...وو

نحن هنا من اجلك
اذا كانت لـك اي طلبات مسـاعده اكتب لنا
ونحن سوف نتكاتف معك من اجل تحقيقها

yo

الأحد، مايو 29

ثعلب الدبلوماسية «هنري كيسنجر»: تشكيل الشرق الأوسط يتطلب قدرا من العنف بحجم تدميره!


بمناسبة عيد ميلاده الثامن والثمانين أجرت إحدي الصحف البريطانية لقاء مع «هنري كيسنجر» صاحب مصطلح «الدبلوماسية المكوكية»، ووزير الخارجية الأمريكي السابق، ومبعوث السلام للشرق الأوسط، والوسيط الدبلوماسي بين العديد من أطراف النزاعات الدولية، اللقاء كشف عن عدة حقائق منها الزيارات الخمسين التي زارها كيسنجر للصين منذ زيارته السرية الشهيرة في السبعينيات، وعن إهدائه آخر وأهم كتبه إلي مصمم أزياء وزوجته، والأهم أنه تناول كذلك تعليقه علي ما سمي بـ«انتفاضة العرب»، وموقف أوباما وإدارته من أحداث المنطقة الحالية التي قال أنها تنتهج سياسة «المثالية النفعية».


في لقاء «التلجراف» البريطانية معه تحدث «كيسنجر» كذلك عما أسماه 

«ريالبوليتيك»، أو النهج الدبلوماسي الأمريكي الجديد الذي يتضاد مع تعددية رؤي أوباما الذي وصل للحكم برسالة مفادها تهدئة النبرة الاستعراضية للقوة الأمريكية، كما تتعارض أيضا مع المحافظين الجدد الذين ينادون بضرورة إرساء قواعد الديموقراطية عبر التدخل الأمريكي المباشر، ولكن المذهل - علي حد تعبير الصحيفة - أن متابعة «كيسنجر» للأحداث الدرامية علي الساحة العالمية الآن تشي بتواصل السياسة الخارجية الأمريكية الحالية مع نهج الإدارات السابقة وكذا تتشارك ثغراتها.

ويقول «كيسنجر» إن «أوباما» ربما من الناحية الكلامية يختلف عن سابقيه، ولكن علي مستوي الفعل هناك تماس في نواح عدة، «ففي عملية بن لادن لا أري خلافا مطلقا، وكذا فيما يتعلق بالصين وروسيا لا أري اختلافا حقيقيا».

أما فيما يخص الانتفاضة العربية كما وصفتها «التليجراف» فإن «كيسنجر» وضع نظرية تتعلق بما إذا كان علي الولايات المتحدة التدخل العسكري لحماية الديموقراطية وحقوق الإنسان أم قصر تدخلها علي حماية مصالحها الخاصة بشكل بحت؛ وهي النظرية التي أسماها «المثالية النفعية» ويري فيها أن «قيمنا تفرض علينا تقدير المعاناه الإنسانية بعمق، ولكن أيضا كمبدأ عام فيجب علي بلادنا ألا تتدخل عسكريا إلا إذا كانت مصالحنا القومية الخاصة علي المحك».

ولكنه في المقابل يقر بوجود استثناءات وليبيا أحدها حيث قال: «لقد ارتأيت التدخل وبحماس»، برغم أنه لا يدعم التفسير البريطاني والفرنسي الأوسع لقرار الأمم المتحدة بحماية المدنيين، كما يحذر: «إننا مازلنا في المرحلة الأولي من «إجراء خماسي المراحل» خطير في ليبيا، فالاختبار الحقيقي هو ما سيتبدي؛ فالمرء لا يستطيع الإقلال من ناتج الثورة عما أعلنه هؤلاء الذين بدأوا الثورة، وعلي المرء دعم الثورة ليس فقط ما يخص حماستها المبدئية، وكمبدأ عام فإنه كلما كان تدمير المؤسسة الحالية أكبر؛ كلما كان العنف في إعادة بناء النظام أكبر»، كما أنه يرفض الانضمام إلي التيار الأمريكي الذي كان يري ضرورة التنبؤ بما يحدث في العالم العربي الآن قبل حدوثه بفترة كافية.

وفي مرحلة لاحقة من الحوار أشار «كيسنجر» إلي ما وصف بأنه «رضا الإدارة الأمريكية» عن الدور الذي تلعبه بريطانيا حاليا في ليبيا، وموقفها من الأحداث هناك حيث يقول إن: «الحكومة البريطانية تتعامل مع ليبيا وفقا لأقصي حد من رضا الإدارة، فالبيت الأبيض يري أنه علي الأوروبيين في الناتو فعل المزيد، والبريطانيون يفعلون ذلك بالفعل».

يعلق «كيسنجر» علي مصرع «بن لادن» قائلا: «كان له تأثير علي سلوك القاعدة والرؤية لمرجعيته، بالنظر إلي محدودية عدد التظاهرات الاعتراضية في العالم العربي»، كما يعتقد «كيسنجر» أن مقتل «بن لادن» كان بمثابة «دفعة سياسية داخلية كبري لرئيس اعتبره منتقدوه ضعيفا». 
روزاليوسف

0 التعليقات:

إرسال تعليق