...وو

نحن هنا من اجلك
اذا كانت لـك اي طلبات مسـاعده اكتب لنا
ونحن سوف نتكاتف معك من اجل تحقيقها

yo

الأربعاء، مايو 11

أحرقوا الكنيسة دون خوف على المسلمة الحبيسة!


رالمخطط يمضى فى الطريق المرسوم، وقد قتل من قتل فى إمبابة يوم انقطعت الأذن فى قنا ورضينا بالصلح العرفى، وتنازلنا عن حق الدولة تجاه من تطاولوا على وظيفتها واغتصبوا لنفسهم حق إصدار الأحكام وتوقيع العقوبة على الآخرين!

حادث كئيب آخر يعقب الهجوم على أقسام الشرطة لتحرير المتهمين، وبينما يبدو الهجوم باسم البلطجة واضح التدبير، فإن الهجوم على الكنيسة ينشر ظلالاً من الغيوم السوداء حول مصر وثورتها، وليس هناك من يتذكر أن مصطلح الفتنة كان قد تبخر من قاموسنا منذ اليوم الأول للثورة. ليت للإعلام عينًا فترى أبعد من اللهب المتصاعد من الكنيسة، 


وأن تضع هذا فى إطار تزامنه مع أنواع البلطجة والتخريب الأخرى. الأسوأ أن الإعلام عندما يمتلك العين التى تضيف الخلفيات، فإنها تكون عينًا حولاء، للأسف الأخبار فى التليفزيونات العالمية تتناول الحدث باعتباره جزءًا من سلسلة التوتر الطائفى فى مصر.

وليس لدى التليفزيونات العجولة من الوقت ما يكفى لكى تقول إن هذه الفتن التى تتحدث عنها ثبت أنها كانت من تدبير نظام أكل الشهد من هذا البلد، ولم يراع فيه حرمة ولم تأخذه بمواطنيه رحمة. وليس علينا أن نلوم الآخرين على رؤيتهم لما حدث، بل أن نلوم أنفسنا على أنه حدث. لماذا يبدو هذا الملف كما لو كان دوامة تجرف الأمن داخلها وتجعله بلا فاعلية؟ ولماذا يشعر المواطن وكأن هناك من يطارده فى كابوس وهو لا يمتلك القوة حتى لكى يهرب؟!

السيناريو الممجوج ذاته الذى تمت تجربته فينا مرارًا: توجه الأصوليين إلى الكنيسة والتجمهر «اعتقادًا منهم بوجود سيدة محتجزة بعد إعلان إسلامها».

لماذا أضرموا النار فى كنيسة «مارمينا»؟ هل توجهوا لحرق المسلمة المحتجزة أم لتحريرها؟ من أين أتوا بهذه القلوب الغيورة على إسلام «إيمان» وكيف أرادوا أن يحرقوا المسلمة المبشرة بالجنة فى جهنمهم؟! هل كانوا يراهنون على نجاتها وحدها على اعتبار أن النار لن تحرق مؤمنة؟!

ننتظر تحقيقات النيابة العسكرية مع المتهمين، لنعرف بالضبط هل أشعلوا نار الحرب «اعتقادًا منهم» حقًا، أم اعتقادًا من القوى التى تدفع المال وتحركهم؟ هذه المعلومة ستكون شديدة الأهمية، وستضع ما نتداوله من شكوك حول قوى إقليمية ودولية تعبث بالثورة لإجهاضها فى موضعها الصحيح. وبناء على التحقيقات سيكون علينا أن نحدد بحسم الاتجاه الذى علينا أن نسير فيه.

اصطناع الفتنة واختراعها لم يعد مجرد تخمين شعبى أو وسواس قهرى لدى البعض منا، وإذا كان النظام الذى كان يحكم البلد ويأكل الشهد منه، فلماذا لا تفعلها القوى الإقليمية الخائفة من امتداد الثورة إليها؟!

إعدام المتورطين المباشرين فى القتل قد يكفى قصاصًا للاثنى عشر قتيلاً، ولحرق الكنيسة وترويع الآمنين فيها، لكنه لن يكفى لحماية الثورة. وسنطفئ إمبابة لنجرى إلى نيران الفيوم ومن الفيوم إلى بنى سويف، وهكذا حتى نسأم الثورة وسنينها.

هذا ما يريده الفاسدون الذين يحاربون معركتهم الأخيرة، وهذا ما تريده القوى الإقليمية المناصرة لهم. وبالتالى فإننا ننتظر الحقائق كاملة. وإذا أثبتت التحقيقات تورط أصابع صديقة فى الموضوع وسيكون على الثورة ألا تلتزم اللطف والدبلوماسية اللذين تلتزم بهما حتى الآن. على الثورة أن تكشر عن أنيابها أحيانًا، وعليها ألا تغمغم، فالقوات المسلحة التى تحمى ثورة الشعب، ومعها الشعب الذى قام بالثورة، يفعلان ما هو خير للبلاد، وما تحقق لمصر فى أشهر معدودة يستحق أن نحافظ عليه وأن نحافظ على الوصول بثورتنا إلى بر الأمان. ومن يفعل الخير لا يغمغم، لنترك الغمغمة لقوى الثورة المضادة فى الداخل وأعوانهم فى الخارج.

لن تكفى الإشارات الغائمة، عن الأصابع والقوى الخارجية، بل علينا أن نفتح كل المسكوت عنه حتى الآن فى علاقاتنا مع عواصم التعاطف مع مبارك ونظامه، بما فى ذلك معرفة حجم الأموال السائلة والذهب الذى يحتمل أن يكون قد نقل إلى هذه الدولة الخليجية أو تلك فى أيام ما قبل الخلع.

والمتهمون فى أحداث أقسام الشرطة وفى فتنة إمبابة هم الخيط الذى يجب أن يوصلنا إلى من يحركهم من الداخل وإلى ما يشار إليه بـ«قوى خارجية» لنحدد هذه القوى، لأن تحديدها يضعها أمام مسؤوليتها، وعليها أن تختار بين أن تنتبه إلى علاج مشكلاتها الخاصة مع شعوبها وبين العداء مع الشعب المصرى، وأظن أن مصر التى تلتف حول ثورتها ليست ضعيفة ولا مرتبكة، وتستطيع أن تقطع اليد التى تمتد إليها بسوء.


المصرى اليوم

0 التعليقات:

إرسال تعليق