شن الدكتور محمد البلتاجى، الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان فى برلمان 2005 وعضو مجلس أمناء الثورة، هجوماً حاداً على الصحافة القومية والخاصة ووسائل الأعلام الأخرى فى المؤتمر الأول للإخوان المسلمون بشبرا الخيمة، مساء أمس، الجمعة، تحت عنوان "اسمعوا منا كما تسمعوا عنا"، ولم تمنعه هطول الأمطار من هجومه على الإعلام واصفة إياها، بإعلام "الفتنة"، مؤكدا أنه مازالت هناك صحف تتصيد الأخبار وشائعات غير الصحيحة ضد الإخوان المسلمون والسلفيين، لنشرها وتتصدر المانشيتات الرئيسية لتلك الصحف.
وأكد البلتاجى أن الله حققا لنا ما لم نحلم به، مضيفا كان أقصى حلما لنا أن يكون لدينا رئيس سابق، لكننا اليوم عندنا رئيس سوابق، "محبوس محكوم ومحصور"، مؤكدا أن هناك تخمة فاسدة كاملة تطهر منها البلاد عما منها قريب، وأشار إلى أن الوقت ليس وقت الاحتفال بما أنجزناه، لكن الوقت للامتحان الحقيقى لما هو قادم قائلاً: "قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم فى الأرض فينظر كيف تعملون".
وأضاف أن الامتحان لم ينته بعد، ومازال أمامنا تحديات الأمة كلها من أقصاها إلى أقصاها تنتظر النموذج المصرى ليعيد لهذه الأمة لمكانتها، تلك الأمة التى تنتظر منذ قرنين كاملين تبحث عن فرصة لتغير وإصلاح شأنها، لتعود لمكانتها ناهضة قوية.
وأشار إلى أن ما حدث فى مصر فرصة لإحداث حالة التغير للأمة كلها من أولها لآخرها، مؤكدا بأن الأنظمة الدولية بعد احتلال دام أكثر من 40 عاما فى أقطار العالم العربى والإسلامى حين سحبت الجيوش، وضعت على رأس هذه الدول شيخ غفر ليحلب لها ما تريد دون جيوش ودون مشاكل، يسجن ويجوع ويفقر، ليقدم لأعداء الأمة كل ما تريده.
وأضاف أن النظام السابق كان لديه فيتو ضد المصالحة الفلسطينية وضد العلاقات المصرية الأفريقية والعلاقات الطبيعية فى المنطقة، وضد أن يلتقى شيخ الأزهر مع علماء الإخوان المسلمون أو السلفيين، موضحا أن هناك تحديات، لإعادة بناء الوطن المشترك للجميع.
وتابع البلتاجى هناك من يريد تمزيق الوطن، وهناك من لا يريد وجودا للإسلاميين والإخوان المسلمين، بأى صورة من الصور، داعيا الإسلاميين لمراجعة عبارتهم وتصريحاتهم، وأن ينتبهوا، حتى لا نعطى الفرصة لهم أن يسعى الجميع لبناء وطن مشترك من عجينه واحدة.
وأضاف البلتاجى أن الإخوان لديهم استعداد لأن يدفعوا أرواحهم ودماءهم فداءً لحق إخوانهم الأقباط فى دور عبادة، مبررا عدم مشاركة الإخوان فى جمعة الغضب الثانية بأن مثل هذه الدعوة هى تحرك يريد أن يجر البلاد لصدام مع المجلس العسكرى، أو وقيعة بين الشعب، وقواته المسلحة وقيادتها الممثلة فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تعهد بحماية الثورة.
ومن جانبه طالب الدكتور محمد عبد المقصود، الجماعات الإسلامية تتعامل مع غير المسلمين من منطلق الدين، وليس من منطلق الوحدة الوطنية أو الوفاق الوطنى، ونتعهد لهم بأنهم آمنون فى وسط المسلمين.
وحذر عبد المقصود من الفتنة الطائفية مؤكدا أنها هى الخطر الحقيقى فى هذا البلد للوقيعة بين والسلفيين والصوفية والإخوان، مضيفا أننا فى فترة انتقالية تتميز بالضعف، ويجب أن تضع أيد المسلمين فى أيد بعض، وأن يضع المسلمون أيديهم فى أيد النصارى، لافتا إلى أن النظام السابق كان يخوف النصارى من إخوانهم المسلمين.
وأعرب الأنبا أرما عدلى، وكيل مطرا نية شبرا الخيمة، عن سعادة بهذا المؤتمر الذى يحضره الآلاف من الإخوان، مؤكدا أن النظام البائد كان يتعمد أن يجعل هناك فاصلا بين المسلمين والنصارى وكان دائما يخوف الأقباط من الإخوان المسلمين، قائلا: "فى الماضى عندما كنا نرى أى ملتحٍ نخاف، والآن نجد المحبة تطرد الخوف".
اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق