...وو

نحن هنا من اجلك
اذا كانت لـك اي طلبات مسـاعده اكتب لنا
ونحن سوف نتكاتف معك من اجل تحقيقها

yo

الأحد، مايو 29

الموجز: البابا.. والرئيس ..أسرار تنشر لأول مرة عن علاقة بطريرك الأقباط بالرئيس المخلوع و التعليق لكم

وبدأ تعارف الرجلين تحديدا وقت أن كان مبارك نائبا للرئيس السادات، وقتها لم تكن العلاقة بين شنودة والسادات علي مايرام ووصل الصدام بينهما الي ذروته حينما أصدر الأخير قرارا بتحديد إقامة البابا شنودة في وادي النطرون وتشكيل لجنة من عدد من القساوسة لادارة أمور الكنيسة.
ومع وصول مبارك الي سدة الحكم حاول بكل الطرق تجنب سياسة السادات في التعامل مع بابا الأقباط ولم يكن يريد للعلاقة بينه وبين شنودة أن تصل في أي وقت من الأوقات الي مرحلة الصدام وحتي في الفترات التي كانت تشهد توترا في العلاقة كان يحرص علي أن تظل قنوات الحوار مع رأس الكنيسة مفتوحة من خلال الاعتماد علي سكرتيره 


للمعلومات مصطفي الفقي الذي ظل لسنوات عديدة " همزة الوصل " بين الكنيسة والدولة.. كان مبارك يعلم أن الصدام مع البابا ليس في مصلحته وكان يدرك أن الخصام مع بطريرك الأقباط عواقبه وخيمة لذلك سعي من بداية حكمه الي توطيد العلاقة بينهما من خلال لقاءات عديدة بعضها كان معلنا وبعضها الآخر لم يكن يعلم به سوي عدد قليل من المقربين سواء من شنودة أو مبارك.
وكانت بداية العلاقة بين الرئيس المخلوع والبابا ودية للغاية مثلما كانت علاقة مبارك مع أغلب تيارات المعارضة في بدايات حكمه بعدما قرر فتح صفحة جديدة مع الجميع وعلي رأسهم البابا شنودة رأس الكنيسة والكل يتذكر تلك الصور الشهيرة التي تجمع مبارك بكل المعارضين الذين اعتقلهم السادات في سبتمبر 1981 وحينها كان البابا شنودة يستحوذ علي المشهد وبدا أن العلاقة التي اتخذت الشكل الصدامي بين النظام والكنيسة في عهد السادات ستتخذ شكلا مغايرا في عهد مبارك يميل الي الحوار المتبادل بين الطرفين مع احتفاظ كل طرف بما له من حقوق وما عليه من واجبات.
ورغم أن السنوات الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع شهدت مزيدا من الاحتقانات الطائفية نظرا للفراغ السياسي وتغييب الأقباط عن المواقع السياسية المهمة وعدم اتخاذ عقوبات رادعة في الفتن الطائفية فإن البابا حرص دوما طوال سنوات الثمانينيات والتسعينيات التي شهدت ذروة التطرف الاسلامي علي ألا يمارس أي سلوك يزيد الأعباء علي مبارك ويمكن القول بأن الاقباط في تلك الفترة التزموا الصمت.
لكن مع تصاعد أحداث الكشح الأولي والثانية بدأت المؤسسة الكنسية تتجه للعلن للمطالبة الصريحة والاحتجاج وزادت التحركات القبطية في الداخل والخارج من أجل تنفيذ فكرة الحريات الدينية حتي لو عبر التدخل الأجنبي وهو ما تجلي بوضوح في أزمة وفاء قسطنطين التي أعادت الي الأذهان مناخ السبعينيات مرة أخري.
وكانت أزمتا الكشح ووفاء قسطنطين تحديدا هما نقطة التحول الرئيسية في المنهج الذي يتبعه البابا شنودة في التعامل مع نظام الرئيس المخلوع حيث تغيرت بعدهما نبرة الصوت وبدأ الحديث يتردد مجددا عن نية البابا في الذهاب الي الدير تعبيرا عن الغضب والحزن مما يحدث وعلت الأصوات القبطية المنتقدة لما يتعرضون له من اضطهاد ثم دخل علي الخط أقباط المهجر بما يتمتعون به من حرية انتقاد أعلي يكفلها لهم تواجد أغلبهم في الولايات المتحدة وامتلاكهم هامش مناورة بما يتيح لهم الحديث بعنف دون ان يعني ذلك انهم يعبرون عن رأي البابا حتي لو كان هناك تنسيق خفي بينهم وبين الكنيسة القبطية في مصر.!!
ورغم توتر العلاقة بين البابا ومبارك بعد تلك الأحداث الا أن حبل التواصل بينهما لم ينقطع اطلاقا وسرعان ما عادت المياه الي مجاريها بين رأس الدولة ورأس الكنيسة بدا ذلك واضحا وبشدة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي جرت في عام 2005 والتي شهدت تأييدا كبيرا من البابا لمبارك ودعوته جموع الأقباط الي انتخابه باعتباره أكثر رؤساء مصر دفاعا عن الأقباط وعن حقوقهم ومن جانبه رد مبارك سريعا علي تأييد البابا والأقباط له وأصدر قرارا جمهوريا باعتبار يوم الــ 7 من يناير يوم احتفال الأقباط بعيد الميلاد إجازة رسمية.
علاقة الغزل بين شنودة ومبارك توجت بإعلان البابا تأييده الواضح لتولي جمال مبارك الحكم خليفة لأبيه نظرا لكفاءته كما كان يؤكد في كل الحوارات التي أجريت معه طوال الفترة الماضية غير عابئ بعدد كبير من مثقفي الأقباط الذين أبدوا استياءهم من إعلان رأس الكنيسة عن موقفه من مرشحي الرئاسة وانحيازه الواضح لجمال مبارك دون مبرر واضح اللهم الا العلاقة القوية التي تربطه بوالده.
متانة العلاقة بين مبارك وشنودة بدت واضحة جدا بعد الاعلان عن مظاهرات 25 يناير حيث طالب البابا شباب الأقباط بعدم المشاركة في المظاهرات ودعاهم الي عدم الخروج في ذلك اليوم غير أن عددا كبيرا من شباب الأقباط رفض الانصياع لكلام البابا وشاركوا في مظاهرات الغضب التي نجحت في الإطاحة بمبارك وبنظامه.
وكان شنودة هو الشخص الوحيد الذي أعلن صراحة أنه علي اتصال بمبارك في الأيام العصيبة للثورة وأنه كان يشد من أزره ويطمئنه بأن تلك الأحداث ستمر علي خير وسيعود الأمن والأمان الي البلاد.
ولقوة العلاقة التي كانت تربط بين شنودة ومبارك ترددت أنباء قوية أن البابا أصيب بصدمة كبيرة لحظة سماعه نبأ تنحي مبارك عن السلطة وقيل إنه انخرط في نوبة بكاء حزنا علي رحيل الرئيس الذي كان له الفضل في إعادته إلي الكرسي البابوي، بعد وصوله إلي الحكم وحافظ علي علاقة قوية معه علي مدار 30 عاما هي الفترة التي أمضاها بمنصبه.
وأكد أسقف بارز بالمجمع المقدس كان متواجدا إلي جوار البابا شنودة في تصريحات صحفية أنه حينما استقبل بيان نائب الرئيس السابق عمر سليمان أصيب بحالة من عدم التصديق والصدمة، حيث أصيب بنوبة هيستيرية من البكاء المرير مرددًا «مش ممكن إزاي ده حصل، أنا لا أصدق ما يحدث، إنه كابوس بشع»، علي حد ما نقل عنه.
وأضاف أن البابا شنودة استشار مقربين منه حول ما يمكن أن يفعله بعد أن هاجم الثورة والثوار، وأبدي ولاءه التام لنظام الرئيس مبارك، فنصحوه بأن يعمل علي تدارك هذا الأمر عبر الإدلاء بتصريحات تؤكد وقوفه إلي جانب التغيير، وحتي لا يخسر ولاء المسيحيين له خاصة أن حديثه عن تأييد الرئيس خلّف رفضًا عارمًا في الأوساط المسيحية وتظاهر الآلاف من المسيحيين في ميدان التحرير بالمخالفة لتعليماته.
وأضافت المصادر أن البابا سيعمل علي تحسين «صورته» أمام الرأي العام خلال الفترة المقبلة، عبر التظاهر بأنه لم يكن ضد الثورة، وإنما ضد إشاعة الفوضي وحالة عدم الاستقرار في محاولة لتبرير موقفه

0 التعليقات:

إرسال تعليق