أ. ف. ب.
الفاتيكان: بدأ في الفاتيكان اليوم الاحد قداس تطويب البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بحضور اكثر من مليون شخص بحسب شرطة روما، تدفقوا الى ساحة القديس بطرس في اجواء من الفرح. ففي المداخل المؤدية الى الساحة امام الكاتدرائية انتظر الناس في صفوف متراصة بصبر ليتمكنوا من التقدم. ووقف كثيرون من البولنديين مع اعلام الى جانب اخرين من نحو مئة بلد لكن غالبيتهم من الاوروبيين.كذلك فان الراهبات والكهنة
ورجال الدين عديدون الى جانب مجموعات من الشبان وايضا اناس جاءوا مع عائلاتهم، تحت سماء ملبدة بالغيوم.
وبالقرب من قلعة سانت انجيلو على ضفاف التيبر عند بداية الجادة ما زال مئات الاشخاص من كل الاعمار ممددين داخل اكياس النوم او على قصاصات كرتونية او جالسين على كراسي حملوها معهم. وقد بدأ على بعضهم الاعياء بعد ليلة بيضاء.
وبعد ست سنوات من وفاة وتشييع كارول فويتيلا الذي حضره ملايين الاشخاص في روما، سيقوم البابا بنديكتوس السادس عشر بتطويبه بعد فترة قياسية لدعوى التطويب التي فتحت في حزيران/يونيو 2005 واستمرت خمس سنوات وسبعة اشهر.
وكانت هتافات اطلقت خلال تشييع يوحنا بولس الثاني في ساحة القديس بطرس قبل ست سنوات تدعو الى ان يطوب على الفور، البابا البولندي الذي جدد صورة الكنيسة خلال حبريته التي استمرت اكثر من ربع قرن (1978-2005) وقام خلالها ب 104 رحلات.
وكان التطويب يحتاج الى اعجوبة امنتها الراهبة الفرنسية ماري سيمون بيار التي شفيت من داء باركنسون. ويتدفق المؤمنون الى الساحة لحضور القداس، لكن كثيرين لن يجدوا اماكن وسيتابعون الحفل من بعيد وبعضهم من شاشات عملاقة وزعت في المدينة.
وسيعلن البابا بنديكتوس السادس عشر تطويب يوحنا بولس الثاني في بداية القداس الذي يفتتح عند الساعة العاشرة ويستمر اكثر من ساعتين. واثناء القداس ستعلق جدارية ليوحنا بولس الثاني على واجهة كاتدرائية القديس بطرس وسيرى المؤمنون صندوقة ذخائر تحتوي على انبوب من دمه.
وقد اخرج نعش يوحنا بولس الثاني الجمعة من قبره في مغاور الفاتيكان. ونقل النعش المغطى بوشاح مذهب الى امام القبر الذي يعتبر قبر القديس بطرس مؤسس الكنيسة والبابا الاول. وسيبقى معروضا حتى صباح الاحد عندما سينقل الى امام المذبح المركزي للكاتدرائية.
وبعد الاحتفال، سيتاح للمصلين المرور امام النعش المغلق الموضوع امام المذبح الرئيسي للكاتدرائية. وسيشارك في الاحتفال رؤساء 16 دولة بينهم رئيس زيمبابوي روبرت موغابي المثير للجدل الى جانب خمسة وفود لعائلات ملكية. وستتمثل فرنسا برئيس الوزراء فرنسوا فيون. وسيصل الجزء الاكبر من الحجاج من بولندا واسبانيا وفرنسا. وقد اقيمت قداديس في عدد من الكنائس ليل السبت الاحد تكريما ليوحنا بولس الثاني.
يوحنا بولس الثاني "قاهر" الشيوعية و"حارس" القيم الاخلاقية
يوحنا بولس الثاني كان يتمتع بحضور قوي وشغل وسائل الاعلام في نهاية القرن العشرين بمساهمته في انهيار الشيوعية لكنه اثار استياء عدد من المؤمنين بسبب مواقفه المحافظة. عاش كارول فويتيلا الذي فقد والدته في سن مبكرة وتربى على يد والده الضابط في الجيش، طفولته في غياب اي وجود للمرأة، فكرس حياته لمريم العذراء مثال الام والزوجة.
اثر يوحنا بولس الثاني الذي ترأس الكنيسة الكاثوليكية اكثر من 26 عاما وهي من اطول الحبريات في التاريخ، هذه الكنيسة منذ انتخابه حبرا اعظم في 16 تشرن الاول/اكتوبر 1978. وكان كارول فويتيلا وهو اول بابا سلافي في سن الثامنة والخمسين يومها. وبسرعة، واجه "البابا البولندي" الادارة البابوية وفضل الاتصال المباشر مع الجموع.
واصبحت حدود دولة الفاتيكان ضيقة بالنسبة له. فبادر الى ملاقاة المؤمنين مكثرا من سفراته. وقد كان يتمتع بحضور قوي يجذب اليه الجموع حتى في الدول الاسلامية. وبما انه عشق المسرح في شبابه، حافظ على فن الخطابة. وعندما كان يتحدث كان كل فرد يشعر بان البابا يتوجه اليه شخصيا.
وكان نجاحه فوريا ولا سيما في اميركا اللاتينية حيث لقبته وسائل الاعلام ب "رحالة الانجيل". واسس "الايام العالمية للشبيبة" التي تجمع ملايين الشباب.
كان طول يوحنا بولس الثاني 1,76 مترا الا ان المصورين حولوه الى عملاق وقد صمدت هذه الصورة حتى محاولة الاغتيال التي تعرض لها في 13 ايار/مايو 1981 واصيب فيها بجورح خطيرة برصاص اطلقه التركي محمد علي اقجا.
وقد بدأ يتراجع جسديا في 1994 وظهرت اول عوارض داء باركنسون. وتابع العالم باسره تدهور صحته البطيء من خلال كاميرات التلفزيون، حتى وفاته في بث يكاد يكون مباشرا في الثاني من نيسان/ابريل 2005. وقد اثار موته مظاهر حزن كبير في ساحة القديس بطرس. وقد سارت حياته وحبريته بموازاة التقلبات الرئيسية التي شهدها العالم.
فيوحنا بولس الثاني عاصر الحرب العالمية الثانية وقاوم نظامين شموليين هما النازية والستالينة وساهم في بروز نقابة تضامن في بولندا وانهيار جدار برلين الذي كان رمز سقوط الانظمة الشيوعية في القارة الاوروبية. وكان يناهض خصوصا الماركسية والرأسمالية العشوائية.
كان رجل دين وسلام لكن بعض معاركه لم تتكلل بالنجاح. فقد غرق البلقان والشرق الاوسط في الحروب واضطر الى مواجهة التطرف الاسلامي والبدع الانجيلية والارهاب الديني ولم ينجح في تجنيب افريقيا الوقوع في نزاعات مثل رواندا ولم يتمكن من مساعدتها على مواجهة آفة الايدز.
واذ ابدى انفتاحا على مشاكل العالم والحوار مع الاسلام واليهودية والديانات الاخرى غير المسيحية، ابقى على خط محافظ جدا حول مسائل العائلة والاخلاق. وقد انتقده جزء من الرأي العام لادانته لوسائل منع الحمل واستخدام الواقي الذكري في عالم يفتك فيه مرض الايدز بملايين الاشخاص مما سبب عدم تفاهم وابعد كثيرين عن الكاثوليك عن الكنيسة.
كما اخذ عليه البعض عدم الحزم والشفافية في قضية الاعتداءات الجنسية على اطفال المرتكبة داخل الكنيسة. ومن المآخذ الاخرى عليه في اميركا اللاتينية خصوصا تشدده في موقفه ضد "لاهوت التحرير" الذي لم يتقبل ميوله الماركسية.
الفاتيكان: بدأ في الفاتيكان اليوم الاحد قداس تطويب البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بحضور اكثر من مليون شخص بحسب شرطة روما، تدفقوا الى ساحة القديس بطرس في اجواء من الفرح. ففي المداخل المؤدية الى الساحة امام الكاتدرائية انتظر الناس في صفوف متراصة بصبر ليتمكنوا من التقدم. ووقف كثيرون من البولنديين مع اعلام الى جانب اخرين من نحو مئة بلد لكن غالبيتهم من الاوروبيين.كذلك فان الراهبات والكهنة
ورجال الدين عديدون الى جانب مجموعات من الشبان وايضا اناس جاءوا مع عائلاتهم، تحت سماء ملبدة بالغيوم.
وبالقرب من قلعة سانت انجيلو على ضفاف التيبر عند بداية الجادة ما زال مئات الاشخاص من كل الاعمار ممددين داخل اكياس النوم او على قصاصات كرتونية او جالسين على كراسي حملوها معهم. وقد بدأ على بعضهم الاعياء بعد ليلة بيضاء.
وبعد ست سنوات من وفاة وتشييع كارول فويتيلا الذي حضره ملايين الاشخاص في روما، سيقوم البابا بنديكتوس السادس عشر بتطويبه بعد فترة قياسية لدعوى التطويب التي فتحت في حزيران/يونيو 2005 واستمرت خمس سنوات وسبعة اشهر.
وكانت هتافات اطلقت خلال تشييع يوحنا بولس الثاني في ساحة القديس بطرس قبل ست سنوات تدعو الى ان يطوب على الفور، البابا البولندي الذي جدد صورة الكنيسة خلال حبريته التي استمرت اكثر من ربع قرن (1978-2005) وقام خلالها ب 104 رحلات.
وكان التطويب يحتاج الى اعجوبة امنتها الراهبة الفرنسية ماري سيمون بيار التي شفيت من داء باركنسون. ويتدفق المؤمنون الى الساحة لحضور القداس، لكن كثيرين لن يجدوا اماكن وسيتابعون الحفل من بعيد وبعضهم من شاشات عملاقة وزعت في المدينة.
وسيعلن البابا بنديكتوس السادس عشر تطويب يوحنا بولس الثاني في بداية القداس الذي يفتتح عند الساعة العاشرة ويستمر اكثر من ساعتين. واثناء القداس ستعلق جدارية ليوحنا بولس الثاني على واجهة كاتدرائية القديس بطرس وسيرى المؤمنون صندوقة ذخائر تحتوي على انبوب من دمه.
وقد اخرج نعش يوحنا بولس الثاني الجمعة من قبره في مغاور الفاتيكان. ونقل النعش المغطى بوشاح مذهب الى امام القبر الذي يعتبر قبر القديس بطرس مؤسس الكنيسة والبابا الاول. وسيبقى معروضا حتى صباح الاحد عندما سينقل الى امام المذبح المركزي للكاتدرائية.
وبعد الاحتفال، سيتاح للمصلين المرور امام النعش المغلق الموضوع امام المذبح الرئيسي للكاتدرائية. وسيشارك في الاحتفال رؤساء 16 دولة بينهم رئيس زيمبابوي روبرت موغابي المثير للجدل الى جانب خمسة وفود لعائلات ملكية. وستتمثل فرنسا برئيس الوزراء فرنسوا فيون. وسيصل الجزء الاكبر من الحجاج من بولندا واسبانيا وفرنسا. وقد اقيمت قداديس في عدد من الكنائس ليل السبت الاحد تكريما ليوحنا بولس الثاني.
يوحنا بولس الثاني "قاهر" الشيوعية و"حارس" القيم الاخلاقية
يوحنا بولس الثاني كان يتمتع بحضور قوي وشغل وسائل الاعلام في نهاية القرن العشرين بمساهمته في انهيار الشيوعية لكنه اثار استياء عدد من المؤمنين بسبب مواقفه المحافظة. عاش كارول فويتيلا الذي فقد والدته في سن مبكرة وتربى على يد والده الضابط في الجيش، طفولته في غياب اي وجود للمرأة، فكرس حياته لمريم العذراء مثال الام والزوجة.
اثر يوحنا بولس الثاني الذي ترأس الكنيسة الكاثوليكية اكثر من 26 عاما وهي من اطول الحبريات في التاريخ، هذه الكنيسة منذ انتخابه حبرا اعظم في 16 تشرن الاول/اكتوبر 1978. وكان كارول فويتيلا وهو اول بابا سلافي في سن الثامنة والخمسين يومها. وبسرعة، واجه "البابا البولندي" الادارة البابوية وفضل الاتصال المباشر مع الجموع.
واصبحت حدود دولة الفاتيكان ضيقة بالنسبة له. فبادر الى ملاقاة المؤمنين مكثرا من سفراته. وقد كان يتمتع بحضور قوي يجذب اليه الجموع حتى في الدول الاسلامية. وبما انه عشق المسرح في شبابه، حافظ على فن الخطابة. وعندما كان يتحدث كان كل فرد يشعر بان البابا يتوجه اليه شخصيا.
وكان نجاحه فوريا ولا سيما في اميركا اللاتينية حيث لقبته وسائل الاعلام ب "رحالة الانجيل". واسس "الايام العالمية للشبيبة" التي تجمع ملايين الشباب.
كان طول يوحنا بولس الثاني 1,76 مترا الا ان المصورين حولوه الى عملاق وقد صمدت هذه الصورة حتى محاولة الاغتيال التي تعرض لها في 13 ايار/مايو 1981 واصيب فيها بجورح خطيرة برصاص اطلقه التركي محمد علي اقجا.
وقد بدأ يتراجع جسديا في 1994 وظهرت اول عوارض داء باركنسون. وتابع العالم باسره تدهور صحته البطيء من خلال كاميرات التلفزيون، حتى وفاته في بث يكاد يكون مباشرا في الثاني من نيسان/ابريل 2005. وقد اثار موته مظاهر حزن كبير في ساحة القديس بطرس. وقد سارت حياته وحبريته بموازاة التقلبات الرئيسية التي شهدها العالم.
فيوحنا بولس الثاني عاصر الحرب العالمية الثانية وقاوم نظامين شموليين هما النازية والستالينة وساهم في بروز نقابة تضامن في بولندا وانهيار جدار برلين الذي كان رمز سقوط الانظمة الشيوعية في القارة الاوروبية. وكان يناهض خصوصا الماركسية والرأسمالية العشوائية.
كان رجل دين وسلام لكن بعض معاركه لم تتكلل بالنجاح. فقد غرق البلقان والشرق الاوسط في الحروب واضطر الى مواجهة التطرف الاسلامي والبدع الانجيلية والارهاب الديني ولم ينجح في تجنيب افريقيا الوقوع في نزاعات مثل رواندا ولم يتمكن من مساعدتها على مواجهة آفة الايدز.
واذ ابدى انفتاحا على مشاكل العالم والحوار مع الاسلام واليهودية والديانات الاخرى غير المسيحية، ابقى على خط محافظ جدا حول مسائل العائلة والاخلاق. وقد انتقده جزء من الرأي العام لادانته لوسائل منع الحمل واستخدام الواقي الذكري في عالم يفتك فيه مرض الايدز بملايين الاشخاص مما سبب عدم تفاهم وابعد كثيرين عن الكاثوليك عن الكنيسة.
كما اخذ عليه البعض عدم الحزم والشفافية في قضية الاعتداءات الجنسية على اطفال المرتكبة داخل الكنيسة. ومن المآخذ الاخرى عليه في اميركا اللاتينية خصوصا تشدده في موقفه ضد "لاهوت التحرير" الذي لم يتقبل ميوله الماركسية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق