منذ قيام ثورة 25 يناير والخوف أنتاب الجميع من المجهول الذي ينتظرنا ، خوف من غياب الاستقرار ...الخوف من الأزمات الاقتصادية ..الخوف من غد معالمه غير واضحة علي الإطلاق .ومثلي مثل كل المصريين خشيت علي نفسي وعلي من حولي من مستقبل غامض نتكهن له بين الساعة والاخري بسيناريوهات أقل ما كان يقال عنها أنها " سيناريوهات سوداء " ..وعلي الرغم مما عانينا منه إلا أنه لم يكن ببشاعة تصوراتنا عن الأيام القادمة بعد ظهور وليد سياسي جديد اسمه " السلفيين "
لم نكن نحسب لهم حساباً ولم نعد لهم العدة ، لم نتخيل أن يأتي يوم ويظهر لنا رجال ملتحون يسمعوننا ما كنا نعتبره عدي وولي ، رجال أصحاب توجه ليسوا بقلة علي الإطلاق لا تعرف من أين أتوا ولا إلي أين سيتجهون ، يفرضون أرائهم التي صعب أن نصفها بأنها غريبة أو غير مقبولة .. هي أراء تشعرك انك ستذهب إلي عالم أخر .. عالم غير عالمنا هذ
خوف شعرت به بعد تصريحات السادة السلفيين وسواء كانت شائعات أو حقيقة حول إلقائهم " مية نار " علي أي بنت متبرجة ، ومتبرجة هذه بلغه السادة السلفيين تعني أنها غير محجبة ، ترتدي ملابس مثلنا " تتشبه بها بالرجال " أي بنت تسير في الشارع هكذا .. هتبقي وقعتها سوده ، مستندين علي فكرة تغيير المنكر باليد .
السادة السلفيين اختاروا أن يغيروا بأيدهم ما يرونه منكراً ..متجاهلين كل القواعد المنطقية التي نسير عليها من مئات السنين ، القانون والعرف والحرية الشخصية وتناسوا أن المجتمع تغير .. لا بل واعتبروا أن ارتداء الملابس العصرية نوع من أنواع المنكر ، وأصدروا أحكاماً علينا وقرورا تطبيق قانونهم الخاص متناسين رحمة ديننا الإسلامي الحنيف ، تناسوا أن هناك رباً لهذا الكون هو الذي سيحاسب عباده إن اخطئوا أو أرتكبوا المعاصي ، أغمضوا عيونهم عن مئات ممن ارتدوا الملابس " الحشمة " لكنهم نسوا تعاليم الدين وأصدروا أحكاماً غليظة وقرورا تنفيذها ضاربين عرض الحائط بدولة يحكمها القانون .. دولة بها الأزهر الشريف ، دولة بها رجال دين مستحيل أن يجيزوا لهم هذا الرعب الذي ملئوا به قلوب الناس .
بصراحة الخوف اللي شعرت به من أخواننا السلفيين كان أضعاف أضعاف ما شعرت به في أثناء الثورة .. خاصة بعد حادثة قطع إذن المدرس الذي شكوا في أنه علي علاقة بسيدة استأجرت منه شقة ، من يومها وخوفي تضاعف .. طب ده رجل .. طيب أنا هعمل إيه ؟!
اليوم وأنا أسير في طريقي من بيتي إلي الأهرام أتفقد وجوه الناس ولا أخشي سوي الراجل أبو دقن¬¬- والمشكله مش في الدقن والله - وأطرح علي نفسي مائة سؤال وسؤال حتي أصل إلي عملي .. يا تري الراجل أبو دقن ده سلفي ؟! ياتري شايل مية نار ؟! معه سلاح ؟! وياتري ممكن يموتني في أي لحظه كده في الشارع ؟! وابحث في الشارع ساعتها عن ضابط أو حتي عسكري لكن ملاقيش .. واقول لنفسي المصيبه بقي إن صاحبنا ده بعد ما يعمل أي حركه سيعتبر نفسه بطلاً ويصلح منكراً وسيدخل الجنة !.
الراجل أبو دقن ده بقي كتير قوي في الشارع .. سواق التاكسي ، رجل ماشي في الشارع ، واحد في المترو ، صاحب السوبر ماركت ، زميل طالع معايا المكتب ، بصراحة لا أستطيع مطلقاً انه أسير إلي جواره ولا أستطيع ألا أتوخي الحذر منه .. لعله يطلع سلفي شايل سلاح ويقرر يدخل الجنة بقتلي ، هذا الإحساس البشع الذي أصبح ينتابني أنا وبنات كتير محجبات ومش محجبات مش عارفين أن كان لبسهم وحجابهم ده هيعجب الاخوه السلفيين أم لا ؟! هذا الشعور خلق بيننا وبين أي شخص له لحية حاجزاً كبيراً علي الرغم من إنه من قبل لم تكن اللحية تسبب لي أي أزمة ..وإلي الآن أزمتنا ليست مع اللحية ، أزمتنا مع الفكر السلفي المتشدد أزمتنا مع أناسا نشعر أنهم أتوا من كوكب أخر يفكرون في رجمنا فقط لأننا نرتدي ملابس عملية .. نرتدي حجاباً جديداً بعض الشيء ، وبصرف النظر عن فكرة الحرام والحلال في أفعالنا .. فليس من حق أي شخص ان يصدر حكما علينا وان يحاسبنا ويعاقبنا .
معقول بعدما كنا نخاف من البلطجي أو من اللي بيعاكس .. نخاف من الراجل أبو دقن ؟! الراجل اللي مفروض تكون دقنه دليل إيمانه وتقربه إلي الله ! .
مجله الشباب
عزيزة أبو بكر
0 التعليقات:
إرسال تعليق