لو رصدنا الشارع منذ 3 أسابيع سنجد أن الحالة تستقر بمرور الوقت، ولكننا أصبحنا نعيش حالة من الشك والتشكيك في كل شيء, والمشكلة أنه بعد الثورة أصبح الناس أكثر قمعا من النظام السابق وأصبحوا أكثر ديكتاتورية!, ولكن إذا استمر بنا الحال علي هذه الحالة أجد أن قمع النظام أهون من قمع شعب, ولكنني لاحظت في الفترة الأخيرة أن المشتعلون في تراجع والمجموعة الملتهبة طوال الوقت لن تهدأ قريبا, خاصة وأن الشارع حتى الآن يفتقد الشرعية فأصبح من السهل التأثير عليه والمشكلة الحقيقية
ليست في التطرف الديني ولكنها في التطرف الفكري لأنه شديد العدوى, ولكن الناس الآن تريد الهدوء والعودة مرة أخري للحياة الطبيعية, وأتوقع أن تهدأ الأمور عقب انتخابات مجلس الشعب لوجود شرعية واضحة خاصة لأنه لم يعد هناك مبررا لهذا الاشتعال, وهذه الظروف تحتاج إلي شعب حكيم أكثر منه حر.
كيف تري المشهد الأخير الآن للنظام السابق ورموزه؟
المشهد الأخير تم بالفعل, بمجرد صدور قرار حبسهم ولكن نحن فيما بعد المشهد الأخير ولكن محاكمة النظام هو أمر قضائي يجب ألا ننشغل به والأهم هو أن ننظر إلي الأمام وكيف نبني المجتمع ولكن الغوص في الماضي والإصرار على تصفيه الحسابات والتشفي هو أن النظام يحصد ما زرعه من حالة القمع والتي وصلت في المرحلة الأخيرة قبل انهيار النظام إلي مرحلة اللامبالاة للشعب في تحد سافر للشعب وعدم الإكتراث بما يعانيه, وحتى في أعتي النظم الديكتاتورية في العالم تترك مساحة كمتنفس للناس إلا أن النظام السابق لم يترك هذا الجزء, ومن لا يعجبه يقوم بتهديده وبالتالي وصل إلي حالة من القمع فلم يجد الشعب بديلا إلا الثورة, وكان من حسن حظ الثورة وأكبر هدية قدمها النظام السابق هي موقعة الجمل, لأن بعد خطاب الرئيس حدث نوع من التعاطف مع الرئيس ولولا موقعة الجمل ربما أمتد هذا التعاطف لدي شريحة أكبر من الشعب, ورغم ما حدث فيها واستشهاد عدد كبير من الشباب إلا أنه رب ضارة نافعة.
هل ترى أنه هناك تباطؤ في محاكمة رموز النظام السابق؟
رموز النظام السابق في السجن الآن ويتم التحقيق معهم وإحنا عايزين أكتر من كده إيه؟, وحتى المطالبة بسرعة المحاكمة أمر غير صحيح لأنه عندما أطالب بمحاكمة سريعة إذن أنا أطالب بديكتاتورية والثورة قامت ومن أهم مبادئها العدل فالأحرى أن نطبقه حتى مع رموز النظام السابق وهنا اختبار حقيقي وأكبر دليل علي نجاح الثورة وعدم تطبيقه هو فشل للثورة, ولا شك أن هناك ثورة مضادة وهذا ما يحدث في أعقاب كل ثورة في العالم, ولكن أنا كل همي أن كثرة الحشد واستعراض الشعب لقدرته علي التظاهر كل يوم جمعة يثير استياء الشارع المصري الذي انفصل فعليا الآن عن الثورة وأصبح الناس ضد تجمعات ميدان التحرير وهذا يعني أننا في بداية ثورة تقام علي الثورة ونحن لا نريد أن يحدث الآن مثلما كان يحدث في النظام السابق هو أن نقول ومايسمعوش.. ونكتب ومايقروش... ونشرح ومايفهموش والخوف أن تفشل الثورة بسبب صناعها الذين يتبارون بقدرتهم علي الحشد كل جمعة! وبالتالي الخوف أن يكرهم الشعب وأن نخسر كل ما صنعناه!....وإحنا لازم نصبر ونترك القضاء يعمل,ولابد أن نعمل بالقانون ومن يرفض القانون هو من يسعى لهدم مصر وكمان إحنا لينا فلوس عايزين نأخذها وهذا لن يحدث إلا بحكم قضائي!.
وما رأيك في الأداء الإعلامي ما بعد الثورة؟
الإعلام في التليفزيون المصري أري أنه لم يتغير وكل ما حدث أنه كان ينافق النظام السابق والآن ينافق الثورة!!, القضية ليست في القيادات لأن الكلام عن القيادات نوع من أقزمة القضية, ولكن الفكر كله يحتاج إلي تغيير وهذا لن يأتي بين يوم وليلة ولكنه يحتاج إلي وقت طويل حتى يشعر المواطن أنه يستمع إلي إعلام حر أما عن الإعلام بشكل عام سواء كان خاصا أو حكوميا فهو يسعى وبدون وعي إلي الإثارة دون أن يسعوا إلي بناء دولة, وأصبح هناك تهافت علي الخبر بدون النظر إلي أهميته.
هل تري أن هناك تراجعا ملحوظا لدور شباب الثورة في الحياة السياسية الآن؟
ما حدث أن الشباب المصري كان لديه قضية واحدة ومطلب واحد وتحول إلي شباب صنع ثورة وسمي بائتلاف شباب الثورة ومع الوقت والسعي وراء الأضواء والمكانة ومشكلات أخري كثيرة تحول إلي شباب "اختلاف" الثورة لأنهم صاروا مختلفين فعندما كانوا متحدين كانوا ذو تأثير قوي ولكن عندما اختلفوا فيما بينهم لم يعد لهم تأثير, وهناك جزء منهم يدرك واجبه كثائر حق, ولكن حتى الآن لم نري في مصر جمعة التطوير أو البناء أو التحسين ولكن كل ما رأيناه جمعة لها تأثير إيجابي أو رؤية إلي الأمام وأن نبني أو من أجل مشروع كبير, حتى جمعة النصر كانت مولد سيدي التحرير ولكن الحشد كله من أجل أن يظهر بعض الناس في المشهد, وتريد أن تأخذ مكان لدرجة أن البعض يقول أحيانا ما لا يؤمن به من أجل أن يكسب مكان في الشارع ولدي المواطن, وكل هذه الأمور لا تصنع دولة كما نريد, وغلاف التايمز الأخير جاء بعنوان "ثورة مصر التي لا تنتهي"!, ولكن الشباب الذي أشعل فتيل الثورة أصبح الآن في آخر الركاب لأنه عندما يتلاشى الهدف الأعظم ونفكر في الأهداف القريبة تتوه الرؤية الصحيحة.
كيف سيذكر التاريخ الرئيس السابق حسني مبارك؟
ربما يكون التاريخ أكثر عدلا لأننا عندما سقط النظام نسينا أي حاجة ممكن تكون حلوة, والآن أصبحنا قوله حق في زمن جائر والحالة كلها جائرة ولا أحد يفكر بعدل والتاريخ عندما يكتب يجور ولكن التاريخ القصير يجور لأنه متأثرا بالأحداث ومنفعلا بها, ولكن التاريخ الطويل لا يجور أبدا لأن الأمور تتناول بالبحث الدراسة والتحليل يتم بشكل منطقي وبحيادية أكثر.
وما الذي يجب أن نركز عليه في المرحلة القادمة؟
أهم شيء الآن التنمية الاقتصادية لأنه بدون الاقتصاد لن يحدث أي تنمية في أي قطاع لعدم وجود الموارد المالية اللازمة لها, والخطوة الثانية عودة الأمن وأن الناس يجب أن تظل تتعامل بروح الثورة الإيجابية والتخلص من الفوضى, فكلمة تغيير نظام تحتاج إلي إصلاح إداري وهو مهم ومطلوب وتبدأ من الموظف الذي نتعامل معه كل يوم وأن يتغير أسلوب الناس مع بعضهم البعض ولندع التكبر ولنبدأ بالتعاون بين الناس.
ما هو دور المنظومة الأمنية خلال الفترة القادمة؟
الآن يتم إعداد نفسي لهم, والشعب الآن أصبح يحمي الشرطة, وهذا معناه أن هناك جزء من إعادة الثقة بين الشرطة والشعب, ولكن لابد أن تكتمل المنظومة الأمنية حتى تعود هيبة الشرطة لأن الشرطة بدون قوة لن تكون لها هيبة.
هل تجر مصر إلى فتنة طائفية؟
لا أعتقد فمن كان يثير الفتن الطائفية في السجن الآن, ولكن مشكلة قنا أن من كان يرأسها سابقا كان لواء ومسيحي وما حدث هو الفعل الشرطي المنعكس, فأهل قنا لم يعرفوا المحافظ الجديد ولكن توافرت فيه نفس الصفتان التي كان عليهما المحافظ السابق الذي كرهوه تماما لأنه كان يمارس الأمن أكثر مما كان يمارس المواطنة، مما جعل حالة الرفض قويه وكبيرة من أهالي قنا.
هل مصر في خطر في ظل ما يقع من أحداث شرقا وغربا وجنوبا؟
ما لا ينتبه إليه الكثيرين أن مصر في موقف حساس وهو علي وشك الاشتعال وإذا ما تركناه سيتطور, فإذا حدث إنزال بري في ليبيا ستكون الحدود في خطر, وفي الحدود الشرقية يحدث احتكاكات بين البدو وإسرائيل وهناك مؤمرات إيرانية موجودة في الشمال وفي الجنوب الوضع مازال متوتر ولكن الوضع لم يصل إلي مرحلة الخطر بعد ولكن علينا أن نتخذ حظرنا وأن نستعد, والمشكلة أن من يشتعلون في الشارع يسحبون الجيش إلي الأمور الداخلية وهو الآن أحوج ما يكون للتركيز خارجياً.
هل يسيطر الإخوان على الساحة السياسية خلال الفترة القادمة؟
لا في هذه الفترة أو في الفترة القادمة, وهناك فرق بين الصوت العالي وبين التعداد الكاسح ويمكن هذا كان واضحا جدا في الاستفتاء علي الدستور, وهذا معناه أن الصوت العالي، كما أن الإخوان أذكياء, وبالتالي هم صرحوا أنهم لا يريدون كرسي السلطة ولا يريدون أكثر من ثلث مجلس الشعب, وهذا لأنهم يعرفون إمكانياتهم وقدراتهم جيدا وحدودهم وهي ميزة فيهم, لأنهم يعرفون الوضع ويمارسون دورهم في إطاره ويتصرفون بشكل منطقي, والاتجاه الديني بشكل عام ليس طاغيا ولكن الصوت عالي.
ألا تفكر أن تكتب فيلما عن أحداث الثورة؟
أنا مقتنع أنه لكي أقدم فيلما عن الثورة فهذا ليس الوقت المناسب وليس أقل من سنتين علي الأقل حتى لا يخرج هش وانفعالي, فلابد أن يكون فيلما يخلد, حتى أن أول رواية كتبتها عن الثورة تنتهي بالثورة وما قاد إليها ولكن الثورة نفسها تحتاج إلي وقت حتى يتم كتابتها بحيادية,وأنا أخاف من التاريخ جداً حتى لا أوصم يوما ما بتحيز غير منطقي.
وماذا عن المعالجة التي تكتبها حاليا لأحد الأفلام؟
هو فيلم عما قبل الثورة بعنوان "من تحت لتحت" ويظهر فيه حجم الفساد الذي كان منتشرا في هذا الوقت والفيلم يعطي أكثر من معني
وما رأيك في الوجوه التي أعلنت اعتزامها الترشيح لرئاسة الجمهورية؟
حتى الآن لم أري الصورة التي أريدها لرئيس الجمهورية مع احترامي لكافة المرشحين,وكل الشخصيات الموجودة فمثلا البرادعي رغم أنه يحمل فكر متطور إلا أنه لا يعلم الكثير عن المجتمع المصري وعلاقته به محدودة للغاية ويجهل الكثير عنه وكثير من الأمور التي تصدر عنه تقول أنه لا يعرف الشعب فكيف يحكم شعبا لا يعرفه, وهناك عدد من الوجوه دائما في حالة غضب وأنا الغضب الدائم يقلقني من المرشح خاصة ممن يدعون لسرعة محاكمة النظام السابق فإذا غضب من النظام السابق ويقول هذا فماذا سيكون الحال عندما يغضب من الشعب!, أما هشام البسطاويسي جيد ولكنه هادئ زيادة عن اللزوم ولكن أنا أقيم رئيس الجمهورية وليس وحاد صاحبي وبالتالي أنا أعيد تقييمه بشكل مختلف, وعمرو موسي كويس جدا ولكن أنا خلعت رئيس 83 سنة عشان أحضر آخر لديه 76عام , فأنا أريد رئيس بفكر شاب حتى يمكن أن يعيش الشعب فكر متطور, فأنا أجد أن الصراع أغلبه علي السلطة وليس علي التطوير.
ليست في التطرف الديني ولكنها في التطرف الفكري لأنه شديد العدوى, ولكن الناس الآن تريد الهدوء والعودة مرة أخري للحياة الطبيعية, وأتوقع أن تهدأ الأمور عقب انتخابات مجلس الشعب لوجود شرعية واضحة خاصة لأنه لم يعد هناك مبررا لهذا الاشتعال, وهذه الظروف تحتاج إلي شعب حكيم أكثر منه حر.
كيف تري المشهد الأخير الآن للنظام السابق ورموزه؟
المشهد الأخير تم بالفعل, بمجرد صدور قرار حبسهم ولكن نحن فيما بعد المشهد الأخير ولكن محاكمة النظام هو أمر قضائي يجب ألا ننشغل به والأهم هو أن ننظر إلي الأمام وكيف نبني المجتمع ولكن الغوص في الماضي والإصرار على تصفيه الحسابات والتشفي هو أن النظام يحصد ما زرعه من حالة القمع والتي وصلت في المرحلة الأخيرة قبل انهيار النظام إلي مرحلة اللامبالاة للشعب في تحد سافر للشعب وعدم الإكتراث بما يعانيه, وحتى في أعتي النظم الديكتاتورية في العالم تترك مساحة كمتنفس للناس إلا أن النظام السابق لم يترك هذا الجزء, ومن لا يعجبه يقوم بتهديده وبالتالي وصل إلي حالة من القمع فلم يجد الشعب بديلا إلا الثورة, وكان من حسن حظ الثورة وأكبر هدية قدمها النظام السابق هي موقعة الجمل, لأن بعد خطاب الرئيس حدث نوع من التعاطف مع الرئيس ولولا موقعة الجمل ربما أمتد هذا التعاطف لدي شريحة أكبر من الشعب, ورغم ما حدث فيها واستشهاد عدد كبير من الشباب إلا أنه رب ضارة نافعة.
هل ترى أنه هناك تباطؤ في محاكمة رموز النظام السابق؟
رموز النظام السابق في السجن الآن ويتم التحقيق معهم وإحنا عايزين أكتر من كده إيه؟, وحتى المطالبة بسرعة المحاكمة أمر غير صحيح لأنه عندما أطالب بمحاكمة سريعة إذن أنا أطالب بديكتاتورية والثورة قامت ومن أهم مبادئها العدل فالأحرى أن نطبقه حتى مع رموز النظام السابق وهنا اختبار حقيقي وأكبر دليل علي نجاح الثورة وعدم تطبيقه هو فشل للثورة, ولا شك أن هناك ثورة مضادة وهذا ما يحدث في أعقاب كل ثورة في العالم, ولكن أنا كل همي أن كثرة الحشد واستعراض الشعب لقدرته علي التظاهر كل يوم جمعة يثير استياء الشارع المصري الذي انفصل فعليا الآن عن الثورة وأصبح الناس ضد تجمعات ميدان التحرير وهذا يعني أننا في بداية ثورة تقام علي الثورة ونحن لا نريد أن يحدث الآن مثلما كان يحدث في النظام السابق هو أن نقول ومايسمعوش.. ونكتب ومايقروش... ونشرح ومايفهموش والخوف أن تفشل الثورة بسبب صناعها الذين يتبارون بقدرتهم علي الحشد كل جمعة! وبالتالي الخوف أن يكرهم الشعب وأن نخسر كل ما صنعناه!....وإحنا لازم نصبر ونترك القضاء يعمل,ولابد أن نعمل بالقانون ومن يرفض القانون هو من يسعى لهدم مصر وكمان إحنا لينا فلوس عايزين نأخذها وهذا لن يحدث إلا بحكم قضائي!.
وما رأيك في الأداء الإعلامي ما بعد الثورة؟
الإعلام في التليفزيون المصري أري أنه لم يتغير وكل ما حدث أنه كان ينافق النظام السابق والآن ينافق الثورة!!, القضية ليست في القيادات لأن الكلام عن القيادات نوع من أقزمة القضية, ولكن الفكر كله يحتاج إلي تغيير وهذا لن يأتي بين يوم وليلة ولكنه يحتاج إلي وقت طويل حتى يشعر المواطن أنه يستمع إلي إعلام حر أما عن الإعلام بشكل عام سواء كان خاصا أو حكوميا فهو يسعى وبدون وعي إلي الإثارة دون أن يسعوا إلي بناء دولة, وأصبح هناك تهافت علي الخبر بدون النظر إلي أهميته.
هل تري أن هناك تراجعا ملحوظا لدور شباب الثورة في الحياة السياسية الآن؟
ما حدث أن الشباب المصري كان لديه قضية واحدة ومطلب واحد وتحول إلي شباب صنع ثورة وسمي بائتلاف شباب الثورة ومع الوقت والسعي وراء الأضواء والمكانة ومشكلات أخري كثيرة تحول إلي شباب "اختلاف" الثورة لأنهم صاروا مختلفين فعندما كانوا متحدين كانوا ذو تأثير قوي ولكن عندما اختلفوا فيما بينهم لم يعد لهم تأثير, وهناك جزء منهم يدرك واجبه كثائر حق, ولكن حتى الآن لم نري في مصر جمعة التطوير أو البناء أو التحسين ولكن كل ما رأيناه جمعة لها تأثير إيجابي أو رؤية إلي الأمام وأن نبني أو من أجل مشروع كبير, حتى جمعة النصر كانت مولد سيدي التحرير ولكن الحشد كله من أجل أن يظهر بعض الناس في المشهد, وتريد أن تأخذ مكان لدرجة أن البعض يقول أحيانا ما لا يؤمن به من أجل أن يكسب مكان في الشارع ولدي المواطن, وكل هذه الأمور لا تصنع دولة كما نريد, وغلاف التايمز الأخير جاء بعنوان "ثورة مصر التي لا تنتهي"!, ولكن الشباب الذي أشعل فتيل الثورة أصبح الآن في آخر الركاب لأنه عندما يتلاشى الهدف الأعظم ونفكر في الأهداف القريبة تتوه الرؤية الصحيحة.
كيف سيذكر التاريخ الرئيس السابق حسني مبارك؟
ربما يكون التاريخ أكثر عدلا لأننا عندما سقط النظام نسينا أي حاجة ممكن تكون حلوة, والآن أصبحنا قوله حق في زمن جائر والحالة كلها جائرة ولا أحد يفكر بعدل والتاريخ عندما يكتب يجور ولكن التاريخ القصير يجور لأنه متأثرا بالأحداث ومنفعلا بها, ولكن التاريخ الطويل لا يجور أبدا لأن الأمور تتناول بالبحث الدراسة والتحليل يتم بشكل منطقي وبحيادية أكثر.
وما الذي يجب أن نركز عليه في المرحلة القادمة؟
أهم شيء الآن التنمية الاقتصادية لأنه بدون الاقتصاد لن يحدث أي تنمية في أي قطاع لعدم وجود الموارد المالية اللازمة لها, والخطوة الثانية عودة الأمن وأن الناس يجب أن تظل تتعامل بروح الثورة الإيجابية والتخلص من الفوضى, فكلمة تغيير نظام تحتاج إلي إصلاح إداري وهو مهم ومطلوب وتبدأ من الموظف الذي نتعامل معه كل يوم وأن يتغير أسلوب الناس مع بعضهم البعض ولندع التكبر ولنبدأ بالتعاون بين الناس.
ما هو دور المنظومة الأمنية خلال الفترة القادمة؟
الآن يتم إعداد نفسي لهم, والشعب الآن أصبح يحمي الشرطة, وهذا معناه أن هناك جزء من إعادة الثقة بين الشرطة والشعب, ولكن لابد أن تكتمل المنظومة الأمنية حتى تعود هيبة الشرطة لأن الشرطة بدون قوة لن تكون لها هيبة.
هل تجر مصر إلى فتنة طائفية؟
لا أعتقد فمن كان يثير الفتن الطائفية في السجن الآن, ولكن مشكلة قنا أن من كان يرأسها سابقا كان لواء ومسيحي وما حدث هو الفعل الشرطي المنعكس, فأهل قنا لم يعرفوا المحافظ الجديد ولكن توافرت فيه نفس الصفتان التي كان عليهما المحافظ السابق الذي كرهوه تماما لأنه كان يمارس الأمن أكثر مما كان يمارس المواطنة، مما جعل حالة الرفض قويه وكبيرة من أهالي قنا.
هل مصر في خطر في ظل ما يقع من أحداث شرقا وغربا وجنوبا؟
ما لا ينتبه إليه الكثيرين أن مصر في موقف حساس وهو علي وشك الاشتعال وإذا ما تركناه سيتطور, فإذا حدث إنزال بري في ليبيا ستكون الحدود في خطر, وفي الحدود الشرقية يحدث احتكاكات بين البدو وإسرائيل وهناك مؤمرات إيرانية موجودة في الشمال وفي الجنوب الوضع مازال متوتر ولكن الوضع لم يصل إلي مرحلة الخطر بعد ولكن علينا أن نتخذ حظرنا وأن نستعد, والمشكلة أن من يشتعلون في الشارع يسحبون الجيش إلي الأمور الداخلية وهو الآن أحوج ما يكون للتركيز خارجياً.
هل يسيطر الإخوان على الساحة السياسية خلال الفترة القادمة؟
لا في هذه الفترة أو في الفترة القادمة, وهناك فرق بين الصوت العالي وبين التعداد الكاسح ويمكن هذا كان واضحا جدا في الاستفتاء علي الدستور, وهذا معناه أن الصوت العالي، كما أن الإخوان أذكياء, وبالتالي هم صرحوا أنهم لا يريدون كرسي السلطة ولا يريدون أكثر من ثلث مجلس الشعب, وهذا لأنهم يعرفون إمكانياتهم وقدراتهم جيدا وحدودهم وهي ميزة فيهم, لأنهم يعرفون الوضع ويمارسون دورهم في إطاره ويتصرفون بشكل منطقي, والاتجاه الديني بشكل عام ليس طاغيا ولكن الصوت عالي.
ألا تفكر أن تكتب فيلما عن أحداث الثورة؟
أنا مقتنع أنه لكي أقدم فيلما عن الثورة فهذا ليس الوقت المناسب وليس أقل من سنتين علي الأقل حتى لا يخرج هش وانفعالي, فلابد أن يكون فيلما يخلد, حتى أن أول رواية كتبتها عن الثورة تنتهي بالثورة وما قاد إليها ولكن الثورة نفسها تحتاج إلي وقت حتى يتم كتابتها بحيادية,وأنا أخاف من التاريخ جداً حتى لا أوصم يوما ما بتحيز غير منطقي.
وماذا عن المعالجة التي تكتبها حاليا لأحد الأفلام؟
هو فيلم عما قبل الثورة بعنوان "من تحت لتحت" ويظهر فيه حجم الفساد الذي كان منتشرا في هذا الوقت والفيلم يعطي أكثر من معني
وما رأيك في الوجوه التي أعلنت اعتزامها الترشيح لرئاسة الجمهورية؟
حتى الآن لم أري الصورة التي أريدها لرئيس الجمهورية مع احترامي لكافة المرشحين,وكل الشخصيات الموجودة فمثلا البرادعي رغم أنه يحمل فكر متطور إلا أنه لا يعلم الكثير عن المجتمع المصري وعلاقته به محدودة للغاية ويجهل الكثير عنه وكثير من الأمور التي تصدر عنه تقول أنه لا يعرف الشعب فكيف يحكم شعبا لا يعرفه, وهناك عدد من الوجوه دائما في حالة غضب وأنا الغضب الدائم يقلقني من المرشح خاصة ممن يدعون لسرعة محاكمة النظام السابق فإذا غضب من النظام السابق ويقول هذا فماذا سيكون الحال عندما يغضب من الشعب!, أما هشام البسطاويسي جيد ولكنه هادئ زيادة عن اللزوم ولكن أنا أقيم رئيس الجمهورية وليس وحاد صاحبي وبالتالي أنا أعيد تقييمه بشكل مختلف, وعمرو موسي كويس جدا ولكن أنا خلعت رئيس 83 سنة عشان أحضر آخر لديه 76عام , فأنا أريد رئيس بفكر شاب حتى يمكن أن يعيش الشعب فكر متطور, فأنا أجد أن الصراع أغلبه علي السلطة وليس علي التطوير.
0 التعليقات:
إرسال تعليق