...وو

نحن هنا من اجلك
اذا كانت لـك اي طلبات مسـاعده اكتب لنا
ونحن سوف نتكاتف معك من اجل تحقيقها

yo

السبت، أبريل 9

تفاصيل مقتل محمد داغر

«المكان» كافتيريا فى الطابق الخامس بـ«كايرو مول» فى منطقة الهرم.. «الزمان» قبل ٥ أشهر من الآن.. مصمم الأزياء العالمى محمد داغر يجلس هناك.. على بعد خطوات منه يجلس شاب.. «داغر» ينادى على الشاب: «أحمد.. أحمد.. يا أحمد».. هنا يلتفت الشاب ويسأله: «أنا مش أحمد».. يرد «داغر».. أنت شبه صديق لى.. أنا اسمى محمد داغر.. مصمم أزياء ومطرب.. 

يقاطعه الشاب: «عارفك.. أنا اسمى محمد عبد المنعم فرج».. دقائق وينتهى اللقاء بتبادل «الهواتف المحمولة» ويصحبه داغر فى سيارته ويتركه فى ميدان الجيزة مع وعد بـ«تبادل الاتصال».
تمر الأيام ويتصل الشاب محمد بـ«داغر» ويقول له: «أيوه يا أستاذ محمد.. أنا أحمد اللى كنت فاكرنى أحمد.. أنا محمد عبد المنعم.. اللى قابلتك فى كايرو مول».. ويرد عليه: «أه افتكرتك.. أنت أخبارك إيه».. ويلتقى الشابان بصحبة بعض أصدقائهما.. كل منهما يعرف صديقه الجديد لأصدقائه القدامى.. ويتناولوا العشاء.. ويغادر كل منهما مع وعد بتجدد الاتصال واللقاء.. السيناريو نفسه تكرر مرة واثنين.. والتقى داغر بـ«صديقه الجديد» وتوجها إلى الشقة وبعد ٥ دقائق.. يرن هاتف محمول الصديق الجديد.. ويسأله «داغر».. فى إيه.. يرد.. لا ابن اختى تعب شوية ولازم أمشى علشان نقلوه المستشفى.. ويغادر المكان.
الاثنين الماضى.. قبل ساعات من ارتكاب الجريمة.. «داغر» يتصل بصديقه الجديد: «أيوه يا محمد إنت فين.. أنا هجيلك».. الشاب على الطرف الثانى يرد: «أنا فى وسط البلد وبالتحديد أمام فندق رمسيس هليتون».. دقائق ويكون الشاب فى السيارة إلى جوار «داغر».. يتوجهان إلى شارع البطل أحمد عبد العزيز..
يسأله الصديق: «عارف أنت ساكن فى شارع البطل أحمد عبد العزيز وأنا كمان ساكن فى شارع البطل أحمد عبد العزيز.. ويضحكان.. الصديق يواصل كلامه: «لا لا.. أنا باتكلم جد.. أنا يا سيدى ساكن فى شارع صلاح الدين المتفرع من شارع البطل أحمد عبد العزيز فى المنيب.. ياه يا فنان فرق كبير بين الشارعين.. لكن الاسم واحد.. إحنا هنا سعادتك فى المهندسين.. لكن هناك فى المنيب.. وما أدراك ما المنيب.. الضحك يتواصل».
الآن.. الساعة تقترب من الثانية عشرة من مساء الاثنين.. الشابان فى الشقة.. داغر يسأل صديقه: «تاكل».. يرد الضيف..: «ياه جيت على الجرح.. هموت من الجوع».. «تحب تاكل إيه».. «أى حاجة.. أى حاجة». ويمسك «داغر» بهاتفه المحمول ويتصل بمطعم شهير فى المهندسين: «أيوه أنا داغر وعايز وجبتين.. طبعاً العنوان مسجل عندكم»..
 حوار بسيط يدور بين «صاحب الشقة والضيف».. يقطعه رنين هواتف لا يتوقف فى مكالمات تنهال على الشاب «داغر» ويرد: «عينى.. الشغل جاهز.. خلاص نتقابل بكره.. وأنا كويس.. خلاص ميعادنا الخميس».. هكذا كانت بعض ردوده على اتصالات جاءت له.. والضيف يراقب جرس الباب «يرن».. ها هو «عامل الدليفرى».. ويتحرك صاحب الشقة.. ويتسلم الوجبتين.. ويدفع الحساب ويغلق الباب من جديد».
الآن.. الساعة تجاوزت الواحدة من صباح الثلاثاء الماضى.. والحديث لا يتوقف بين «الاثنين».. وانتهيا من تناول الوجبتين.. ويتطور الحديث بينهما إلى مشادة كلامية.. أسبابها قالها «الضيف» فى اعترافاته للواء فاروق لاشين، مساعد الوزير لأمن الجيزة، وكررها أمام محمود حلمى وعبد الحميد الجرف، مديرى نيابة حوادث شمال الجيزة، الضيف يدفع «داغر» على الأرض ليسقط على زجاجة مكسورة تصيبه فى رأسه بجروح.. المشاجرة تتطور.. وداغر يغلق باب الشقة بالمفتاح ويقول لـ«ضيفه» مش هتطلع من هنا وهقول عليك إنك حرامى وجاى تسرقنى..
وتناول المتهم كوباً مكسوراً وتعدى به على «ضحيته» وأصابه بجروح فى الرقبة والرأس.. وحاول الهرب.. الضحية يتتبع قاتله.. ويمسك فى يده سكينا.. المتهم يحاول السيطرة على القتيل.. والسكين تخترق رقبة القتيل لتحدث جرحاً كبيراً أسقطه على الأرض.. داغر يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد دقائق من المشاجرة وتلقيه الطعنة القاتلة.
«الجريمة» لم تنته.. داغر ملقى على الأرض.. فارق الحياة بجوار مطبخ شقته.. ملابس المتهم ملطخة بدماء ضحيته.. يغسل يديه وينظفها من آثار جريمته.. ويترك السكين مكانها.. يفكر فى كيفية التخلص من ملابسه.. يبحث فى ملابس القتيل.. هناك فارق كبير فى المقاسات.. المتهم طويل وبنيانه قوى وجسده ممتلئ.. ملابس داغر لا تناسبه نهائياً.. وجد «شورت وتى شيرت وكاب».. خلع ملابسه وارتدى هذه الملابس.. فتش فى ملابس الضحية.. حصل على مفاتيح الشقة المغلقة.. أخذ الهاتفين المحمولين الخاصين بـ«داغر».. خرج من الشقة وأغلق الباب من الخارج.
المتهم يقف فى شارع البطل أحمد عبد العزيز.. ها هو أمام المبنى الذى ارتكب فيه جريمته.. شاهد سيارة الضحية.. المتهم لا يعرف كيف يقود سيارة.. وربما كانت أعصابه لا تقوى على ذلك.. اتصل بزميله «محمد بيومى»: «يا محمد أنا مستنيك فى شارع البطل أحمد عبد العزيز فى المهندسين.. تعالى بسرعة فيه مشكلة كبيرة» قبل مرور ساعة.. كان الصديق واقفاً أمامه.. المتهم يسلمه مفتاح السيارة.. ويقول له دى عربية محمد داغر.. أنا قتلته.. ولازم نمشى من هنا فوراً.. الصديق ينطلق بالسيارة فى اتجاه المنيب.. المتهم يترك السيارة مع صديقه.. ويترك له الهاتفين المحمولين ويؤكد له: «أنا تعبان نتقابل بكره ونتكلم».. الصديق بدوره يترك السيارة لدى صاحب نقل وخدمات ويقول له: «دى أمانة عندك لبكره».
المتهم يدخل إلى غرفته.. يخلع الملابس التى خرج بها من شقة القتيل.. يضعها جميعاً.. «الشورت وال تى شيرت والكاب» فى حقيبة بلاستيك ويلقيها فى ترعة الزمر.. القريبة من منزله.. الجريمة يظهر أول خيوطها مساء الثلاثاء.. المتهم يتابع ما حملته مواقع الإنترنت والقنوات الفضائية.. مجهول يقتل مصمم الأزياء العالمى محمد داغر.. مقتل داغر فى شقته بظروف غامضة.. الشاب لا يعرف ماذا يفعل.. يجلس فى منزله.. ينتظر.. من يطرق عليه الباب ويقول له: «اتفضل معانا.. وفين العربية والهاتفين المحمولين».. الشاب لم ينتظر طويلاً.. ضبطته مباحث الجيزة من خلال تتبع الهاتف المحمول.. سقط واعترف بهدوء: «أنا هقول على كل حاجة.. أنا معترف إنى قتلت داغر..»..
قال المتهم كل شىء.. قال من وجهة نظره.. روى التفاصيل كاملة.. رواها من طرف واحد.. أما الطرف الثانى.. الشريك الأصلى فى الرواية فهو القتيل محمد داغر.. لن يتحدث ولن يقول كلمته.. ولن نسمع منه رواية محتلفة أو «تصحيح».. داغر بين يدى الله.. الشاهد هنا أيضاً.. هو مسرح الجريمة.. مكان أصم لا ينطق أبداً.. لكنه يعطيك عينة من الدماء.. وآثار مشاجرة وبصمات وبقايا طعام.. يعطيك دون أن تسأله ودون أن تقول له: «ماذا حدث»
المصري اليم

0 التعليقات:

إرسال تعليق