الدكتورة عزة كريم الأستاذ بالمركز القومى للبحوث الجنائية |
كتبت مدحت وهبة ورانيا فزاع
قالت الدكتورة عزة كريم الأستاذ بالمركز القومى للبحوث الجنائية، إن عدد المناطق العشوائية بمحافظتى القاهرة والجيزة يصل إلى 51%، وتأتى بعدهما محافظات الصعيد بنسبة 38%، كما أنها تقل كثيراً بمحافظات الدلتا التى لم يزد نسبة العشوائيات بها عن 6.7%.
وأوضحت كريم فى ورقة عمل قدمتها اليوم بمؤتمر العشوائيات فى المجتمع المصرى "أوضاع الحاضر واحتمالات المستقبل" بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن هذه المناطق تعد مفارخ للجريمة، وأوكار يلجأ إليها الخارجون على القانون، كما أنها تعد وسيلة أساسية لإفراز الإرهاب الدينى.
وأشارت كريم إلى زيادة التشاجرات اليومية بين النساء أثناء تحضير الطعام وغسل الملابس، بالإضافة إلى ارتفاع حالات الاغتصاب والقتل، وأن هناك أمراض تنتشر فى هذه المناطق تختفى تماماً من الدول المتقدمة، مثل النزلات المعوية القاتلة والحمى الروماتيزمية وأمراض الكلى.
واستطردت كريم أن 62% منهم يلجأون لطبيب خاص داخل الحى زهيد الثمن، ونسبة 28% يذهبون إلى الوحدة الصحية، و9% يفضلون الذهاب إلى المستوصف و8% إلى الصيدلية، وأرجعت السبب فى انتشار الأمراض إلى نقص النظافة فى المسكن والاعتماد على الطب البديل.
وحسب الورقة التى قدمتها كريم، تعتمد الأسر فى المناطق العشوائية فى دخلها الاقتصادى على أكثر من فرد، فيقوم رب الأسرة بأكثر من عمل اغلبها أعمال هامشية غير رسمية، ويعتمد أفراد الأسرة على التسول فى الشارع والهروب من التعليم نتيجة الفقر ويزيد لدى الفتيات بصورة كبيرة.
وعن الأحوال المعيشية، أكدت كريم أنها تتسم بالفقر، وأغلب سكان العشوائيات يعتمدون على الفول والبدائل رخيصة الثمن، ولا يعتمدون على تغيير الملابس، فملابس المنزل هى ملابس الخروج، ويذهب بها لزيارة أقاربه، بل يرتديها أثناء النوم، كما أنهم لا يهتمون بالنظافة، مما يؤدى لسرعة انتقال الأمراض إليهم، وتفتقد مساكن العشوائيات إلى الخصوصية، مما يؤثر سلباً على الأطفال الذين يشاهدون العلاقات الخاصة بين آبائهم.
ولفتت كريم إلى العلاقات الاجتماعية التى تتسم بالتفكك، كما أن الزوج أحياناً يتعامل مع زوجته بصورة من البلطجة، فيجبرها وأبناءها على ممارسة التسول، وتنتشر حالات الوفاة بين سكان العشش الذين تجاوزوا سن الخمسين.
ومن أهم الأمراض الاجتماعية التى تناولتها الدراسة تأتى تعاطى المخدرات والسرقة المنظمة وتناول المسكرات بأنواعها والبلطجة والعنف المتبادل وزنا المحارم، كما أن العشوائيات تمثل مصدر هام لتوريد البلطجية لمرشحى الانتخابات فى العهد السابق لإرهاب منافسيهم والتعدى عليهم وعلى مندوبيهم.
ولفتت الدكتورة إيمان شريف أستاذ علم الاجتماع إلى معاناة أطفال العشوائيات من الحرمان، الناتج عن تدنى الحالة الاقتصادية والصحية والتعليمية والحرمان الأسرى والعاطفى، حيث يربى الطفل بعيداً عن الحب وينعكس هذا فى صورة اضطرابات سلوكية ووجدانية لديه، تشمل التبول اللاإرادى وضعف المهارات الاجتماعية فى التعامل مع الآخرين واضطرابات التواصل اللفظى.
وعن العلاقة بين سكان العشوائيات والحكومة ممثلة فى الدويقة نموذجاً، أكدت الدراسة، التى قدمتها الدكتورة مروة نظير، أن علاقة التوتر بينهما كانت متوقعة على خلفية الأحداث المتكررة بعد كارثة الانهيار الصخرى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق