...وو

نحن هنا من اجلك
اذا كانت لـك اي طلبات مسـاعده اكتب لنا
ونحن سوف نتكاتف معك من اجل تحقيقها

yo

الأربعاء، أبريل 20

تأملات في الآم رب الـمجد


يسوع والصليب
انظري يا نفسي وأصغي لما يقوله مخلصك وهو علي الصليب انظري قطرات الدم السائلة من جنبه واسمعي أصوات الأنين الصاعدة من قلبه . انه يئن . أسمعيه وهو يهمس قائلا أنه حمل ثقيل ، ولكن حبي لنفوس البشر أعظم منه .

ليتك يا نفسي تقابلي عذاباتك بما لديك من حب لمسيحك ، ولا تدعي الضعف يطفئ لهيب هذا الحب بل تقدمي إلي حبيبك يسوع وانحني أمام صليبه بخشوع وخاطبيه قائلة يا من تظهر من أجلي مصلوب . دق قلوبنا بكفك المثقوب .
أصغي يا نفسي إلي حبيبك المسيح  فهو يدعوك لتقاسميه الصليب ، فهل لك من الغيرة علي خلاص النفوس ما يقويك علي مواصلة التقدم في الزهد ونكران الذات أم أن حبك الشديد لذاتك يوقعك تحت ثقل الصليب . أسمعيه يقول لقد سمرت يداي فوق صليب من خشب وارتضيت إكليل الشوك بدلا من تاج الذهب لأفتديك من نار الغضب وأنقذك من جحيم اللهب . انظري يا نفسي الصليب والرب راقد عليه انظري الجنب المطعون والدم مسفوك عليه انظري الرأس المكلل بالأشواك وانظري يديه .انظري كيف أرتضي ربك أن يحمل هذا العبء الثقيل الشاق وقد أنهار جسده وفقد قواه انظري وتعلمي وانهضي إذا نقصتك الشجاعة إزاء ما يجب أن تبذليه من الجهد ضد أهواك . اعلمي أنك عندما تتقيدين بالصليب فان ذلك يقودك الي هناء أبدي . تمسكي بالصليب قائلة له . بك احتمي وعليك ارتمي فأنت مجدد الآمال ومحي النفوس من الزوال فأنت المسيحية ولا مسيحية بغير صليب . بالصليب صلبت يارب العالم لنا فلم يعد للعالم أن ينتصر علينا وبالصليب صلبت فينا الميول الشريرة تجاه العالم فالصليب يقف متحديا وسط الظلام واللهيب والصليب هو الذي غلب الهاوية وأبطل الموت وصرع الجحيم .

علي الصليب أخترق المسمار يدي ورجلي المخلص حتى وصل إلي الخشب كل ذلك ليحجز هول الغضب . فليتك يا أخي لا تفتخر ألا بالصليب فهو حماك وحافظك من الشقاء والنحيب ليتك تتمسك بالصليب مهما سخر البعض منه أو سبوه لأن الصليب عند الهالكين جهالة ليتك تتشبه بالقديس بولس الرسول الذي لم يفتخر بحسبه أو نسبه بل اعتبر كل شئ نفاية . لم يفتخر بعلمه أو ثقافته بل قال قوله المشهور حاشا لي أن أفتخر ألا بصليب ربنا يسوع المسيح .

نزعوا ثيابه

تأملي يا نفسي وانظري كيف نزع عنه الأشرار ثيابه وهو صامت فهل تقبلين أن تتجردي من كل رغباتك وخيراتك . ليتك تقبلين التجرد فحينئذ سيلبسك رب المجد ثوب الطهارة ويغمرك بكنوز نعمته . اذكري يا نفسي أن إلهك تعري حتى يغطيك بنعمته وينزع عنك عريك . انظري إلهك وقد عروه من أجل سقطة آدم التي عرته ومن أجل سقطاتك التي تعريك الآن . ربي أني أسألك أن تعريني من ثوب الخطية والنفاق وتلبسني حلة البر والمحبة حتى ألقاك .

علي قمة الجلجثة

انظري يا نفسي هاهو ربك وحبيبك علي قمة الجلجثة يتقدم إلي الموت . لقد عامل البشر بالصبر والوداعة فقابلوه بالقسوة والشماتة . بذل في سبيلهم كل الحب فكللوا له إكليل من الشوك حمل عنهم أوجاعهم فحملوه أيضا الصليب . رفع يديه بالصلاة فسمروهاعلي الصليب بالمسامير . تصوروا انهم لم يبقوا لك يا الهي شيئا فحتي الحريه ظنوا انهم اخذوها منك . فأنت امامهم ليس لك ان تحرك يديك او رجليك ... مهلا يا نفوس . مهلا يا تعابي بالخطايا . فالحقيقه أنهم لم يقيدوه . بل أنا . أنا الذي قيدتك يا الهي . خطاياي هي التي قيدتك . حبك العجيب هو المسامير التي شدت جسدك علي الصليب لأجل فدائي .

أنه يتأرجح في الهواء

انظروا ما ذا يحدث حولكم أنها ظلمة عجيبة تحيط علي الكورة المحيطة بأورشليم أنه أمر غريب أن تختفي الشمس والقمر بدرا حقا لقد شاركت الطبيعة وأعلنت حزنها فاختفت الشمس حزنا علي شمس البر وأختفي النور حزنا علي نور العالم .

انظروا هام يرفعون الصليب رويدا عن الأرض هاهو يترنح يمينا ويسار. أنه يتأرجح في الهواء بين الأرض والسماء انظروا أنهم يهبطون به في حفرته هاهو يهبط ويغوص انظروا رب المجد علي الصليب لقد أعتلي عرشه المجيد وصعد منبره الجديد وهاهو يستعد لإلقاء عظته الأخيرة أنصتوا وانظروا إلي آلامه المريرة … انظروا وهو يتجه ببصره إلي عبر وادي يهوشافاط أنه ينظر قباب الهيكل عبر الجانب الآخر من الوادي هاهي أشعة الشمس التي ستحجب بعد قليل هاهي أسوار الهيكل . هاهم التلاميذ خائفين مرتعدين هاهم جنود الرومان يقترعون علي ثيابه ، هاهي المجدلية باكية ماذا يحدث الآن . لقد أستعد المخلص للعظة ، هاهي السماء أظلمت . الصمت يسود المكان لقد توقف الزمان . الناس في ذعر ماذا يا ربي هل تبحث عن الكلمات ؟ هل تبحث عن أي شئ ؟ كلا أنني أبحث عن الخطاة أبحث عن أحبائي لذلك سأطلب أولا من الأب قائلا يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون .

كيف يا ربي تصلي لأجل أعداءك لقد أطلقوا عليك كل بغضهم وحقدهم وهاأنت تطلب من الآب أن يطلق عليهم كل رحمته وقوته . كيف تصلي عن الخطاة ؟ اسمعوه يقول من أجل هؤلاء أتيت . ما أعجبك اله . وهو علي الصليب يدعو لمن أجروا دماه .أغفر لهم يا أبتاه . انظروا أسمعوا ها هو سيتحدث مرة أخري أسمعوا ماذا يقول . اليوم تكون معي في الفردوس . حتى كلمتك الثانية يارب كانت للخاطئ . هنيئا لك أيها اللص .أنعم ففي انتقالك أيضا كنت لصا حيث سرقت المجد .

لن أنزل عن الصليب

ربي أني أحاول أن أنزلك عن الصليب ، ولكنني لا أستطيع ذلك .. أن المسامير ممسكة بيديك وقدميك. ما هو السر ؟ لماذا هذا يا ربي ؟ أسمعوا يقول لن أنزل لأنني لهذا اتيت . أيها الأحياء انظروا يديه المثقوبة وجنبه الذي طعنوه … انظروا قدميه المسمرة وظهره الذي جلدوه ويا ليتكم لا تسمروا يدي المسيح عندما تسمروا أيدي خدامه التي تأتي لكم بصوته ليتكم لا تدقوا أقدام المسيح عندما تدقوا الأقدام التي تبحث عنكم في طرقات الخطية ليتكم لا تطعنوا المسيح عندما تطعنون سفراءه المرسلون إليكم ليتكم لا توثقوا يدي المسيح عندما تمتد لإنقاذكم … ليتنا بالصليب نفتخر ولزخارف العالم نحتقر.

ما هو موقفك من المصلوب

وأنت يا نفسي ما هو موقفك من مخلصك ، يوحنا المعمدان شهد عنه بأنه حمل الله وبأنه لا يستحق أن يحل سيور حذاءه . يوحنا الحبيب دعاه أسداً ، داود دعاه صخرة وملجأ ( مز 13 ) أشعياء دعاه مخلص ( صم 12 ) يهوذا أكرمه سيده فسلمه بطرس إنذاره إلهه فأنكره ، فماذا أنت يا نفسي فاعله به ؟ هل تنكريه عندما يثور العالم ضده ؟ هل تفضلين العالم عليه ؟ انظري إلى السماء ، إلى قصدك وغايتك واطلبي ألهك و مسيحك فستجديه دائماً يحدق النظر إليك .

الهي ، عروك وأنت حله البر الأكيد وكسوه المؤمن السعيد . جروحك وأنت الطبيب الشافي ومعطي الضياء الصافي  أحزنوك وأنت مفرج الكروب وطبيب القلوب ، سقطت تحت الصليب وأنت رجاء الساقطين وعلاج المسقومين .احتقرت وأنت معطي الانتصار وواهب الافتخار . الهي ما أعظمك ، إلهي ما أعجبك .

أنا عطشان

ربي يسوع . هاأنا أسمعك تقول أنا عطشان . الذي فجر الماء من الصخرة الصماء يعطش . نهر النعمة وبحر البهجة يقول أنا عطشان ؟ يا مروي العطاش كيف عطشت ؟. قدموا لك خلاً وعني شربت .أنا أعلم أنك عطشان إلى نفسي وإلى كل نفس تائهة .فها أنا أقدم لك ذاتي . فأنا العطشان لمجدك . عطشان للانطلاق إليك والحياة معك . كما أنت عطشان إلى النفوس .

لقد بذلت يا رب دمك حتى آخر نقطة منه لتروي عطشنا . ليت هذه القطرات الثمينة تسقط على صحراء حياتنا فترويها فتنبت وتأتي بالثمار ويرتوي الجميع . هل أنت يا رب بحاجة إلى مياه لتشرب و أنت ماء الحياة ؟ كلا .. إن ما يرويك هو توبتي ورجوعي . فهل لازلت يا نفسي مصممة على عطش إلهك أم تهبي لترويه ؟ . ليتك يا نفسي ترويه بتوبتك وتطفئ ظمأه بكسب مزيد من النفوس إلى حظيرته .
قد أكمل

على صليب الجلجثة كل قصاص البشر يا رب قبلت أن تحمل وتممت قصد الآب القدير وصرخت قد اكمل . رددت هذه الكلمات للآب معلناً مشيئته وحملتها أنفاسك إلينا مقدماً لنا التهنئة بخلاصنا وتحريرنا . وعندما صرخت يا رب بهذه الكلمات كان الكهنة في الهيكل يخدمون . وكان وقت تقديم الذبيحة المسائية هاأنا أنظر الكاهن اليهودي مرتدياً ملابسه المقدسة . إنه ينظر إلى الحمل الذي يرمز إلى شخصك الحبيب هاهو يتفحصه . هل هو صحيحاً وبلا عيب ؟ إنه الآن يستعد لتقديم الذبيحة فها هو يقف رافعاً سكينة . تماماً مثلما فعل إبراهيم مع وحيده اسحق .هاأنا أنظر الشعب الواقف باهتمام ينظر إلى الذبيحة بكل احترام . هاهو الكاهن يهوى على الذبيحة بالسكين . لكن ماذا حدث ؟ إنه شيء غير عادي . هاهو الذبيح لا يذبح إن الأرض ترتجف وتهتز . وحجاب الهيكل من أعلاه إلى أسفله ينشق . لقد سيطر الرعب على كل شيء . الكاهن يرتعد والسكينة في يديه ترتعش إنها تسقط من يديه المضطربة . هاهو الخروف يهرب بعيداً . انظروا لقد التقى الرمز بالمرموز إليه لقد مات ابن الله فعتق الخروف وعاد إلى الحياة . لقد بطلت الذبائح بعدما قدمت الذبيحة العظمى . لقد أنفتح الطريق إلى الأقداس وأعد للجميع طريق جديد أعظم . فإنه " بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً "( عب 9 : 12 )   
                     
أنا الذي صلبتك

لا تقولي يا نفسي أنك بريئة من دم المسيح . فأنت كنت هناك معهم . هناك عند الجلجثة يوم صلبوه وعذبوه . بل كنت من أولئك المجرمين الذين اشتركوا في مؤامرة صلبه وأشرفوا على تنفيذها . فالذي صلبك يا رب هو في الحقيقة مجموعة من الخطايا استعبدت أشخاصاً فنفذوا أوامرها .قيافا خضع لرعاية مصالحه الخاصة وأغراضه الشخصية فأنى بشهود زور . هيرودس خضع لنجاسته وشهواته المرزولة فاستحقرك مع جنوده . بيلاطس خضع لخوفه وجبنه فأستسلم وأطلق باراباس الأثيم وصلبك أيها الكريم .وأنا يا رب . ليتني أكون مثل إندراوس عندما يسألونني عنك فأقول أني وجدته ولا أكون مثل يهوذا فأجيب أني أسلمته .او مثل بطرس في سقطته فأقول أني أنكرته .ولا مثل توما المتشكك فأقول أني كذبته . ليتني أكون مثل المعمدان فأقول أنني لست مستحق أن احل سيور حذائك .

وأنت يا أخي كم سفكت دماء مسيحك وصلبته وعذبته بخطاياك . ( كم أنكرته ) في ضعفك وجهلك . كم خنته بسبب القليل من الفضة أو جرياً وراء المصالح والمال . كم خجلت من إعلان اسمه في حماقة وجبن واستسلام .
وأنت يا إلهي سامحنا من أجل دمك الذي سفك لأجلنا والذي اشتركنا في جريمة سفكه فمحبتك الكبيرة تستطيع أن تغفر كل هذا ودمك الطاهر يستطيع أن يخلص العالم إلى التمام فيستطيع كل مؤمن أن يردد مع الرسول قائلاً " مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في " 

0 التعليقات:

إرسال تعليق