تعيش مصر حراكاً سياسياً غير مسبوق، وذلك قبل أشهر من الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي من المتوقع أن ترسم خطوطاً جديدة للسياسة المصرية الداخلية والخارجية، وصورة جديدة لمستقبل البلاد.
رغم أن الانتخابات البرلمانية في مصر ستسبق الرئاسية، فإن الأخيرة باتت هي الهدف الأول للقوى السياسية، ومحل اهتمام أبرز الوجوه الموجودة على الساحة السياسية بعد ثورة 25 يناير، وبدا أن الجميع يسعى إلى القفز على تلك الانتخابات التي من المقرر أن تجرى قبل نهاية العام الجاري. وبينما أعلنت الإعلامية والناشطة السياسية بثينة كامل عزمها الترشح ، كثف زعيم 'الجمعية الوطنية للتغيير' د. محمد البرادعي من حملته لحشد التأييد له كمرشح في الانتخابات المقبلة، في حين حسم رجل الأعمال البارز نجيب ساويرس ما تردد عن خوضه الانتخابات مؤكدا أنه لن يترشح، كما فجر مفاجأة بتأييده أن يكون رئيس مصر المقبل 'إخوانياً'، ورفضه أن يكون 'مسيحياً'، على الرغم من تنامي الحراك السياسي القبطي وتزايد عدد الشخصيات القبطية الساعية إلى تأسيس أحزاب سياسية جديدة، ومن بينها ساويرس نفسه.
وإضافة إلى الاهتمام المتصاعد بالانتخابات الرئاسية، تواصلت المعارك على الساحة السياسية، إذ دعا حزب 'التجمع' ذو التوجهات اليسارية إلى اتخاذ مواقف رادعة لإنهاء ما سماه 'عربدة جماعات التطرف الديني'، في حين تحتفل فيه 'حركة شباب 6 أبريل'، غداً (الأربعاء) بيوم ميلادها الثالث، بتنظيم فعالية ضخمة تحت شعار 'الشعب يريد تطهير البلاد'.
أول مرشحة للرئاسة
قالت الإعلامية المصرية والناشطة السياسية بثينة كامل لـ'الجريدة' إنها تعتزم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدة أنها ترغب بترشحها ترسيخ قدرة المرأة على تولي المسؤوليات الكبيرة في كل المجالات، خاصة بعد طول معاناة المصريات من القهر والظلم، على حد تعبيرها.
في غضون ذلك بدأت حملة دعم البرادعي للترشح لانتخابات الرئاسة العمل في صعيد مصر، إذ بدأت الحملة أمس الأول بجولة ميدانية داخل جامعة المنيا في إطار حملة لتحسين صورة البرادعي والرد على الاتهامات الموجهة إليه.
وقال رجل الأعمال نجيب ساويرس ومؤسس حزب 'المصريون الأحرار' - تحت التأسيس، إنه لا يمانع تولي 'إخواني' لرئاسة الجمهورية شريطة التزامه بمبادئ العدالة والمساواة بين المسلم والمسيحي والرجل والمرأة... وأعرب ساويرس، على هامش مشاركته في افتتاح جلسة التداول بالبورصة المصرية أمس (الاثنين)، عن رفضه تولي 'مسيحي' رئاسة الجمهورية لما سيكون له من حساسيات في مصر.
وأضاف أن حالة الحراك السياسي والحرية السياسية التي تشهدها مصر بعد الثورة ستخلق مجتمعا أكثر وعيا وفاعلية في المشاركة السياسية، مطالبا كل الشباب بالانتماء إلى أي حزب سياسي يرون أن برامجه تتوافق مع رؤاهم.
أحزاب قبطية
لا يعد حزب ساويرس هو الوحيد الذي يؤسسه ناشطون أقباط بعد ثورة 25 يناير، ويسعى العديد من النشطاء ورجال الأعمال الأقباط إلى تأسيس أحزاب جديدة، لكنهم يؤكدون أنها أحزاب لا تقوم على أهداف دينية.
ويأتي حزب الاستقامة تحت التأسيس كأول الأحزاب التي برزت في الساحة السياسية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك في يوليو 2009، ليكون وكيل الحزب عادل فخري دانيال هو أول قبطي يتقدم بتأسيس حزب، كما أعلن خوضه انتخابات الرئاسة المقبلة، كما أعلن المحامي القبطي معروف صبري تأسيس حزب جديد يحمل اسم 'التقدم الوطني'، وقال معروف لـ'الجريدة' إن الحزب الجديد لا يقوم على أسس دينية، مشيرا إلى أن حالة الحراك السياسي التي تشهدها مصر حاليا وتنامي دور التيارات والجماعات الدينية وانخراطها في السياسة على أسس دينية، يحتم تأسيس أحزاب تحافظ على الوحدة الوطنية وقيم الدولة المدنية لإقامة مجتمع يسوده المحبة والسلام. ويبدو أن التخوف من صعود النفوذ السياسي للقوى الدينية المتشددة لا يقتصر فقط على الأقباط، وإنما يمتد كذلك إلى أحزاب وقوى سياسية أخرى، إذ طالب حزب 'التجمع' المعروف بتوجهاته اليسارية، ومعاركه ضد جماعات الإسلام السياسي، المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء باتخاذ مواقف رادعة لإنهاء ما سماه 'عربدة جماعات التطرف الديني'، والتي قال إنها تروع المواطنين، واستنكر إصدار الجماعات أحكاما على الناس بعيدة عن سلطة الدولة والقانون بما يسيء إلى سمعة ثورة 25 يناير ويشوه صورة مصر في العالم ويشكل انحرافاً عن القضايا الكبرى للبلاد.
الجريدة | الاربعاء ٦ ابريل
0 التعليقات:
إرسال تعليق