بعد انتظار استمر ما يقرب من ثلاثين يوما، صعد خلالها منحنى الطائفية إلى أعلى درجاته، ارتدت كنيسة العذراء بمنطقة "إمبابة" ثوبا جديدا، ممهورا بــ"خاتم" المقاولون العرب الشركة القائمة على ترميم الكنيسة وتجديدها منذ اندلاع الحرائق بـ"جدرانها" و"أيقوناتها" مطلع الشهر الماضي.
فتح التاريخ أبوابه للكنيسة ذات المساحة الضيقة، باعتبارها أول كنيسة في التاريخ يفتتحها رئيس وزراء مصر، ورغم وصول الغضب إلى ذروته عقب "إحراقها"، غير أن السعادة باتت "علامة "مميزة على وجوه أهالي إمبابة مسلمين وأقباط، لتودع مصر بأكملها مرحلة التوتر، متجهة إلى الهدوء والاستقرار. منذ الصباح اتشح شارع الوحدة "مسقط رأس الكنيسة"، على جانبيه بالأضواء، واللافتات التي تحتضن عبارات تهنئة المسلمين للأقباط بافتتاح الكنيسة، والشكر لــ"المسئولين" يتقدمهم عصام شرف، على إنجاز أعمال الترميم في وقت قياسي ...، وظلت لافتة الإخوان المسلمين هي الأكثر جذبا بين قريناتها لــ"كاميرات الفضائيات" والصحف..
مع اقتراب موعد الافتتاح الذي تقرر في السابعة مساء أمس، توافد الأهالي حاملين العلم المصري، والورود، واستدعوا هتاف"الثورة" و"مسلم مسيحي ..إيد واحدة"، لكن تأكيد حضور عصام شرف غيّر بوصلة الجماهير، ودفع البعض إلى حمل لافتات تسخر من حملة النظافة التي سبقت موعد الافتتاح بيومين، مؤكدين أن المعاناة الكبرى لــ"أهالي" إمبابة هي "الزبالة" المحيطة بالمنطقة.
قرابة الـ5 مساء بدأت الزغاريد تنطلق حول محيط الكنيسة، مع بدء حضور أول الضيوف "إبراهيم محلب" رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، والذي قال فور وصوله "إن الفترة القادمة لابد أن تكون موجهة بأكملها لــ"العمل"، لافتا إلى أن الكلام اصبح عادة مستهلكة وحول افتتاح الكنيسة ألمح إلى أنه "ذهب بمشقة الجهد المبذول"مشيرا إلى أن الجهد المشار إليه لم يؤثر على جودة الأداء للترميمات داخل الكنيسة، ثاني الحضور كان الأنبا ثيئودسيوس أسقف عام الجيزة، بمجرد نزوله من سيارته تعالت صيحات الأقباط"بنحبك ياسيدنا"، دخل الأسقف إلى الكنيسة من بابها الرئيسي، كبار الوزراء لم يمتثلوا للحضور، خرج إلى بابها الجانبي واقفا لاستقبال الوزراء.
أول الوزراء كان محسن النعماني وزير التنمية المحلية، ثم منصور العيسوي وزير الداخلية بصحبة اللواء عابدين يوسف مدير أمن الجيزة، ليختتم الموكب الوزاري بعصام شرف –رئيس الوزراء، والذي كان في استقباله الأنبا ثيئودسيوس، لافتات أهالي إمبابة "لما عرفوا إنك جاي...نظفوا لك الحي"..
فتحت كنيسة العذراء أبوابها للمسئولين رسميا الساعة السادسة والنصف، بينما بخلت في الوقت ذاته على الصحفيين والإعلاميين، الذين ظلوا خارجها حتى خرج عصام شرف متجها إلى سيارته..
على أنغام أغنية "بلادي يابلادي ..أنا بحبك يابلادي"..بدأ حفل الافتتاح الرسمي، بكلمة الأنبا ثيئودسيوس, والتي قال فيها "إن تضامن المسلمين والأقباط في افتتاح كنيسة العذراء يعني انتصارا للمحبة على الكراهية، لافتا إلى أن الفتنة الطائفية لن تتمكن من المصريين، إستنادا إلى جذور العلاقة القوية بينهما"..
ووجه أسقف الجيزة رسالة لــ"مثيري الفتنة" قائلا "أنتم تنتمون إلى "فكر الظلام"، وبعيدون عن الإسلام السمح الذي تجسد في مواثيق عمرو بن العاص التي أكدت على احترام الكنائس"، مختتما حديثه بتوجيه الشكر لكافة المسئولين على جهودهم في تدارك آثار الحادث.
وأردف قائلا "كنت أتمنى أن تنفق أموال الترميمات في مشاريع تنموية، يستفيد منها المسلمون والأقباط".
ومن ثيئودسيوس إلى رئيس الوزراء عصام شرف الذي تكلم بصوت خافت، معربا عن سعادته بــ"الافتتاح"الذي يعتبر أبلغ رد على المشككين في وحدة الوطن، وعرج شرف على ذلك قائلا "مهمتنا في الفترة القادمة هي الدفع ناحية عودة الأمن إلى الشارع المصري".
الحديث داخل كنيسة العذراء لم يتطرق إلى القانونين الجاري مناقشتهم حاليا بـ"لجنة العدالة الوطنية"، "الموحد لدور العبادة، وعدم التمييز"، وشهد الافتتاح ظهور د.نبيل لوقا بباوي عضو مجلس الشورى السابق , الذي خرج قبل رئيس الوزراء.
فيما شهد حفل الافتتاح حضورا كثيفا من الأقباط خارج جدران الكنيسة، واكتفوا بترديد عدد من الترانيم القبطية، بينما استغل الإعلاميون ساعات الانتظار خارج الكنيسة في تصويرهم وإجراء بعض الأحاديث، بعد تعثر الدخول إلى الحفل وفقا لتعليمات أمن مجلس الوزراء الذي أدار عملية التنظيم بالداخل والخارج، بينما تقاسم الجيش مع الشرطة تأمين الحفل على بابي الكنيسة الرئيسي والفرعي..
المشهد الأخير في حفل الافتتاح هو خروج رئيس الوزراء الذي، تجاهل أسئلة وسائل الإعلام، وأحاطه حراسه بسياج فصله عن الجميع، فيما اختلس البعض دخولا استثنائيا إلى الكنيسة، لاستقاء ما يمكن من تفاصيل الحفل، وكان د.علي عبدالرحمن محافظ الجيزة آخر المسئولين المغادرين بعد إطلاق عبارته التي تجسد حالة الأهالي والمسئولين "الآن فقط أستطيع أن أنام"..ليلحق به بعد دقائق الأنبا ثيئودسيوس، ويسدل الستار على "الفتنة" التي كادت تعصف بوطن بأكمله.
الوفد
فتح التاريخ أبوابه للكنيسة ذات المساحة الضيقة، باعتبارها أول كنيسة في التاريخ يفتتحها رئيس وزراء مصر، ورغم وصول الغضب إلى ذروته عقب "إحراقها"، غير أن السعادة باتت "علامة "مميزة على وجوه أهالي إمبابة مسلمين وأقباط، لتودع مصر بأكملها مرحلة التوتر، متجهة إلى الهدوء والاستقرار. منذ الصباح اتشح شارع الوحدة "مسقط رأس الكنيسة"، على جانبيه بالأضواء، واللافتات التي تحتضن عبارات تهنئة المسلمين للأقباط بافتتاح الكنيسة، والشكر لــ"المسئولين" يتقدمهم عصام شرف، على إنجاز أعمال الترميم في وقت قياسي ...، وظلت لافتة الإخوان المسلمين هي الأكثر جذبا بين قريناتها لــ"كاميرات الفضائيات" والصحف..
مع اقتراب موعد الافتتاح الذي تقرر في السابعة مساء أمس، توافد الأهالي حاملين العلم المصري، والورود، واستدعوا هتاف"الثورة" و"مسلم مسيحي ..إيد واحدة"، لكن تأكيد حضور عصام شرف غيّر بوصلة الجماهير، ودفع البعض إلى حمل لافتات تسخر من حملة النظافة التي سبقت موعد الافتتاح بيومين، مؤكدين أن المعاناة الكبرى لــ"أهالي" إمبابة هي "الزبالة" المحيطة بالمنطقة.
قرابة الـ5 مساء بدأت الزغاريد تنطلق حول محيط الكنيسة، مع بدء حضور أول الضيوف "إبراهيم محلب" رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، والذي قال فور وصوله "إن الفترة القادمة لابد أن تكون موجهة بأكملها لــ"العمل"، لافتا إلى أن الكلام اصبح عادة مستهلكة وحول افتتاح الكنيسة ألمح إلى أنه "ذهب بمشقة الجهد المبذول"مشيرا إلى أن الجهد المشار إليه لم يؤثر على جودة الأداء للترميمات داخل الكنيسة، ثاني الحضور كان الأنبا ثيئودسيوس أسقف عام الجيزة، بمجرد نزوله من سيارته تعالت صيحات الأقباط"بنحبك ياسيدنا"، دخل الأسقف إلى الكنيسة من بابها الرئيسي، كبار الوزراء لم يمتثلوا للحضور، خرج إلى بابها الجانبي واقفا لاستقبال الوزراء.
أول الوزراء كان محسن النعماني وزير التنمية المحلية، ثم منصور العيسوي وزير الداخلية بصحبة اللواء عابدين يوسف مدير أمن الجيزة، ليختتم الموكب الوزاري بعصام شرف –رئيس الوزراء، والذي كان في استقباله الأنبا ثيئودسيوس، لافتات أهالي إمبابة "لما عرفوا إنك جاي...نظفوا لك الحي"..
فتحت كنيسة العذراء أبوابها للمسئولين رسميا الساعة السادسة والنصف، بينما بخلت في الوقت ذاته على الصحفيين والإعلاميين، الذين ظلوا خارجها حتى خرج عصام شرف متجها إلى سيارته..
على أنغام أغنية "بلادي يابلادي ..أنا بحبك يابلادي"..بدأ حفل الافتتاح الرسمي، بكلمة الأنبا ثيئودسيوس, والتي قال فيها "إن تضامن المسلمين والأقباط في افتتاح كنيسة العذراء يعني انتصارا للمحبة على الكراهية، لافتا إلى أن الفتنة الطائفية لن تتمكن من المصريين، إستنادا إلى جذور العلاقة القوية بينهما"..
ووجه أسقف الجيزة رسالة لــ"مثيري الفتنة" قائلا "أنتم تنتمون إلى "فكر الظلام"، وبعيدون عن الإسلام السمح الذي تجسد في مواثيق عمرو بن العاص التي أكدت على احترام الكنائس"، مختتما حديثه بتوجيه الشكر لكافة المسئولين على جهودهم في تدارك آثار الحادث.
وأردف قائلا "كنت أتمنى أن تنفق أموال الترميمات في مشاريع تنموية، يستفيد منها المسلمون والأقباط".
ومن ثيئودسيوس إلى رئيس الوزراء عصام شرف الذي تكلم بصوت خافت، معربا عن سعادته بــ"الافتتاح"الذي يعتبر أبلغ رد على المشككين في وحدة الوطن، وعرج شرف على ذلك قائلا "مهمتنا في الفترة القادمة هي الدفع ناحية عودة الأمن إلى الشارع المصري".
الحديث داخل كنيسة العذراء لم يتطرق إلى القانونين الجاري مناقشتهم حاليا بـ"لجنة العدالة الوطنية"، "الموحد لدور العبادة، وعدم التمييز"، وشهد الافتتاح ظهور د.نبيل لوقا بباوي عضو مجلس الشورى السابق , الذي خرج قبل رئيس الوزراء.
فيما شهد حفل الافتتاح حضورا كثيفا من الأقباط خارج جدران الكنيسة، واكتفوا بترديد عدد من الترانيم القبطية، بينما استغل الإعلاميون ساعات الانتظار خارج الكنيسة في تصويرهم وإجراء بعض الأحاديث، بعد تعثر الدخول إلى الحفل وفقا لتعليمات أمن مجلس الوزراء الذي أدار عملية التنظيم بالداخل والخارج، بينما تقاسم الجيش مع الشرطة تأمين الحفل على بابي الكنيسة الرئيسي والفرعي..
المشهد الأخير في حفل الافتتاح هو خروج رئيس الوزراء الذي، تجاهل أسئلة وسائل الإعلام، وأحاطه حراسه بسياج فصله عن الجميع، فيما اختلس البعض دخولا استثنائيا إلى الكنيسة، لاستقاء ما يمكن من تفاصيل الحفل، وكان د.علي عبدالرحمن محافظ الجيزة آخر المسئولين المغادرين بعد إطلاق عبارته التي تجسد حالة الأهالي والمسئولين "الآن فقط أستطيع أن أنام"..ليلحق به بعد دقائق الأنبا ثيئودسيوس، ويسدل الستار على "الفتنة" التي كادت تعصف بوطن بأكمله.
الوفد
0 التعليقات:
إرسال تعليق