ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن قرار الجماع بفصل الدكتور عبد المنعم أو الفتوح، أبرز مرشحيها للرئاسة بعد الإطاحة بحكم الرئيس حسنى مبارك، أظهر مدى انقسام صفوف "الإخوان المسلمين"، لاسيما وأنه سيترشح لانتخابات الرئاسة رغم معارضتها، كما عكف على انتقاد الكثير من قراراتها، ورأت الصحيفة الأمريكية أن هذا يعد أكبر دلالة على تزيد رقعة الشقاق بين شبابها وكهولها، وزوال شعور المعارضة الموحد ضد ديكتاتورية النظام السابق العلمانية.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن أبو الفتوح (البالغ من العمر 59 عاما) قوله فى مكتبه "بالنسبة للإخوان المسلمين، أنا أكثر ليبرالية".
ومضت تقول إن الإسلاميين المتعاطفين معه والليبراليين يرون أنه يشبه رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوجان، الذى تتأصل جذوره فى الإسلام السياسى ولكنه يدافع فى الوقت عينه عن التسامح والتعددية. وكشأن الكثير من الإسلاميين العصريين، حث أبو الفتوح هؤلاء اللاعبين فى الحياة السياسية بضرورة فصل أنفسهم عن توجهاتهم الدينية، وذلك لتجنب المساومة على مهمتهم الروحية بنشر التسامح فى سياسياتهم، مثلما فعل هو فى محاولته للانضمام لركب المرشحين للرئاسة.
ومن جانبه، قال إسلام لطفى، أحد قادة شباب الأخوان، وأحد المشتركين فى الثورة المصرية إن أبو الفتوح "يؤمن بالديمقراطية ويؤمن بالإسلام، ويقبل القيم الليبرالية وسيطبق العدالة الاجتماعية".
وأضاف قائلا "ستجد هذا الاتجاه رائجا بصورة كبيرة بين الشباب، وكلما صعدت على الهرم السنى لهؤلاء لتصل إلى الخمسينيات والستينيات، ستجد المؤيدين لهذا الاتجاه أقل..والبعض فى الجماعة يقولون إنه ليبرالى أكثر مما ينبغى، ولكنهم ينتمون إلى مدرسة الإسلاميين القديمة، الذين لا يعتقدون فى الديمقراطية أو بعض القيم الليبرالية".
ويرى الليبراليون المصريون أن أبو الفتوح سيكون بين أقوى المرشحين لانتخابات الرئاسة وأفوره حظا، فهو يقف فى وسط المشهد السياسى، ويمثل "حلقة الوصل المفقودة" بين الإسلاميين والعلمانيين، مثلما يقول المحلل ضياء رشوان، غير أن الليبراليين منقسمون حول تأييده كحليف لهم أو عدم تأييده لعلاقاته بالجماعة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق