كتب نادر شكرى
بعد حالة الغموض التى أحاطت بمصير الحوار بين جماعة الإخوان والكنيسة الأرثوذكسية، أعلن بعض رموز أقباط المهجر استعدادهم للحوار مع جماعة الإخوان المسلمين، بشأن الأوضاع المصرية بعد ثورة 25 يناير.
وأكدت قيادات قبطية تعيش فى أوروبا؛ أن الواقع الحالى أعطى مزيدا من الحريات وفرصة لإعادة الحديث عن الحوار بين جميع الفصائل المختلفة، وذكر فريق كبير من
أقباط المهجر أن عهد الإقصاء والخصام بين المصريين انتهى بانتهاء النظام السابق، خاصة بعد رغبة الإخوان التحول إلى العمل السلمى الشرعى وإنشاء حزب سياسى، لكنهم أبدوا مطالب بضرورة تنازل الإخوان عن الإستراتيجية والأفكار القديمة، وتغيير مفاهيمهم نحو قيم الحداثة والمواطنة والحوار على أسس مدنية وليس خلاف عقائدى.
وأعلن الدكتور نبيل عبد الملك رئيس المنظمة الكندية المصرية لحقوق الإنسان أول مبادرة للحوار مع جماعة الإخوان المسلمين بعدما شهدت الساحة المصرية تغيرات إيجابية بعد الثورة، وأضاف ل"اليوم السابع" أن قطاعاً كبيراً من أقباط المهجر على استعداد للحوار مع الإخوان، طالما أن هذا كان مفيدا وفى صالح الوطن للوصول إلى توافق وطنى حول القضايا الرئيسية المثارة فى المجتمع، موضحاً فى الوقت ذاته بأنه يوجد تنسيق كبير مع التيار الليبرالى المصرى لضمان التزام الجماعة وحزبها السياسى المرتقب بالتطبيق الأمين لمفهوم ومبادئ المواطنة.
وأضاف عبد الملك أن الفترة الحالية تسمح بإمكانية الحوار مع جميع الأطراف والفصائل السياسية، مشيرا إلى أن القطيعة لا تفيد وتساهم فى زيادة حدة الخلاف والاحتقان، قائلا" إذا كانت هناك مواقف مرفوضة من قبل جماعة الإخوان، فربما الحوار يمكننا من التلاقى فى نقاط اتفاق تصل بنا أرضية مشتركة حول مبادئ الدولة الحديثة".
ويتفق مع هذه المبادرة "البير طانيوس" رئيس جمعية الصداقة المصرية الفرنسية، ومقرها باريس، حيث أكد أنه لا يرفض الحوار مع الإخوان المسلمين ولا يرفض الحوار مع أى فصيل، لان لغة الحوار هى أساس التنمية البشرية، إلا أن طانيوس وضع بعض الشروط لإجراء الحوار مع جماعة الإخوان ومنها أن يعترف الإخوان بالحوار على أرضية مدنية أساسها قيم المواطنة، وان تكون هناك قواعد أساسية لاحترام الحوار، وأن يعترف الإخوان بمواطنة أقباط المهجر وأنهم مصريين لهم كامل الحقوق، بالإضافة إلى ضرورة الالتقاء على أساس الدولة المدنية بعيدا عن المرجعية الدينية.
وطالب طانيوس الإخوان بالإيمان أولا بقيمة الحوار وأنهم على استعداد لقبول الآراء الأخرى، وإمكانية تغير اتجاهاتهم بهدف تحقيق نتائج مشتركة، وتغير صورتهم القديمة التى تقوم على مصلحتهم قبل مصلحة الوطن.
يأتى ذلك وسط تحفظ البعض من أقباط المهجر على الحوار مع الإخوان منهم مدحت قلادة رئيس اتحاد المنظمات القبطية الأوروبية و د.كمال عبد النور رئيس الهيئة القبطية بالنمسا و الدكتور نبيل اسعد رئيس اتحاد الأقليات من اجل السلام بأمريكا، وعزت بولس رئيس موقع أقباط متحدون بسويسرا، والدكتور إبراهيم حبيب بانجلترا،ومبررهم فى ذلك الخلفية القديمة للإخوان ، فقد سبق إجراء عدد من الحوارات بين الإخوان والأقباط ولم تكتمل للنهاية، بسبب ما وصفوه بتعنت الإخوان والإصرار على مواقفهم ومبادئهم القديمة من الناحية السياسية، معتبرين أن أيدلوجية الإخوان تختلف مع المسلمين قبل المسيحيين فهم يعتبرون غيرهم من المسلمون اقل إيمان واقل عقيدة.
اليوم السابع
0 التعليقات:
إرسال تعليق