يشكل المسيحيون في إيران، جزءا من تكوين الحضارة الإيرانية عبر
التاريخ، وبالتالي فهم ليسوا حالة خاصة، مع العلم بأن عددهم تراجع كثيرا،
كما حصل مع جميع دول المشرق التي دخلت الإسلام في ظل الفتح الإسلامي. ويروي
مؤرخون، مع بعض الاختلافات، أن المسيحية دخلت إيران في أواسط القرن الثالث
الميلادي عن طريق المبشرين العراقيين، ولم يمض قرن حتى توسع فيها انتشار
المسيحية، ومنها انطلقت إرساليات تبشيرية إلى الهند والصين.
وتتباين حاليا الإحصاءات بشأن عدد المسيحيين إذا تتراوح بين 150 و300 ألف، وهم ينتمون إلى ثلاث كنائس رئيسية: الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، أكبر الكنائس الإيرانية، والكنيسة الآشورية، والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. ويشكل الأرمن العدد الأكبر من مسيحيي إيران، نظرا لأن أرمينيا، جارة إيران، تقع عند حدودها الشمالية، وهي تعتبر من أوائل الدول التي دخلتها المسيحية عام 66 ميلادي، واستمرت فيها.
وبحسب الإيرانيين فإن الشاه عباس الصفوي، سهّل دخول الأرمن إلى إيران عام 1587، وعملوا في مجالي التجارة والصرافة بشكل خاص، وقد أتاح لهم الشاه العيش ضمن القوانين والأنظمة القضائية الخاصة بالكنيسة الأرمنية المسيحية.
ولدى الأرمن حاليا نائبان في مجلس الشورى الإيراني، ومجمع آرارت الثقافي في طهران، وصحف ومجلات تصدر بلغتهم، بالإضافة إلى أكثر من 25 مدرسة تعلم اللغة والثقافة الأرمنية.
كما يدخل المسيحيون بجميع مذاهبهم إلى الجيش، ولديهم قوانينهم الخاصة في الإرث والأحوال الشخصية، ويحتفلون بجميع مناسباتهم الخاصة بهم سواء الدينية أو الشعبية أو الرسمية، فيما تخصص الحكومة الإيرانية ميزانية سنوية لترميم الكنائس المنتشرة في أنحاء البلاد.
ومن الكنائس المعروفة: سانت كاترينا في أصفهان، وكنيستا سانت جورج وفانك في طهران، والسيدة مريم في شيراز، وسانت مسروب في رشت، وكاتدرائية مار سركيس في طهران. وفي منطقة أرومية، بالقرب من الحدود مع أرمينيا، توجد كنيسة القديس تداوس، أقدم الكنائس الأرمنية، وعمرها 800 عام. ويعتقد أن القديس تداوس وهو أحد تلامذة المسيح دفن في أرضها، لذلك تشكل مقصدا للأرمن والسياح من جميع أنحاء العالم.
أما في طهران، فتعتبر كنيسة مار سركيس من الكنائس الحديثة، وقد بنيت في السبعينيات. ويوضح رئيس أساقفة الأرمن الأرثوذكس في طهران وشمال إيران المطران سيبوه سركيسيان خلال لقاء جرى معه في الكنيسة، أنه توجد محطات عدة مشتركة بين أرمينيا وإيران عبر التاريخ، لأنهما بلدان جاران، وتبعا لذلك حصل بينهما تبادل تجاري وثقافي وعسكري واقتصادي وسياسي، مشيرا إلى أنه يعيش في إيران حاليا ما يقارب مئة ألف إيراني من أصل أرمني، يتمركزون في ثلاث مناطق رئيسية، ولديهم ثلاث أبرشيات، وهي: طهران حيث يعيش 75 ألف أرمني، ثم أصفهان، وتبريز، كما يوجد عدد منهم في شيراز والأهواز في الجنوب.
ويقول سركيسيان إنه بعد الثورة الإسلامية، تغيرت حياة المسيحيين في إيران، كما تغيرت حياة بقية المواطنين، وقد شعر المسيحيون بالقلق لأن بعض شخصيات الثورة الإسلامية كانت من المتعصبة للإسلام، فهاجر عدد منهم إيران، مثلما هاجرها إيرانيون آخرون، لكن بعد توجيهات الإمام الخميني بعدم التعرض للمسيحيين، ومرور السنوات، عاد المسيحيون للتكيف مع نمط الحياة الجديدة.
ويضيف ان وضع الأقليات في إيران يتجه نحو الأفضل، وقد أصبحوا أكثر راحة في ممارسة عادتهم وتقاليدهم، لكن المشاكل الاقتصادية تطالهم كما تطال غيرهم من السكان، وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية.
ويجب على المرأة المسيحية في إيران ارتداء غطاء الرأس في الأماكن العامة، كما باقي النساء اللواتي يقمن فيها أو يزرنها، لكن الغطاء يكون شكليا في الواقع، وتستطيع النساء نزعه في حرم الكنائس وفي المجمعات الثقافية المسيحية.
اما بالنسبة لوضع المسيحيين في الدول العربية، فيقول سركيسيان إن قلق المسيحيين، ناتج من خوفهم من التطرف الديني، لكن على ما يبدو لن تكون في مصر مثلا حكومة إسلامية، ولا في تونس، مع العلم بأن للدين مكانته الخاصة في النظام، لذلك فعلى المسيحيين الوعي تجاه الوضع الجديد، وعدم الهجرة إلى الغرب لأن الحياة الفردوسية لا تنتظرهم هناك.
ويعتبر سركيسيان إن كل ما يسمع عن إيران من خارجها ليس صحيحا وعلى المرء زيارتها للتعرف إليها على حقيقتها، فهي بلد التعددية منذ القدم، وبعد الثورة حصل نوع من الانفتاح والتفاهم بين أتباع جميع الأديان، مشيرا إلى أن الأرمن قدموا شهداء في الحرب العراقية الإيرانية.
لكن لدى سؤاله عما إذا كان يوجد تمييز في المعاملة تجاه المسيحيين، سأل ما إذا كان يوجد بلد في العالم لا يمارس التمييز العرقي أو الديني أو القومي، معتبرا أن التمييز في إيران مقبول.
وقد ولد سركيسيان في سوريا، وترعرع في لبنان، وتتبع الكنيسة الأرمنية في إيران للكنيسة في لبنان، وليس أرمينيا.
وتشكل منطقة أرومية موطن الآشوريين الرئيسي، وقد وفدوا إلى إيران من بلاد ما بين النهرين حيث يتواجدون منذ ما قبل الميلاد بأربعة قرون. ويقارب عددهم حاليا العشرين ألفا، بينهم خمسة آلاف في أرومية، حيث تنتشر ثمانون كنيسة مسيحية، الأمر الذي يدل على تواجد المسيحيين الكثيف فيها تاريخيا.
وتعتبر كنيسة الأم مريم للآشوريين من الكنائس القديمة التي تأسست في العام 644 ميلادي. وقد أوضح راعي الكنيسة الكاهن داريوش عازيزيان أن الآشوريين موجودون في إيران منذ ألفي عام، ونظرا لقدمهم لديهم موقع في الدستور الإيراني، وهم يمارسون عاداتهم وتقاليدهم بحرية، ويعلمون تلامذة الكنائس الكتاب المقدس واللغة الآشورية.
ويوضح عازيزيان أن السريان والآشور من قومية واحدة، لكنهم انفصلوا عن بعضهم في القرن الرابع الميلادي، ولدى الآشور طقوسهم الدينية الأشبه بطقوس الكاثوليك، بينما تتبع الكنيسة الآشورية للبطريرك ماردنخاه الموجود في الولايات المتحدة.
في كنيسة مار سركيس الآشورية، التي تقع على تلة تشرف على مدينة أرومية، تمتزج في أرضها الخصبة الأعشاب البرية والأشجار الشديدة النمو، وقد بنيت الكنيسة في العهد الساساني، أوائل القرن الثالث الميلادي، ولا يزال يتواجد حولها ثلاثة عشر منزلا فقط للمسيحيــين، بينما يقصدها السياح لقدمها، لذلك يقام فيها القداس يوم الجمعة، من أجل مشاركة السكان في قداس كنيسة السيدة مريم يوم الأحد.
وتتباين حاليا الإحصاءات بشأن عدد المسيحيين إذا تتراوح بين 150 و300 ألف، وهم ينتمون إلى ثلاث كنائس رئيسية: الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، أكبر الكنائس الإيرانية، والكنيسة الآشورية، والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية. ويشكل الأرمن العدد الأكبر من مسيحيي إيران، نظرا لأن أرمينيا، جارة إيران، تقع عند حدودها الشمالية، وهي تعتبر من أوائل الدول التي دخلتها المسيحية عام 66 ميلادي، واستمرت فيها.
وبحسب الإيرانيين فإن الشاه عباس الصفوي، سهّل دخول الأرمن إلى إيران عام 1587، وعملوا في مجالي التجارة والصرافة بشكل خاص، وقد أتاح لهم الشاه العيش ضمن القوانين والأنظمة القضائية الخاصة بالكنيسة الأرمنية المسيحية.
ولدى الأرمن حاليا نائبان في مجلس الشورى الإيراني، ومجمع آرارت الثقافي في طهران، وصحف ومجلات تصدر بلغتهم، بالإضافة إلى أكثر من 25 مدرسة تعلم اللغة والثقافة الأرمنية.
كما يدخل المسيحيون بجميع مذاهبهم إلى الجيش، ولديهم قوانينهم الخاصة في الإرث والأحوال الشخصية، ويحتفلون بجميع مناسباتهم الخاصة بهم سواء الدينية أو الشعبية أو الرسمية، فيما تخصص الحكومة الإيرانية ميزانية سنوية لترميم الكنائس المنتشرة في أنحاء البلاد.
ومن الكنائس المعروفة: سانت كاترينا في أصفهان، وكنيستا سانت جورج وفانك في طهران، والسيدة مريم في شيراز، وسانت مسروب في رشت، وكاتدرائية مار سركيس في طهران. وفي منطقة أرومية، بالقرب من الحدود مع أرمينيا، توجد كنيسة القديس تداوس، أقدم الكنائس الأرمنية، وعمرها 800 عام. ويعتقد أن القديس تداوس وهو أحد تلامذة المسيح دفن في أرضها، لذلك تشكل مقصدا للأرمن والسياح من جميع أنحاء العالم.
أما في طهران، فتعتبر كنيسة مار سركيس من الكنائس الحديثة، وقد بنيت في السبعينيات. ويوضح رئيس أساقفة الأرمن الأرثوذكس في طهران وشمال إيران المطران سيبوه سركيسيان خلال لقاء جرى معه في الكنيسة، أنه توجد محطات عدة مشتركة بين أرمينيا وإيران عبر التاريخ، لأنهما بلدان جاران، وتبعا لذلك حصل بينهما تبادل تجاري وثقافي وعسكري واقتصادي وسياسي، مشيرا إلى أنه يعيش في إيران حاليا ما يقارب مئة ألف إيراني من أصل أرمني، يتمركزون في ثلاث مناطق رئيسية، ولديهم ثلاث أبرشيات، وهي: طهران حيث يعيش 75 ألف أرمني، ثم أصفهان، وتبريز، كما يوجد عدد منهم في شيراز والأهواز في الجنوب.
ويقول سركيسيان إنه بعد الثورة الإسلامية، تغيرت حياة المسيحيين في إيران، كما تغيرت حياة بقية المواطنين، وقد شعر المسيحيون بالقلق لأن بعض شخصيات الثورة الإسلامية كانت من المتعصبة للإسلام، فهاجر عدد منهم إيران، مثلما هاجرها إيرانيون آخرون، لكن بعد توجيهات الإمام الخميني بعدم التعرض للمسيحيين، ومرور السنوات، عاد المسيحيون للتكيف مع نمط الحياة الجديدة.
ويضيف ان وضع الأقليات في إيران يتجه نحو الأفضل، وقد أصبحوا أكثر راحة في ممارسة عادتهم وتقاليدهم، لكن المشاكل الاقتصادية تطالهم كما تطال غيرهم من السكان، وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية.
ويجب على المرأة المسيحية في إيران ارتداء غطاء الرأس في الأماكن العامة، كما باقي النساء اللواتي يقمن فيها أو يزرنها، لكن الغطاء يكون شكليا في الواقع، وتستطيع النساء نزعه في حرم الكنائس وفي المجمعات الثقافية المسيحية.
اما بالنسبة لوضع المسيحيين في الدول العربية، فيقول سركيسيان إن قلق المسيحيين، ناتج من خوفهم من التطرف الديني، لكن على ما يبدو لن تكون في مصر مثلا حكومة إسلامية، ولا في تونس، مع العلم بأن للدين مكانته الخاصة في النظام، لذلك فعلى المسيحيين الوعي تجاه الوضع الجديد، وعدم الهجرة إلى الغرب لأن الحياة الفردوسية لا تنتظرهم هناك.
ويعتبر سركيسيان إن كل ما يسمع عن إيران من خارجها ليس صحيحا وعلى المرء زيارتها للتعرف إليها على حقيقتها، فهي بلد التعددية منذ القدم، وبعد الثورة حصل نوع من الانفتاح والتفاهم بين أتباع جميع الأديان، مشيرا إلى أن الأرمن قدموا شهداء في الحرب العراقية الإيرانية.
لكن لدى سؤاله عما إذا كان يوجد تمييز في المعاملة تجاه المسيحيين، سأل ما إذا كان يوجد بلد في العالم لا يمارس التمييز العرقي أو الديني أو القومي، معتبرا أن التمييز في إيران مقبول.
وقد ولد سركيسيان في سوريا، وترعرع في لبنان، وتتبع الكنيسة الأرمنية في إيران للكنيسة في لبنان، وليس أرمينيا.
وتشكل منطقة أرومية موطن الآشوريين الرئيسي، وقد وفدوا إلى إيران من بلاد ما بين النهرين حيث يتواجدون منذ ما قبل الميلاد بأربعة قرون. ويقارب عددهم حاليا العشرين ألفا، بينهم خمسة آلاف في أرومية، حيث تنتشر ثمانون كنيسة مسيحية، الأمر الذي يدل على تواجد المسيحيين الكثيف فيها تاريخيا.
وتعتبر كنيسة الأم مريم للآشوريين من الكنائس القديمة التي تأسست في العام 644 ميلادي. وقد أوضح راعي الكنيسة الكاهن داريوش عازيزيان أن الآشوريين موجودون في إيران منذ ألفي عام، ونظرا لقدمهم لديهم موقع في الدستور الإيراني، وهم يمارسون عاداتهم وتقاليدهم بحرية، ويعلمون تلامذة الكنائس الكتاب المقدس واللغة الآشورية.
ويوضح عازيزيان أن السريان والآشور من قومية واحدة، لكنهم انفصلوا عن بعضهم في القرن الرابع الميلادي، ولدى الآشور طقوسهم الدينية الأشبه بطقوس الكاثوليك، بينما تتبع الكنيسة الآشورية للبطريرك ماردنخاه الموجود في الولايات المتحدة.
في كنيسة مار سركيس الآشورية، التي تقع على تلة تشرف على مدينة أرومية، تمتزج في أرضها الخصبة الأعشاب البرية والأشجار الشديدة النمو، وقد بنيت الكنيسة في العهد الساساني، أوائل القرن الثالث الميلادي، ولا يزال يتواجد حولها ثلاثة عشر منزلا فقط للمسيحيــين، بينما يقصدها السياح لقدمها، لذلك يقام فيها القداس يوم الجمعة، من أجل مشاركة السكان في قداس كنيسة السيدة مريم يوم الأحد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق