زارت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية القاهرة الاربعاء، والذي شهد بؤرة الاحتجاجات الشعبية التي اطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك الشهر الماضي.
وقالت كلينتون: "انه تذكرة عظيمة بقوة الروح الانسانية والرغبة في الحرية وحقوق الانسان والديمقراطية. انه امر مثير ان تشهد اين حدث ذلك"وقبل ذهاباها لاجتماع مع رئيس الوزراء المصري عصام شرف، قامت وزيرة الخارجية الامريكية بجولة غير مقررة سلفا في الميدان وصافحت المواطنين المصريين الذين صادفتهم قائلة: "انه حدث غير عادي بالنسبة لي ان ارى اين انطلقت تلك الثورة بكل ما اصبحت تعنيه للعالم".
وكانت كلينتون عبرت الثلاثاء عن تأييدها لعملية انتقال مصر نحو الديمقراطية، وذلك خلال اول زيارة تقوم بها للقاهرة منذ اطيح بحسني مبارك ونظامه.
واشارت كلينتون في تصريحات ادلت بها في بداية زيارة لمدة يومين الى ان الولايات المتحدة ستحاول الحفاظ على تحالفها القوي مع مصر، والذي كان يعتبر حجر الزاوية للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط.
وقالت كلينتون مخاطبة الشعب المصري في مؤتمر صحفي مشترك عقدته مع نظيرها المصري نبيل العربي: "لقد كسرتم القيود وتغلبتم على العقبات في سعيكم لتحقيق حلمكم في الديمقراطية، والولايات المتحدة والرئيس اوباما وانا سنقف الى جانبكم في رحلتكم هذه.ولكن هذه اللحظة التاريخية تعود لكم، فهذا هو انجازكم."
ولكن رغم الثناء الذي اغدقته كلينتون على المصريين وثورتهم التي انهت 30 عاما من حكم مبارك، فقد تعرضت الى انتقادات للدعم الذي قدمته واشنطن لمبارك طيلة فترة حكمه وعزوفها عن دعم الثورة في ايامها الاولى.
فقد قال الناشط احمد نجيب الذي شارك في لقاء خاص مع كلينتون: "لقد وجهنا نقدا جديا للسياسة الامريكية ازاء مصر والشرق الاوسط. فنحن نريد ان نرى سياسة خارجية امريكية متوائمة مع حركات الاصلاح التي تجتاح المنطقة."
وقال تحالف 25 يناير المكون من ست جماعات شبابية إنه رفض دعوة للقاء وزيرة الخارجية احتجاجا على السياسة الامريكية حيال مصر والموقف الذي اتخذته الادارة الامريكية من الثورة التي اطاحت بمبارك.
وقال التحالف في تصريح اصدره الثلاثاء إن كلينتون غير مرحب بها في مصر "بسبب الدعم الذي قدمته الادارة الامريكية لنظام مبارك الديكتاتوري والفاسد ماليا وسياسيا واخلاقيا."
كما دعى التحالف الى تأسيس علاقة اكثر توازنا بين واشنطن والقاهرة، متهما النفوذ الامريكي بالتأثير على السياسات المصرية بما فيها دور القاهرة في فرض الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة.
من جانبه، قال عصام العريان الناطق باسم حركة الاخوان المسلمين في مصر إن الحركة لم تدع للقاء كلينتون. وقال العريان إن حركته كانت ستقاطع اللقاء لأن "اي تدخل امريكي سيقوض الثورة ولن يدعمها."
اما كلينتون، فبررت احتفاظ بلادها بعلاقات وثيقة مع مصر بالقول: "تشترك مصر مع الولايات المتحدة بالعديد من المصالح الاستراتيجية التي ستستمر في ظل مصر ديمقراطية."
0 التعليقات:
إرسال تعليق