الكاتب: القمّص يوحنا نصيف
نحتفل هذا اليوم بعيد استشهاد القديس العظيم مارجرجس أمير الشهداء.. وغالبًا يأتي هذا العيد سنويًّا في خلال فترة الخماسين المقدّسة التي نعيش فيها أفراح القيامة وغلبة الموت التي لنا في المسيح يسوع..
القدّيسون بوجه عام هم أيقونة جميلة للقيامة، ومن خلال حياتهم يمكننا أن نرى بوضوح قوّة القيامة وهي تشعّ منهم.. والحقيقة أنّ كل إنسان مسيحي هو إنسان حيّ بالمسيح وبقوّة قيامته التي نالها في المعموديّة.. وهذه القوّة، إذا كانت حيّة ومتجدِّدة فيه، ستحفظه من أن يهتزّ مهما كانت الآلام والمخاطر التي يتعرّض لها في رحلة غربته في هذا العالم..!
الشهيد العظيم مارجرجس كان شابًّا في العِشرينات من عمره مملوءًا بالحيوية، وواجه كمًّا هائلاً من التحدّيات والإهانات والعذابات، كانت كفيلة بكسر شخصيّته وإذلال إرادته وإطفاء هذه الحيويّة التي كانت
عنده.. ولكنّه كان يحملّ سِرًّا عجيبًا في داخله.. لقد كان مملوءًا بنوعٍ آخَر من الحيويّة، ليست حيويّة الشباب العاديّة، ولكنّها حيويّة روحيّة إلهيّة.. هي باختصار قوّة القيامة..! وهذا النوع من القوّة لا يمكن أن ينكسر أبدًا مهما كانت قسوة وفظاعة التحدّيات التي يواجهها الإنسان..!!
فمثلاً في حادثة السمّ الذي أُجبِرَ على تناوله.. كانت قوّة القيامة والحياة في داخله أقوى من مفعول السمّ المُميت الذي دخل بالفِعل إلى جسده..!
وفي قصّة الفتاة التي أدخلوها عليه في السجن لتُغريه بخلاعتها، كان يمكن أن يكون السجن في تلك الليلة هو القبر بالنسبة لمارجرجس إذا سقط في خطيّة الزنا، وبالتالي يكون هو النهاية لصموده البطولي.. ولكنّه كان يعلم أنّه بالصلاة تتجدّد في الإنسان قوّة القيامة التي لا تُقهَر، فأدار ظهره للإغراء ووقف بشجاعة للصلاة.. وبالفِعل نال قوّة القيامة والغلبة، لنفسه وأيضًا للفتاة المسكينة التي تابت على يديه، وقامت مع المسيح من حياتها الفاسدة، ثمّ صارت بعد ذلك شهيدة..!
وعندما ألبسوه حذاءً مملوءًا بالمسامير وأمروه بالجَرْي به، حتّى تمزّقت قدماه، كانت قوّة القيامة تسانده، فلم يشْكُ أو يتذمّر، بل كان سعيدًا مثل الآباء الرسل الذين عندما جلدوهم خرجوا فرحين إذ حُسِبوا مُستأهلين أن يهانوا من أجل المسيح ويتذوّقوا جانبًا صغيرًا مِمّا تألّم به لأجلهم (أع5: 41).. فمارجرجس أيضًا كان شاكرًا للمسيح أنّه أعطاه هذه البركة بأن تدخل المسامير في قدميه مثل إلهه ومخلّصه، وأن يُسفَك دمه من أجل فاديه الحبيب، الذي سفك دمه لكي يُنقذه من العبوديّة ويهبه حياة أبديّة..
أمّا عندما مدّدوه على السرير الحديدي وأوقدوا تحته النار لكي يُشوى جسده، فكان المسيح المُمَدّد على الصليب الغالب للآلام ماثلاً أمامه ويقوّيه بنعمة إلهيّة فائقة، لكي يصبر ويحتمل، فكان صمود مارجرجس سبب إيمان لكثيرين.. هذه هي قوّة القيامة الموهوبة لأبناء الله الذين يسيرون خلفه في الطريق الضيِّق حاملين الصليب..!
لقد مات مارجرجس ثلاثة مرّات بسبب العذابات الفظيعة، ولكنّه كان يقوم في كلّ مرّة من الموت بطريقة معجزيّة.. لقد كانت قوّة القيامة تُحييه، وتؤكّد أنّه بإيمانه بالمسيح يكون أقوى من الموت.
هذه القوّة غير العاديّة التي نراها في هذا البطل الروحاني.. هي التي عبّرت عنها الذكصولوجيّة البديعة التي نمجِّده بها قائلين:
+ سبع سنين أكملها، القديس جيؤرجيوس، والسبعون ملِكًا المنافقون يحكمون عليه كلّ يوم.
+ ولم يقدروا أن يُميلوا أفكاره، ولا إيمانه المستقيم، ولا عِظَم محبّته في الملك المسيح.
+ وكان يرتِّل مع داود قائلاً: أحاط بي جميع الأمم، لكن باسم يسوع إلهي، انتقمت منهم.
+ عظيمة هي كرامتك، يا سيِّدي الملك جيؤرجيوس. المسيح يفرح معك، في أورشليم السمائيّة.
ربنا يسوع القائم من الأموات قادر أن يجدِّد فينا قوّة قيامته، لنعيش منتصرين على الخطيّة كلّ أيّام حياتنا، كما غلب الشهيد العظيم مارجرجس، ونال إكليل الشهادة والمجد..
نحتفل هذا اليوم بعيد استشهاد القديس العظيم مارجرجس أمير الشهداء.. وغالبًا يأتي هذا العيد سنويًّا في خلال فترة الخماسين المقدّسة التي نعيش فيها أفراح القيامة وغلبة الموت التي لنا في المسيح يسوع..
القدّيسون بوجه عام هم أيقونة جميلة للقيامة، ومن خلال حياتهم يمكننا أن نرى بوضوح قوّة القيامة وهي تشعّ منهم.. والحقيقة أنّ كل إنسان مسيحي هو إنسان حيّ بالمسيح وبقوّة قيامته التي نالها في المعموديّة.. وهذه القوّة، إذا كانت حيّة ومتجدِّدة فيه، ستحفظه من أن يهتزّ مهما كانت الآلام والمخاطر التي يتعرّض لها في رحلة غربته في هذا العالم..!
الشهيد العظيم مارجرجس كان شابًّا في العِشرينات من عمره مملوءًا بالحيوية، وواجه كمًّا هائلاً من التحدّيات والإهانات والعذابات، كانت كفيلة بكسر شخصيّته وإذلال إرادته وإطفاء هذه الحيويّة التي كانت
عنده.. ولكنّه كان يحملّ سِرًّا عجيبًا في داخله.. لقد كان مملوءًا بنوعٍ آخَر من الحيويّة، ليست حيويّة الشباب العاديّة، ولكنّها حيويّة روحيّة إلهيّة.. هي باختصار قوّة القيامة..! وهذا النوع من القوّة لا يمكن أن ينكسر أبدًا مهما كانت قسوة وفظاعة التحدّيات التي يواجهها الإنسان..!!
فمثلاً في حادثة السمّ الذي أُجبِرَ على تناوله.. كانت قوّة القيامة والحياة في داخله أقوى من مفعول السمّ المُميت الذي دخل بالفِعل إلى جسده..!
وفي قصّة الفتاة التي أدخلوها عليه في السجن لتُغريه بخلاعتها، كان يمكن أن يكون السجن في تلك الليلة هو القبر بالنسبة لمارجرجس إذا سقط في خطيّة الزنا، وبالتالي يكون هو النهاية لصموده البطولي.. ولكنّه كان يعلم أنّه بالصلاة تتجدّد في الإنسان قوّة القيامة التي لا تُقهَر، فأدار ظهره للإغراء ووقف بشجاعة للصلاة.. وبالفِعل نال قوّة القيامة والغلبة، لنفسه وأيضًا للفتاة المسكينة التي تابت على يديه، وقامت مع المسيح من حياتها الفاسدة، ثمّ صارت بعد ذلك شهيدة..!
وعندما ألبسوه حذاءً مملوءًا بالمسامير وأمروه بالجَرْي به، حتّى تمزّقت قدماه، كانت قوّة القيامة تسانده، فلم يشْكُ أو يتذمّر، بل كان سعيدًا مثل الآباء الرسل الذين عندما جلدوهم خرجوا فرحين إذ حُسِبوا مُستأهلين أن يهانوا من أجل المسيح ويتذوّقوا جانبًا صغيرًا مِمّا تألّم به لأجلهم (أع5: 41).. فمارجرجس أيضًا كان شاكرًا للمسيح أنّه أعطاه هذه البركة بأن تدخل المسامير في قدميه مثل إلهه ومخلّصه، وأن يُسفَك دمه من أجل فاديه الحبيب، الذي سفك دمه لكي يُنقذه من العبوديّة ويهبه حياة أبديّة..
أمّا عندما مدّدوه على السرير الحديدي وأوقدوا تحته النار لكي يُشوى جسده، فكان المسيح المُمَدّد على الصليب الغالب للآلام ماثلاً أمامه ويقوّيه بنعمة إلهيّة فائقة، لكي يصبر ويحتمل، فكان صمود مارجرجس سبب إيمان لكثيرين.. هذه هي قوّة القيامة الموهوبة لأبناء الله الذين يسيرون خلفه في الطريق الضيِّق حاملين الصليب..!
لقد مات مارجرجس ثلاثة مرّات بسبب العذابات الفظيعة، ولكنّه كان يقوم في كلّ مرّة من الموت بطريقة معجزيّة.. لقد كانت قوّة القيامة تُحييه، وتؤكّد أنّه بإيمانه بالمسيح يكون أقوى من الموت.
هذه القوّة غير العاديّة التي نراها في هذا البطل الروحاني.. هي التي عبّرت عنها الذكصولوجيّة البديعة التي نمجِّده بها قائلين:
+ سبع سنين أكملها، القديس جيؤرجيوس، والسبعون ملِكًا المنافقون يحكمون عليه كلّ يوم.
+ ولم يقدروا أن يُميلوا أفكاره، ولا إيمانه المستقيم، ولا عِظَم محبّته في الملك المسيح.
+ وكان يرتِّل مع داود قائلاً: أحاط بي جميع الأمم، لكن باسم يسوع إلهي، انتقمت منهم.
+ عظيمة هي كرامتك، يا سيِّدي الملك جيؤرجيوس. المسيح يفرح معك، في أورشليم السمائيّة.
ربنا يسوع القائم من الأموات قادر أن يجدِّد فينا قوّة قيامته، لنعيش منتصرين على الخطيّة كلّ أيّام حياتنا، كما غلب الشهيد العظيم مارجرجس، ونال إكليل الشهادة والمجد..
0 التعليقات:
إرسال تعليق