...وو

نحن هنا من اجلك
اذا كانت لـك اي طلبات مسـاعده اكتب لنا
ونحن سوف نتكاتف معك من اجل تحقيقها

yo

الأربعاء، مايو 25

ايمن الجندى يكتب .. الإسلام الغريب



أما أوله فحديث قديم بالغ الفجاجة للشيخ أبوإسحاق الحوينى، عزا فيه فقرنا لتركنا الجهاد! والجهاد الذى يقصده ليس الجهاد الأكبر، كما وصفه الرسول، صلى الله عليه وسلم، جهاد الحياة! جهاد الزراعة والصناعة ومغالبة الأهواء. إنه الغزو الذى نعرض فيه الإسلام على غير المسلمين، فإن أبوا حاربناهم وانتصرنا عليهم (ما الضمان؟!) وأخذناهم مع أموالهم ونسائهم وأولادهم غنيمة! (طيب وإذا أخذونا هم!) - على حد تعبيره: «كل واحد كان هيرجع من الغزوة جايب معاه تلات أربع أشحطة وتلات أربع نسوان (انظر إلى فظاظة التعبير عن النساء الذى لا يستسيغه الذوق المصرى، وله 

إيحاءات سيئة فى العامية المصرية) وتلات أربع ولاد، اضرب كل رأس فى ستميت درهم ولا ستميت دينار يطلع بمالية كويسة! ولو رايح علشان تعمل صفقة عمرك ما هتعمل الأموال دى! وكل ما الواحد (يتعذر) ياخد رأس يبيعها ويفك أزمته ويبقاله الغلبة».

...................

أما أوسطه فقيام مجموعة من المتربصين الذين لا يضمرون للإسلام أى ود، بالتفتيش فى الدفاتر القديمة من أجل تصفية حساباتهم مع التيارات السلفية، فيخرجون المواضيع من سياقها التاريخى والظروف التى حدثت فيها ولا يعنيهم أن يصيبوا جهود الدعوة المستنيرة وسمعة الإسلام فى مقتل. لا يعلمون أن الكلمة كالرصاصة لا يمكن أن تعود! لقد ظللنا نعانى من نشرهم الفتاوى الكارثية كرضاعة زميلات العمل، ووصلت الفتاوى للصحافة الأجنبية وتحوّل الإسلام لمادة للتندر عند الأوروبيين والأمريكان والكنديين.

............

أما آخره فهو ذلك التوضيح الذى أدلى به الشيخ الحوينى أمس لقناة الحكمة، وقد أصغيت له فى عناية، آملا أن يتنصل أو يتراجع. فوجدته للأسف يردد نفس الكلام. كان بوسعه الزعم أنه كان يمزح مثلما فعل الشيخ يعقوب - وحسنا ما فعل - فى غزوة الصناديق! كان يمكنه أن يُقرّ بخطئه، ويرجع النقص لفهمه، لا لدين رب العالمين. ويُعيد الكلام الذى بح صوت العقاد والغزالى وأبى زهرة من تكراره: القرآن ذكر العتق فى عشرات المواضع ولم يُذكر الرق ولا لمرة واحدة. الموضع الوحيد للأسرى كان كالتالى: «فَإِمَّا مَنًا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء»، أى أن المسلمين كانوا مُخيرين بين أن يطلقوا سراح الأسرى بلا مقابل، أو مقابل فدية كما حدث مع أسارى بدر. وإذا كان الرسول، صلى الله عليه وسلم، أباح اتخاذ رقيق من أسرى الحروب فالسبب أن الرق كان نظاما اجتماعيا عالميا وقتها، وكان مستحيلا من الناحية العملية أن يترك المسلمون أسراهم رقيقا عند أعدائهم المشهورين بالغلظة، ويطلقون هم سراح الأعداء، فكان حكم الضرورة الذى يرحب الإسلام بزواله حين اتفقت الأمم على تجريم الرق وتحريمه، وإن أبى الشيخ الحوينى!.

...................

آه أيها الإسلام الغريب! بدأتَ غريبا وعدتَ غريبا! وصرنا غرباء ما بين متشددين ينفّرون، وصوفيين يتطوحون، وجهّال يتعالمون، ومتربصين يكرهون. فتحت أى راية نجتمع، وبأى منديل نمسح دموعنا عليك أيها الإسلام الغريب!.
 المصري اليوم

0 التعليقات:

إرسال تعليق