الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها .حتي هذه العبارة التي تتردد في المراجع العربية غير مؤكدة.. أقصد غير مؤكد ثبوتها عن النبي- صلي الله عليه وسلم-.. فمازلنا نخرج وندخل الي عبارات غامضة من مثل ما أورده الشيخ المحدث إسماعيل بن محمد العجلوني في كتابه كشف الخفاء رواه الرافعي في اماليه عن أنس.
وعن حذيفة بن اليمان وان نعيم بن حماد في كتاب الفتن عن ابن عمر بلفظ إن الفتنة راتعة في بلاد الله تطأ في خطامها لا يحل لأحد أن يوقظها ويل لمن أخذ بخطامهافضلا عما عرفناه من كتابات الألباني..
وحتي ردود افعال هذا المعني بعد حادث الاسكندرية وفي الكنائس العراقية ليست واعية بالقدر الكافي علي مواقع شخصية وغير شخصية عبر صفحات وحوارات وتعليقات- فضلا عن دلالة طرح صور او بعض الفيديوهات-.. علي عديد من هذه المواقع الاجتماعية في الفضاء الإلكتروني, فاذا تنبهنا إلي ان الغالبية العظمي من شبابنا ومتعلمينا ينتشرون ويعبرون عن أنفسهم في هذا الفضاء لانتهينا إلي هذه الحيرة التي نواجهها عبر هذا الفضاء الإلكتروني ورموزه أمامنا..
مرادفات ومصطلحات غامضة كثيرة في الماضي والحاضر..
أقول, حتي هذه العبارة الدالة نختلف حولها كثيرا في كتاباتنا ومصادرنا بل وفي حياتنا وهو بعض ماعرفناه من هذا الحادث الدامي- بإمبابة- في الفترة الاخيرة..
وقد يكون الخلاف او الاختلاف مهما للوصول إلي الصواب; لكن أن يتحول المصير إلي واقع نختلف حوله وعنه, فهو ما لم أستطع فهمه مما يحدث حولنا, فالفتنة- وأنا هنا أحاور مثقفينا ومتعلمينا وعلماءنا وشبابنا- هي نموذج مبكر من الفوضي التي تصنع بيننا الآن; هذه الفوضيغير الخلاقة التي تتربع في عالمنا هنا, فبدلا من أن نولي قضية المواطنةس سس عامة إلي خارطة المنطقة الآن ترينا كيف تصنع هذه الفتنة- الفوضي في كل مكان حولنا..
إن نظرة عامة إلي مايخطط للمنطقة ترينا كيف يعاد رسم خريطة المنطقة من خطة صهيونية معلن عنها منذ زمن بعيد لتتحول المنطقة إلي جماعات طائفية ومذهبية وحزبية وديموغرافية وأثنية.. إلي آخر هذا المحيط الذي يحمل ألوانا شتي وموزاييك متباينة..وهي تحمل في حالتنا هنا بعد هذه المحرقة- إمبابة بوجه خاص- استدعاء لهذه الحالة التي تدبر لنا من الخارج ثم نقع فريسة لها من الداخل..
إنها حالة الفتنة بين قطبي المحيط المصري: المسلم والمسيحي..عرفناها في كنيسة صول وكنيسة ماري مينا وهي حالة تنبه لها العديد من كتابنا ومثقفينا وإعلامنا ائتلافاتنا الثقافية من فترة بعيدة, وهي تردد دون جدوي.. ولنضرب مثلين اثنين لهذا الوعي في الداخل دون أن يسفر هذه التنبه والإشارة والتحذير عن شيء..
}} المثل الأول مايردد من بعض مثقفينا مثل د. فؤاد اسكندر حين ربط في مقالة أخيرة الوفد- بين التساؤل العضوي ومايؤدي عليه في هذا العنوان:
فتنة أم فتنة طائفية أم خيانة عظمي؟!
وكان الكاتب هنا صريحا شاهدا يكمل المصارحة بتوجيه ندائه إلي بعض المتعصبين كمثال- في وضوح شديد إلي دلالات العنوان الذي اختاره, وهو يذكرنا بمثل هذه الفتنة الطائفية التي أشعلت أخيرا في إطار(الفوضي) التي تكرس لها.. وهو الإطار الذي يمكن أن نلمح فيه التعصب علي الجانبين: الإسلامي أو المسيحي..وهو ما يقترب بنا من المثال الآخر
وربما تحدد المثال الآخر في هذا الاطار المذهبي والطائفي والعشائري والقبلي, بما يضعف الوحدة والانتماء الوطني في العراق والبحرين والسودان والصومال ولبنان ثم في مصر الآن..
إنه يحدث حولنا في المنطقة وبيننا هنا في أرض الكنانة..
وهو ما تنبه إليه بيان الائتلاف الشبابي الأخيرفي المثال الآخر..
}} المثل الآخر تحدد حين عاد إلي الوراء وهو يرصد كيف أن المحاولات المتكررة للاعتداء علي أقسام الشرطة وتهريب المساجين لم تكن مجرد أحداث فردية وإنما مخطط لها من قبل كما لاحظ أن تكرار سيناريو البلطجة والانفلات الأمني كان يأتي دائما استجابة لدعوات إبقاء الأمور علي ماهي عليه وعدم استكمال منجزات الثورة واستكمال التطهير وهو ما حدث من قبل في محاولات الهجوم علي المدارس وخلال محاولات الهجوم علي المستشفيات.. وما إلي ذلك مما يفعله بنا تكرار هذا السيناريو الدنيء للنيل من حكومة الثورة.
كما أن هذه الأحداث تعكس تباطؤا يصل إلي حد التواطؤ من قيادات وزارة الداخلية في التعامل الأمني مع الأحداث علي حد تعبير بيان الائتلاف.
وكل هذا يهدف إلي إعطاء انطباع بأن الثورة تؤدي للفوضي; هكذا جاءت لفظة الفوضي وتكررت بما تحمله من معني لتشير به- ضمن ماتشير- إلي مساحات بعيدة من هذا العقل التآمري المضاد للثورة وأبنائها ورموزها, وكي نعود إلي حالة الانفلات الأمني والانهيار الاقتصادي.. وما إلي ذلك..
وهو ما يطرح بيننا أسئلة معلقة بدهية..
- هل نحن بعد هذا كله لتفسير هذا الهجوم الاعلامي علي بعض الجماعات الدينية؟
- وهل نحن في حاجة لفهم بعض الفضائيات العربية لاتهام حكومتنا الحاضرة حكومة الثورة بأنها سبب الفر اغ الأمني؟
- وهل نحن في حاجة حقا لتفسير هذه الفضائيات الكثيرة والكثير منها تحركها خيوط صهيونية وامبريالية- ؟
- وهل نحن حقا في حاجة لتفسير ما يحدث وما يتوالي عبر صفحات وحوارات وتعليقات- فضلا عن دلالة طرح صور أو بعض الفيديوهات أو العديد من وسائل المراقبة المشبوهة ضدنا ؟
>> وهل نحن في حاجة لنردد مع كاتب كبير- د. فؤاد اسكندر- هذه التساؤلات الحائرة التي يمكننا ان نجيب عنها: فتنة أم فتنة طائفية أم خيانة عظمي؟!
الاهرام
0 التعليقات:
إرسال تعليق