«مبارك تحول إلى فرعون عقب حرب الخليج، زوجته بعد أن كانت متواضعة فى بداية حكمه تحولت مع الأيام إلى التسلط والغرور»، هكذا قيّمت الدكتورة منى مكرم عبيد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية،
الرئيس السابق وزوجته، من واقع خبرتها واتصالها بدوائر صنع القرار فى مصر.
عبيد التى «دفعت ضريبة حرصها على أن تكون مستقلة وغير تابعة للنظام» بحسب قولها، تناولت فى حوارها مع «الشروق»، موقفها من الثورة، وجهودها «للمشاركة بصورة فعالة فى الانجازات»، كاشفة عن أن أسامة الباز «كان صاحب نظرية دخول جمال مبارك العمل العام».
● هل اعترضت على نتيجة الاستفتاء؟
ــ لم أعترض لأن الاستفتاء تم فى اجواء ديمقراطية.. صحيح أن هناك من حشد لـ «نعم» من منظور دينى وهذا خطأ وخطر، ولكن ابسط قواعد الديمقراطية هو الاحتكام للصندوق طالما ان الصندوق كان شفافا ونزيها.
● إلى أين تتجه مصر بعد الاستفتاء من وجهة نظرك؟
ــ نحن فى المرحلة الثالثة من الثورة ولذلك لابد من رسم خارطة طريق لمصر الجديدة حتى نصل إلى عقد اجتماعى جديد ودولة مدنية وديمقراطية، وفى هذا الصدد أسسنا جبهة للدفاع عن الدولة المدنية ولدينا 5000 عضو على الموقع الإلكترونى «فيس بوك»، انضموا للجبهة.
● تقييمك لأداء وزارة الدكتور عصام شرف؟
ــ أولا الدكتور عصام شرف رجل ممتاز بمعنى الكلمة، ونزيه وثورى ومخلص، وبسبب إخلاصه للثورة ولمبادئه ستتغير امور كثيرة وسنتغلب على المؤامرات التى تحاك ضد الثورة من قبل فلول أمن الدولة والحزب الوطنى وبعض المتطرفين، وكنت التقيت به قبل أيام ضمن وفد نسائى.
وعرضنا عليه آنذاك ما نعد له من حملة دولية لإسقاط ديون مصر والتى طلبت من وفد البرلمان الأوروبى الذى زار مصر مؤخرا اسقاطها.
● متى نزلت ميدان التحرير وما هو أكثر ما لفت انتباهك؟
ــ كنت فى الخارج فى بداية الثورة وبمجرد وصولى إلى القاهرة توجهت إلى ميدان التحرير، وقتما كانت الثورة مشتعلة، ولم أصدق نفسى وأنا أرى الشباب يتحدى الموت والخوف.. إنهم أفضل منا مئات المرات.. أعطونا دروسا سيسجلها التاريخ فى الوطنية والانتماء والتضحية من أجل الوطن.
ومن أكثر المشاهد التى أثرت فى نفسى هو ما سمعته من شاب إخوانى ملتحٍ كان يتناقش مع أحد أصدقائه عن الفتيات اللاتى يبتن فى ميدان التحرير من أجل نجاح الثورة فقال له: أى بنت أو ولد أو مسيحى أو حتى يهودى جاء إلى ميدان التحرير من أجل اسقاط مبارك فإن دمه يجرى فى دمى. لقد شعرت بصدق كل كلمة ينطق بها الشاب، وهذه هى مصر الجديدة بعيدا عن مصر مبارك التى كانت مليئة بالدسائس والمؤامرات والشحن الطائفى والاجتماعى.
● كيف تنظرين إلى التحولات التى شهدها حكم الرئيس السابق حتى وصل إلى مرحلة الانهيار الكامل؟
ــ سوزان مبارك كانت مسيطرة على كل شىء، تعرفت عليها عام 1990 وكانت سيدة لطيفة عادية وحينما تم تعيينى فى البرلمان ذهبت لزيارتها ولأسألها عن برامج التنمية. واستقبلتنا استقبالا طيبا وكانت متواضعة ولكن بعد حرب الخليج تغيرت تماما هى وزوجها. فحينما أدرك مبارك ان أمريكا فى حاجة إليه أثناء الحرب، بدأ (يتفرعن) وتحول من رئيس متواضع يعمل من أجل مصلحة شعبه إلى فرعون، فمبارك قبل حرب الخليج كان ودودا ويتعامل بأبوية وكان إنسانا بسيطا ويستقبل الأدباء والمفكرين، ولم تشهد البلاد فى بداية حكمه أية أحداث طائفية، ولكنه ومنذ الفترة الثالثة تعالى على المثقفين والمفكرين وهيأ له من حوله انه إله.
● وهل وصلت هذه التغيرات إلى زوجته؟
ــ بالضبط.. تغيرت هى الأخرى وبدأت تتعامل مع المصريين على أنهم رعاياها وأصبحت تختار أعضاء المجلس القومى للمرأة، وكل أعضاء المجالس الأخرى وبدأت تظهر فى الصحافة بكثافة لدرجة ان لطفى الخولى ذهب إلى صفوت الشريف وقال له انتم كده بتضروا الست دى.. الناس زهقت من صورها فى الجرائد».
● من هم الوزراء الذين عينتهم (الهانم)؟
ــ على رأسهم فاروق حسنى وحسين كامل بهاء الدين وأنس الفقى الذى كان يقدم لها هدايا ثمينة، ومحمود الشريف، وسمعت أنها كانت تحب تعين الدكاترة لأن والدها كان دكتورا، وكانت تحصل على تبرعات من رجال الأعمال لمشروعاتها الخيرية.. باختصار سيطرت على 3/4 الحياة السياسية، وهى التى وقفت فى البداية وراء دفع ابنها جمال لتولى الحكم خلفا لأبيه، وللأسف الدكتور أسامة الباز كان له دور فى فكرة تصدير جمال مبارك للمشهد السياسى.
● تواجهين دائما اتهامات بالإمساك بالعصا من المنتصف فما ردك؟
ــ لم اسع لإقامة علاقات مع قيادات بالنظام، ولكن كان عندى أصدقاء من الحزب من بينهم حسام بدراوى ودينا الخواجة وسلوى شعراوى وجمعة ومصطفى الفقى ومحمد عبداللاه.
● وماذا عن زيارتك لعادلى حسين محافظ القليوبية للتنسيق معه أثناء انتخابات مجلس الشعب؟
ــ كما زرت عدلى حسين زرت الكنائس وزرت أناسا من الحزب الوطنى واتصلت بالإخوان لأننى كنت مرشحة كوتة فى المحافظة كلها، وكان تحركى على مستوى المحافظة بالكامل وليس على مستوى دائرة.
● وما رأيك فى هؤلاء: جمال مبارك، حبيب العادلى، أحمد عز؟
ــ حبيب العادلى مغرور وكان يبتسم دائما فى وجهى قائلا «صباح الخير» حينما كان يلعب «تنس» فى نادى الجزيرة مع أحد أصدقائه، ولكن تغير تماما بعد انضمامى لحزب الغد وكلما رآنى تجهم وأدار وجهه.
أما جمال مبارك فكان مصابا بالعنجهية والغطرسة وهو الذى ضيع والده، وأحمد عز كان أكثر ذكاء من جمال وكان «شاطر» جدا ويخطط لأن يكون رئيس مصر بعد مبارك فكل خيوط اللعبة تجمعت فى يد عز، وكان على علاقة قوية بكل قواعد الحزب الوطنى وهو شخص شاطر فى التنظيم والإدارة وكان ينفق على الحزب من ماله الخاص وكان يعرف ان جمال مبارك مكروه فى الشارع، وينتظر الوقت المناسب ليرشح نفسه عن الحزب الوطنى بعد تنحى مبارك.
● وماذا عن فتحى سرور وزكريا عزمى؟
ــ سرور كان بيتخانق مع كمال الشاذلى لما يسافروا بره على حساب مجلس الشعب على مين اللى اشترى حاجات أكتر ومين اللى عنده عربية أكبر وكانوا بيكرهوا بعض كره العمى، أما زكريا عزمى فقد وشى بى عند مبارك حينما رفضت بيان الحكومة فى إحدى المرات وقال للرئيس: شوفت اللى رشحهالك مصطفى الفقى وأسامة الباز عملت ايه، فقد كنت محسوبة على الباز والفقى، فاتصل بى الفقى الساعة الثالثة فجرا وقال لى: إيه اللى أنتى عملتيه ده.. الهانم فى قمة الغضب منك ازاى تبقى متعينة بقرار جمهورى وترفضى بيان الحكومة».
● هل كان مبارك سينفذ وعوده إذا عاد الثوار إلى بيوتهم وتركوا ميدان التحرير؟
ــ بالعكس نظام مبارك كان سيسحل الثوار والشباب إذا لم تكن الثورة أطاحت به، وكنا سنرى أياما سوداء تعيدنا إلى القرون الوسطى، وصمود الشباب أذهل العالم واسقط الطاغية.
فنظام مبارك كان يعتقل مصر كلها خلف أسوار الخوف والقهر والطائفية والطغيان وهو النظام الذى أجبر الأقباط على الانعزال خلف أسوار الكنيسة وحينما سقط هذا النظام ظهرت مصر الحقيقة التى لم يلق فيها حجر واحد على كنيسة طول فترة ا
الرئيس السابق وزوجته، من واقع خبرتها واتصالها بدوائر صنع القرار فى مصر.
عبيد التى «دفعت ضريبة حرصها على أن تكون مستقلة وغير تابعة للنظام» بحسب قولها، تناولت فى حوارها مع «الشروق»، موقفها من الثورة، وجهودها «للمشاركة بصورة فعالة فى الانجازات»، كاشفة عن أن أسامة الباز «كان صاحب نظرية دخول جمال مبارك العمل العام».
● هل اعترضت على نتيجة الاستفتاء؟
ــ لم أعترض لأن الاستفتاء تم فى اجواء ديمقراطية.. صحيح أن هناك من حشد لـ «نعم» من منظور دينى وهذا خطأ وخطر، ولكن ابسط قواعد الديمقراطية هو الاحتكام للصندوق طالما ان الصندوق كان شفافا ونزيها.
● إلى أين تتجه مصر بعد الاستفتاء من وجهة نظرك؟
ــ نحن فى المرحلة الثالثة من الثورة ولذلك لابد من رسم خارطة طريق لمصر الجديدة حتى نصل إلى عقد اجتماعى جديد ودولة مدنية وديمقراطية، وفى هذا الصدد أسسنا جبهة للدفاع عن الدولة المدنية ولدينا 5000 عضو على الموقع الإلكترونى «فيس بوك»، انضموا للجبهة.
● تقييمك لأداء وزارة الدكتور عصام شرف؟
ــ أولا الدكتور عصام شرف رجل ممتاز بمعنى الكلمة، ونزيه وثورى ومخلص، وبسبب إخلاصه للثورة ولمبادئه ستتغير امور كثيرة وسنتغلب على المؤامرات التى تحاك ضد الثورة من قبل فلول أمن الدولة والحزب الوطنى وبعض المتطرفين، وكنت التقيت به قبل أيام ضمن وفد نسائى.
وعرضنا عليه آنذاك ما نعد له من حملة دولية لإسقاط ديون مصر والتى طلبت من وفد البرلمان الأوروبى الذى زار مصر مؤخرا اسقاطها.
● متى نزلت ميدان التحرير وما هو أكثر ما لفت انتباهك؟
ــ كنت فى الخارج فى بداية الثورة وبمجرد وصولى إلى القاهرة توجهت إلى ميدان التحرير، وقتما كانت الثورة مشتعلة، ولم أصدق نفسى وأنا أرى الشباب يتحدى الموت والخوف.. إنهم أفضل منا مئات المرات.. أعطونا دروسا سيسجلها التاريخ فى الوطنية والانتماء والتضحية من أجل الوطن.
ومن أكثر المشاهد التى أثرت فى نفسى هو ما سمعته من شاب إخوانى ملتحٍ كان يتناقش مع أحد أصدقائه عن الفتيات اللاتى يبتن فى ميدان التحرير من أجل نجاح الثورة فقال له: أى بنت أو ولد أو مسيحى أو حتى يهودى جاء إلى ميدان التحرير من أجل اسقاط مبارك فإن دمه يجرى فى دمى. لقد شعرت بصدق كل كلمة ينطق بها الشاب، وهذه هى مصر الجديدة بعيدا عن مصر مبارك التى كانت مليئة بالدسائس والمؤامرات والشحن الطائفى والاجتماعى.
● كيف تنظرين إلى التحولات التى شهدها حكم الرئيس السابق حتى وصل إلى مرحلة الانهيار الكامل؟
ــ سوزان مبارك كانت مسيطرة على كل شىء، تعرفت عليها عام 1990 وكانت سيدة لطيفة عادية وحينما تم تعيينى فى البرلمان ذهبت لزيارتها ولأسألها عن برامج التنمية. واستقبلتنا استقبالا طيبا وكانت متواضعة ولكن بعد حرب الخليج تغيرت تماما هى وزوجها. فحينما أدرك مبارك ان أمريكا فى حاجة إليه أثناء الحرب، بدأ (يتفرعن) وتحول من رئيس متواضع يعمل من أجل مصلحة شعبه إلى فرعون، فمبارك قبل حرب الخليج كان ودودا ويتعامل بأبوية وكان إنسانا بسيطا ويستقبل الأدباء والمفكرين، ولم تشهد البلاد فى بداية حكمه أية أحداث طائفية، ولكنه ومنذ الفترة الثالثة تعالى على المثقفين والمفكرين وهيأ له من حوله انه إله.
● وهل وصلت هذه التغيرات إلى زوجته؟
ــ بالضبط.. تغيرت هى الأخرى وبدأت تتعامل مع المصريين على أنهم رعاياها وأصبحت تختار أعضاء المجلس القومى للمرأة، وكل أعضاء المجالس الأخرى وبدأت تظهر فى الصحافة بكثافة لدرجة ان لطفى الخولى ذهب إلى صفوت الشريف وقال له انتم كده بتضروا الست دى.. الناس زهقت من صورها فى الجرائد».
● من هم الوزراء الذين عينتهم (الهانم)؟
ــ على رأسهم فاروق حسنى وحسين كامل بهاء الدين وأنس الفقى الذى كان يقدم لها هدايا ثمينة، ومحمود الشريف، وسمعت أنها كانت تحب تعين الدكاترة لأن والدها كان دكتورا، وكانت تحصل على تبرعات من رجال الأعمال لمشروعاتها الخيرية.. باختصار سيطرت على 3/4 الحياة السياسية، وهى التى وقفت فى البداية وراء دفع ابنها جمال لتولى الحكم خلفا لأبيه، وللأسف الدكتور أسامة الباز كان له دور فى فكرة تصدير جمال مبارك للمشهد السياسى.
● تواجهين دائما اتهامات بالإمساك بالعصا من المنتصف فما ردك؟
ــ لم اسع لإقامة علاقات مع قيادات بالنظام، ولكن كان عندى أصدقاء من الحزب من بينهم حسام بدراوى ودينا الخواجة وسلوى شعراوى وجمعة ومصطفى الفقى ومحمد عبداللاه.
● وماذا عن زيارتك لعادلى حسين محافظ القليوبية للتنسيق معه أثناء انتخابات مجلس الشعب؟
ــ كما زرت عدلى حسين زرت الكنائس وزرت أناسا من الحزب الوطنى واتصلت بالإخوان لأننى كنت مرشحة كوتة فى المحافظة كلها، وكان تحركى على مستوى المحافظة بالكامل وليس على مستوى دائرة.
● وما رأيك فى هؤلاء: جمال مبارك، حبيب العادلى، أحمد عز؟
ــ حبيب العادلى مغرور وكان يبتسم دائما فى وجهى قائلا «صباح الخير» حينما كان يلعب «تنس» فى نادى الجزيرة مع أحد أصدقائه، ولكن تغير تماما بعد انضمامى لحزب الغد وكلما رآنى تجهم وأدار وجهه.
أما جمال مبارك فكان مصابا بالعنجهية والغطرسة وهو الذى ضيع والده، وأحمد عز كان أكثر ذكاء من جمال وكان «شاطر» جدا ويخطط لأن يكون رئيس مصر بعد مبارك فكل خيوط اللعبة تجمعت فى يد عز، وكان على علاقة قوية بكل قواعد الحزب الوطنى وهو شخص شاطر فى التنظيم والإدارة وكان ينفق على الحزب من ماله الخاص وكان يعرف ان جمال مبارك مكروه فى الشارع، وينتظر الوقت المناسب ليرشح نفسه عن الحزب الوطنى بعد تنحى مبارك.
● وماذا عن فتحى سرور وزكريا عزمى؟
ــ سرور كان بيتخانق مع كمال الشاذلى لما يسافروا بره على حساب مجلس الشعب على مين اللى اشترى حاجات أكتر ومين اللى عنده عربية أكبر وكانوا بيكرهوا بعض كره العمى، أما زكريا عزمى فقد وشى بى عند مبارك حينما رفضت بيان الحكومة فى إحدى المرات وقال للرئيس: شوفت اللى رشحهالك مصطفى الفقى وأسامة الباز عملت ايه، فقد كنت محسوبة على الباز والفقى، فاتصل بى الفقى الساعة الثالثة فجرا وقال لى: إيه اللى أنتى عملتيه ده.. الهانم فى قمة الغضب منك ازاى تبقى متعينة بقرار جمهورى وترفضى بيان الحكومة».
● هل كان مبارك سينفذ وعوده إذا عاد الثوار إلى بيوتهم وتركوا ميدان التحرير؟
ــ بالعكس نظام مبارك كان سيسحل الثوار والشباب إذا لم تكن الثورة أطاحت به، وكنا سنرى أياما سوداء تعيدنا إلى القرون الوسطى، وصمود الشباب أذهل العالم واسقط الطاغية.
فنظام مبارك كان يعتقل مصر كلها خلف أسوار الخوف والقهر والطائفية والطغيان وهو النظام الذى أجبر الأقباط على الانعزال خلف أسوار الكنيسة وحينما سقط هذا النظام ظهرت مصر الحقيقة التى لم يلق فيها حجر واحد على كنيسة طول فترة ا
0 التعليقات:
إرسال تعليق