويعتبر ما تقوله هذا إقصاء لهم؟
>> لا هم هنا يتوقفون عن مزايا الديمقراطية فقط دون ضوابطها، ويستفيد كتيار إسلامي سياسي من حرية التجمهر وحرية تكوين الأحزاب والصحافة دون الالتزام بالضوابط الديمقراطية.
في وقت تستغرق كل أجهزة الدولة ومؤسساتها بالانتهاء من هذه المرحلة الانتقالية وعودة الاستقرار مالم تنتبه الدولة إلي هذا الخطاب ستحدث كوارث، ويجب علي الدولة ان تتحرك خصوصاً عندما نتكلم عن قواعد أساسية فمسألة ان تمر واقعة الاعتداء علي البرادعي دون البحث عن من فعلوا هذا وتعاقبهم فهذا مؤشر خطير وكارثي والسكوت علي تصريحات عبود الزمر وقيام تيار بالسيطرة علي مسجد وفرض امام مسجد كل هذه أمور خطيرة يجب ضبطها.
> هل تري بوادر صفقة بين الجماعات الإسلامية والدولة؟
>> رغم انني لم تتوافر لدي معلومات محددة بخصوص هذا ولكن مايجري أقل مايمكن ان نقول عليه انه توافق بين من يقومون علي شأن الدولة والإخوان المسلمين فاختيار ممثل الإخوان في لجنة صياغة التعديلات الدستورية دون باقي التيارات يعد تمثيلا صريحا للإخوان، بالاضافة إلي الاهم من هذا ان القائمين علي الدولة يبحثون عن الاستقرار ومن يبحث عن الاستقرار يفضل التحالف مع تيار مستقر يمكن ان يمسك الشارع ويمكن ان يستخدم ضد أي حركة ثورية فالتيار الإسلامي هو الأقرب لهم، إلا أننا إزاء ما يمكن ان نسميه توافقاً بدوره يقوم التيار الإسلامي وفي مقدمته الإخوان بخلق فكرة الاستقرار ومواجهة اي نوع للحركة الثورية وتصدير الإسلاميين للمشهد ليس كفزاعة ولكن باعتبار انه يمكن اجراء حوار معهم وتفاوض، والذين قاموا بالثورة غير مؤهلين لاجراء تفاهمات ولهم مطالب محددة وواضحة واي نقاش سيكون عليهم بينما الصفقة تعقد مع تيار قابل للتفاوض علي هذه المطالب واعتبر ان مايحدث الآن هو عودة ولو جزئياً إلي النظام السابق.
> ماهي توقعاتك بالنسبة لمرشح الإخوان المسلمين؟
>> الإخوان سيدفعون بمرشح من خارجهم والأغلب سيكون عمرو موسي وفي هذه الحالة سيكون الإخوان قد حولوا تحالفهم من محمد البرادعي الذي كان أول شخصية سياسية ذات قيمة تعطيهم خطابا محليا ودوليا وتدافع عنهم أيضاً إلي السيد عمرو موسي، ولن يرشح الإخوان من داخلهم حيث هذا ليس في خيالهم السياسي علي الأقل الآن وكذلك ان الوضع أكثر تعقيداً فإما يحتاج إلي اجماع سياسي ضخم وسيكون مرشحهم اقرب إلي البرادعي وإما يحتاج إلي شكل من أشكال الصفقات مع قوي من داخل الدولة وهنا سيكون المرشح أقرب إلي عمرو موسي واذا كان طريق الرئاسة أحد الطريقين اما عبر تحالف كان يمكن ان ينجز عبر ائتلاف الثورة كله وكل التيارات السياسية تجمع علي مرشح واحد وهنا لن يكون مرشحاً إخوانياً، أو أن الدولة أو بقايا النظام السابق يطرح مرشحاً وهنا الاغلب سيكون عمرو موسي، وأتصور أن ماجري في الاستفتاء يقول انهم بطريق عمرو موسي.
> هل تعتقد ان ما جري للبرادعي من هجوم وترحيب بعمرو موسي يوم الاستفتاء علي التعديلات الدستورية فيه إشارة أو دلالة؟
>> أنا لا أحمل الإخوان مسئولية ما جري للبرادعي واستبعد ان يفعلوا ذلك فهذا ليس أسلوبهم السياسي، ولكن البرادعي خرج من بؤرة التركيز الإخواني وهو في طريقه ليكون خصماً لهم، بينما عمرو موسي في طريقه ليكون مرشحهم.
> هذا لأن البرادعي أكثر ليبرالية؟
>> مسألة الليبرالية من عدمها جزء من عوامل الاختيار خصوصاً في أسلوب تحالفهم مع القوي السلفية يصعب ان يكون البرادعي مرشحهم لكن الاهم من هذا ان البرادعي هو السياسي الذي يقوم بخطاب ديمقراطي ويعمل علي بناء خطاب سياسي جديد، ويتعامل مع الأمر بطريقة انسف حمامك القديم، واعتقد انه في حال انتخابه ان يكون مجمل مشروعه السياسي وتحالفاته السياسية قائمة علي تأسيس أو إعادة بناء الدولة المصرية.
> إلي أي مدي تغير خطاب الإخوان قبل وبعد الثورة؟
>> لم يحدث أي تغيير في اتجاه أكثر محافظة بعكس ماكنت اتوقع، والإخوان لم يخسروا قواعدهم وأعضاءهم في الثورة مثلما حدث مع قوي سياسية أخري، ولكنهم لم يكسبوا أحدا من الحركة السياسية الجديدة فليس هناك ثائر شارك في ميدان التحرير غير مسيس انضم للإخوان.
> ما دلالة ذلك؟
>> ان مشروعهم غير قابل للتوسع وبالمناسبة انا متفائل علي المدي البعيد.
> كيف تري تيار الاصلاحيين داخل جماعة الإخوان المسلمين؟
>> لا يمكن ان نتحدث عن تيار يسوق الجماعة دينياً أو موقفياً فالاصلاحيون في الجماعة أقرب إلي الجزر المنعزلة ولذلك أبعدوا تماماً عن حزب العدالة، ولذلك هم الآن امام خيارين اما الالتحاق بالوسط أو النهضة، لانهم تأخروا كثيراً في الانضمام لحزب الوسط وأتصور ان التيار الإصلاحي في مأزق والاختيار امامهم صعب فلديهم عداء تاريخي مع الوسط، وحزب النهضة غير واعد بالمرة، ومن ثم فهم في وضع لا يحسد عليه.
> كيف تري العلاقة بين جماعة الإخوان وحزب الإخوان؟
>> الإخوان لديهم ثلاثة نماذج يمكن لها ان تختار واحدا منها الاول هو الأردني عبارة عن جماعة فكرية شاملة ما بين الدعوة والساسية ولكنها رفعت ذراعا سياسية لها هي الحزب أو حزب الإخوان المسلمين وسيظل حزب الإخوان ذراع سياسة لهم وهذا أسوأ النماذج، والثاني هو النموذج اليمني حيث الحزب هو الجماعة والتنظيم يضاف إليه شخصيات قبلية وبعض من رجال الأعمال وهذا قريب من التجربة الجزائرية حمس والثالث هو النموذج الأفضل للنظام الديمقراطي هو النموذج المغربي عبارة عن حركة دعوية تسمح بالعمل السياسي من خلال تفويض هذه الوظيفة لحزب سياسي مثل حركة التوحيد والاصلاح وحزب العدالة والتنمية.
الحركة قالت انها حركة دعوية مهمتها المشاركة في اقامة الدين، لكن العمل السياسي مهمة حزب العدالة والتنمية ولكن للأسف فالإخوان في مصر أقرب إلي أن ينتقدوا النموذج الأردني لمجرد المحافظة علي بنية التنظيم.
> خرج كثير من معتقلي الجماعة الإسلامية بعد ثورة 25 يناير وعلي رأسهم عبود الزمر.. فكيف تري الجماعة الإسلامية؟
>> الخطاب الذي طرحه عبود الزمر كان كارثياً ومجمل خطابه لايعكس بالضرورة موقف الجماعة الإسلامية، وأتصور انه داحل الجماعة الإسلامية الآن صراع علي مستقبلها بين من يتمسكون بالمبادرة ويعتبرون الاختيار السياسي للجماعة للمبادرة لم يكن اختيار مرحلة أو صفقة مع النظام إنما هو اختيار استراتيجية واعلان موقف مع الدولة والمجتمع والله وهم مهتمون بهذا، وبين بؤر داخل الجماعة الإسلامية لم تكن علي قناعة كبيرة بالمبادرة وانها قد قبلت المبادرة حتي تخرج من المعتقلات وربما مناخ الحرية الذي وصل إلي حد الانفلات يغريها بالانقضاض علي مبادرة وقف العنف وإلقاء خطاب عنيف ليس بالضرورة أن يكون في الوقت الحالي لكن لو استمرت الأمور هكذا زمناً يمكن ان يعود العنف.
> هل ممكن ان يكون الحكم في مصر إسلامي؟
>> هذا غير وارد، لان المزاج المصري للتدين مهما وصل لن يسمح بتكرار تجربة إيران فالحركة السياسية الناشئة مع الثورة مفتحة علي العالم ولا تري نفسها غير ذلك والثورة وطنية وقامت من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ولا يعني ذلك عدم التدين لا بل هم متدينون ولكن الشعب المصري يثور من أجل هذه المطالب ولن يقبل بأي أطروحة تمس المزاج والحرية والتعددية الدينية أو تمس علاقته بالعالم وتحوله إلي ولاية الفقيه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق