تشن إسرائيل أضخم حملة على المستوى الدولى لإفشال المصالحة الفلسطينية التى تعقد اليوم، الأربعاء، بالقاهرة، حيث يسعى، رئيس الوزراء اليمينى المتطرف، بنيامين نتانياهو بكل الطرق لإفشالها، حيث يجتمع فى لندن اليوم بنظيره البريطانى ديفيد كاميرون، لمناقشة هذا الأمر.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن نتانياهو قد وصل إلى العاصمة البريطانية "لندن" مساء أمس فى زيارة رسمية يعقبها بزيارة أخرى لفرنسا، كما أنه من المقرر أن يجتمع فى لندن بكبار الكتاب من الصحافة البريطانية.
وقال مصدر سياسى رفيع من الطاقم المرافق لنتانياهو خلال زيارته لبريطانيا إنه سيعرض على محاوريه البريطانيين موضوع الشراكة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحماس، باعتبار أن إسرائيل لا يمكنها قبول هذه الخطوة، نظرا لأن حماس تدعو إلى إبادة إسرائيل.
وفى سياق المباحثات المكوكية التى يقوم بها نتانياهو لإفشال المصالحة دوليا تحدث هاتفيا مساء أمس، مع وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلارى كلينتون" التى أجرت بالمقابل اتصالا هاتفيا آخر مع رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض.
ودعا نتانياهو، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى إلغاء اتفاق المصالحة مع حماس فورا، والعودة إلى طريق السلام مع إسرائيل.
وكشفت صحيفة، يديعوت أحرانوت، الإسرائيلية أن دعوة نتانياهو جاءت خلال استقباله مبعوث الرباعية الدولية "تونى بلير" أثناء زيارته لإسرائيل أمس، وذلك قبل يوم واحد من توقيع اتفاق المصالحة بين حركتى حماس وفتح بحضور رئيس المكتب السياسى لحماس خالد مشعل ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وزعم نتانياهو "أن هذا الاتفاق يشكل ضربة خطيرة لعملية السلام"، متسائلا "كيف يمكننا أن نصنع السلام مع حكومة تدعو إلى تدمير إسرائيل وتؤيد الإرهاب"، على حد زعمه.
من جانبها ردت السلطة الفلسطينية على تصريحات نتانياهو بدعوته إلى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للفلسطينيين.
وفى الوقت الذى يجتمع فيه قادة حركتى حماس وفتح فى القاهرة لتوقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية، يحاول نتانياهو خلال جولته الأوروبية إقناع القادة الغربيين بعدم دعم اتفاق المصالحة وكذلك فكرة إعلان دولة فلسطينية من جانب واحد.
وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، أن نتانياهو سيتابع توقيع اتفاق المصالحة فى القاهرة من الفندق الذى يمكث فيه بلندن، ومن المقرر أن يلتقى نتانياهو فى أعقاب ذلك بنظيره البريطانى، ديفيد كاميرون، وغدا سيصل إلى القصر الرئاسى فى فرنسا ليلتقى الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى.
وسيحاول نتانياهو أن يقنع الزعماء الأوروبيين أن اتفاق المصالحة بين حماس وفتح سيضر بالعملية السلمية.
وأشارت معاريف إلى أن نتانياهو سيقول لرئيس الحكومة البريطانية "إن رئيس السلطة الفلسطينية بهذا الاتفاق يمدد البساط الأحمر أمام كبار الإرهابيين، واصفا ما يدعيه الفلسطينيون بأن الحكومة المقبلة حكومة خبراء بأنه مجرد خداع"، على حد زعمه.
ووفق مصدر سياسى رفيع فى تل أبيب "فإن واشنطن قد استوعبت هذا الأمر وأدركته وأن هناك غضبا عارما من قبل الإدارة الأمريكية على أبو مازن الذى اختار المصالحة مع حماس، بينما سيكون من الصعب جدا إقناع أوروبا بهذا الأمر" على حد تعبيره.
وأشارت وسائل العبرية إلى أن نتانياهو والمقربين منه واثقون من أن رئيس الوزراء البريطانى والرئيس الفرنسى سيدركان فى النهاية أنه لا مفاوضات مع حكومة تشارك فيها حماس.
وفى مفاجأة غير متوقعة، أعدت وزارة الخارجية الإسرائيلية تقريرا سريا يتضمن توصيات إلى المستوى السياسى بتل أبيب حول النهج الذى ينبغى أن تتبعه إسرائيل عقب تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس، كما يتضمن التقرير توصيات تتعارض مع ما يطرحه بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، فى الأيام الأخيرة بشأن اتفاق المصالحة الفلسطينية الذى سيتم التوقيع عليه اليوم، الأربعاء، فى القاهرة.
وأوضح التقرير أن التحرك الفلسطينى الأخير المتمثل فى اتفاق المصالحة الفلسطينية إنما يشكل فرصة إستراتيجية إيجابية من شأنها أن تخدم المصالح الإسرائيلية، حسب ما جاء بالتقرير.
وأشارت صحيفة، هاآرتس الإسرائيلية، التى كشفت عن التقرير السرى، أن هذه التوصيات هذه تعتبر متناقضة مع النهج السياسى المعارض لاتفاق المصالحة والذى يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو حاليا.
واعتبر تقرير وزارة الخارجية أن اتفاق المصالحة لا يشكل خطرا أمنيا فحسب، بل أكثر من ذلك، فهو يعد فرصة إستراتيجية سانحة لإحداث تغييرات حقيقية على الساحة الفلسطينية من شأنها أن تصب فى المصالح الإسرائيلية على المدى البعيد أيضا.
وأضافت هاآرتس أن التقرير يتضمن توصية بأن تمتنع إسرائيل عن رفض المصالحة بشكل كلى وبأن تتبع إسرائيل نهجا بناء يسلط الضوء على التخبطات التى تعترى الجانب الفلسطينى.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن القائمين على إعداد التقرير اعتقدوا بأنه إذا أظهرت إسرائيل موقفا أكثر إيجابية حيال اتفاق المصالحة الفلسطينية وأجرت تنسيقا مسبقا مع الإدارة الأمريكية بشأن ردة الفعل حيال حكومة الوحدة الفلسطينية فإن ذلك سيعود عليها بالخير فى علاقاتها مع الولايات المتحدة.
ويدعو تقرير وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى توخى الحذر فى سياستها وتصريحات فى هذه المرحلة الحالية قبل المصادقة على الاتفاق، وأنه يجب أن يكون الرد الإسرائيلى على تشكيل حكومة وحدة فلسطينية مدروسا ويأخذ بالحسبان ضرورة مواجهة النوايا الفلسطينية بشأن طلب الاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل.
كما يتضمن التقرير عدة توصيات أخرى، أولها مواصلة التنسيق الأمنى مع السلطة الفلسطينية التى تعتبر مصلحة إسرائيلية وأدت إلى تراجع حاد لـ"الإرهاب".
ويدعو التقرير أيضا إلى أن تطالب إسرائيل المجتمع الدولى بوضع معايير مفصلة بشأن الحكومة الفلسطينية الجديدة.
ويقترح التقرير أيضا، إيفاد بعثة لإجراء محادثات فى القاهرة من أجل تعزيز التنسيق مع الحكومة المصرية المؤقتة، علما بأن مستشار نتانياهو، يتسحاق مولخو، سوف يتوجه الأحد المقبل إلى القاهرة، حيث يلتقى وزير الخارجية نبيل العربى ومسئولين مصريين آخرين.
اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق