الأمر أصبح خطيرا.. والسكوت الآن جريمة لا تغتفر، فالنخبة الواعية التى
ألقت بوعيها خلف ظهرها ووقعت فى براثن الذعر والفزع من تنامى التيار السلفى
الطاغى على المشهد المصرى الحالى بصورة جلية ومخيفة ــ فى بعض الأحيان ــ
منذ ثورة 25 يناير.. عليها أن تتحرك الآن
وتطرح خطابا مستنيرا ينقذ المجتمع من الاختطاف والوقوع فى أسر «الفكر المتشدد».. فإذا كان من حق السلفيين أن يتحدثوا.. فمن واجب النخبة المثقفة والتيارات الأخرى أن تتحدث هى أيضا ولا تترك الساحة لهم يملؤها ضجيجا وصخبا وتكفيرا وفزعا.
مفتى الديار المصرية العالم الدكتور على جمعة يبادر باعتباره أحد أهم علماء الوطن ــ وإن اختلفنا مع بعض آرائه ومواقفه ــ بالتصدى فكريا للتيار السلفى، ويوجه فى أحدث كتبه «المتشددون.. منهجهم.. ومناقشة أهم قضاياهم» رسالة مهمة للنخبة المصرية يطالبهم بألا يتركوا الساحة الآن.. لأن مقاومة «الفكر المتشدد» واجبة على الجميع خاصة النخبة المثقفة التى اعتلت منصات ومنابر برامج «التوك شو» لا لتفند فكر السلفيين أو تطرح خطابا مغايرا بل لتشبعنا «ولولة» و«عويلا» من تنامى التيارات الإسلامية.
كتاب المفتى الصادر ضمن إصدارات سلسلة قضايا إسلامية عن وزارة الأوقاف ويباع بـ«جنيه واحد» عند بائعى الصحف، يعتبر أول بادرة حقيقية تناقش فكر هؤلاء «المتشددين» ـ وتفنده بالأسانيد الشرعية المأخوذة من القرآن والسنة التى يستند إليها السلفيون فى نشر فكرهم ـ بعد الثورة، ويبدأ الدكتور على جمعة بوصفه سلفى العصر الحاضر بـ«المتشددين»، وأن «مصطلح السلفية أسىء فهمه واستخدامه واستغلاله، إذ يدعى بعض من ينتسب إلى هذا المصطلح أنه هو الوارث الوحيد للسلف، ومن ثم لا سلفى سواه، بل يصف هؤلاء علماء الأمة ودعاتها الصادقين بالمبتدعين»، مؤكدا أنه لا صلة بين سلفى العصر الحالى والسلف الصالح.
وقال المفتى إن ادعاء «المتشددين» بأن منهجهم هو «المذهب السلفى ما هو إلى خداع لأن السلف كان لهم هذا المذهب الفقهى الذى اتفقوا عليه وهذا محض وهم، فالسلف لم يجتمعوا على مذهب واختلفوا فى قضايا كثيرة».
يؤكد المفتى أن «أغلب من تسموا بالسلفيين واتجاهاتهم وسلوكهم ومواقفهم وأحكامهم على الأشياء باطلة كما أنهم يتبنون فكرا صداميا يفرض أمورا ثلاثة»، أولها: أن «العالم يكره الإسلام، والمسلمون يتعرضون لحرب شعواء ضدهم من أجنحة الشر الثلاثة الصهيونية (اليهود) والتبشير (النصارى) والعلمانية (الإلحاد)، وأن هناك مؤامرة تحاك ضد المسلمين مرة فى العلن ومرات فى الخفاء»، وثانيها «وجوب الصدام مع هذا العالم الذى يسعى لحرب مع الإسلام وهو إما بقتل الكفار الملاعين أو بقتل المرتدين الفاسقين وهم المسلمون الذين يخالفون فكرهم»، وثالثها «أن فكرهم يراد له أن يكون من نمط الفكر السارى الذى لا يتقيد بقيود منظمة من خلال مؤسسة أو قائد، مما يشيع معه الفوضى».
ويقول فضيلة المفتى «لقد أصبح توجه هؤلاء المتشددين عائقا حقيقيا لتقدم المسلمين ولتجديد خطابهم الدينى والتنمية الشاملة التى يحتاجها المجتمع الإسلامى، خاصة مصر، وهذا التوجه المتعصب أصبح تربة صالحة للفكر المتطرف، وأصلا للمشرب المتشدد الذى يدعو الأمة إلى تشرذم المجتمع وإلى انعزال الإنسان عن حركة الحياة وأن يعيش وحده فى خياله الذى غالبا ما يكون مريضا غير قادر على التفاعل مع نفسه أو مع من يحيط به من الناس».
ويرى أصحاب هذا الفكر ـ بحسب كتاب المفتى ـ أن «الحياة خطيئة وأنه يجب علينا أن نتطهر منها وأن التطهر منها يكون بالبعد عن مفرداتها سواء أكانت هذه المفردات هى الفنون أو الآداب أو كانت هذه المفردات هى المشاركة الاجتماعية أو حتى تعلم أساليب اللياقة، فتراه يتمتع ويتفاخر بالخروج عن الحياة لكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك بصورة تامة».
كما يتميز هؤلاء بامتلاكهم عقلية الانطباع والهوى وهى عقلية تخالف العقلية العلمية، ومن هنا فهم متعبون فى تلقيهم التفكير المستقيم، ونراهم متمردين منعزلين لا يثقون فى العلماء ولا يثقون إلا فى طائفة قليلة تجارى أهواءهم، كما يتميزون بامتلاك عقلية المؤامرة يرون كل ما حولهم وكأنه يحيك ضدهم مؤامرات ويحاول أن يبيدهم من على الأرض، مما يجعلهم متحفزين دائما بأن يكونوا معاندين لمن حولهم.
وأيضا يتميز هؤلاء «المتشددون» ـ بحسب المفتى ـ بالكبر والعجب الذى يحتقر معه كل رأى سواهم، ويقفون ضد أى إصلاح فى المجتمع بدعوى أن كل جديد بدعة.
ويناشد المفتى الجميع أن يقاوموا هذا الفكر المتشدد وأن يعملوا بكل وسيلة على إخراج أولئك من عزلتهم، لأنهم لم يعودوا ضارين لأنفسهم فقط لكن ضررهم تعدى إلى من حولهم وإلى شباب الأمة ومستقبلها وإلى المجتمع بأسره، وأنه حان الوقت لأن يكون مقاومة هذا الفكر المتنطع مطلبا قوميا يأخذ البلاد فى درب الفكر الوسطى للأزهر الشريف ويبعدها عن تشدد السلفيين.
الشرق الاوسط
وتطرح خطابا مستنيرا ينقذ المجتمع من الاختطاف والوقوع فى أسر «الفكر المتشدد».. فإذا كان من حق السلفيين أن يتحدثوا.. فمن واجب النخبة المثقفة والتيارات الأخرى أن تتحدث هى أيضا ولا تترك الساحة لهم يملؤها ضجيجا وصخبا وتكفيرا وفزعا.
مفتى الديار المصرية العالم الدكتور على جمعة يبادر باعتباره أحد أهم علماء الوطن ــ وإن اختلفنا مع بعض آرائه ومواقفه ــ بالتصدى فكريا للتيار السلفى، ويوجه فى أحدث كتبه «المتشددون.. منهجهم.. ومناقشة أهم قضاياهم» رسالة مهمة للنخبة المصرية يطالبهم بألا يتركوا الساحة الآن.. لأن مقاومة «الفكر المتشدد» واجبة على الجميع خاصة النخبة المثقفة التى اعتلت منصات ومنابر برامج «التوك شو» لا لتفند فكر السلفيين أو تطرح خطابا مغايرا بل لتشبعنا «ولولة» و«عويلا» من تنامى التيارات الإسلامية.
كتاب المفتى الصادر ضمن إصدارات سلسلة قضايا إسلامية عن وزارة الأوقاف ويباع بـ«جنيه واحد» عند بائعى الصحف، يعتبر أول بادرة حقيقية تناقش فكر هؤلاء «المتشددين» ـ وتفنده بالأسانيد الشرعية المأخوذة من القرآن والسنة التى يستند إليها السلفيون فى نشر فكرهم ـ بعد الثورة، ويبدأ الدكتور على جمعة بوصفه سلفى العصر الحاضر بـ«المتشددين»، وأن «مصطلح السلفية أسىء فهمه واستخدامه واستغلاله، إذ يدعى بعض من ينتسب إلى هذا المصطلح أنه هو الوارث الوحيد للسلف، ومن ثم لا سلفى سواه، بل يصف هؤلاء علماء الأمة ودعاتها الصادقين بالمبتدعين»، مؤكدا أنه لا صلة بين سلفى العصر الحالى والسلف الصالح.
وقال المفتى إن ادعاء «المتشددين» بأن منهجهم هو «المذهب السلفى ما هو إلى خداع لأن السلف كان لهم هذا المذهب الفقهى الذى اتفقوا عليه وهذا محض وهم، فالسلف لم يجتمعوا على مذهب واختلفوا فى قضايا كثيرة».
يؤكد المفتى أن «أغلب من تسموا بالسلفيين واتجاهاتهم وسلوكهم ومواقفهم وأحكامهم على الأشياء باطلة كما أنهم يتبنون فكرا صداميا يفرض أمورا ثلاثة»، أولها: أن «العالم يكره الإسلام، والمسلمون يتعرضون لحرب شعواء ضدهم من أجنحة الشر الثلاثة الصهيونية (اليهود) والتبشير (النصارى) والعلمانية (الإلحاد)، وأن هناك مؤامرة تحاك ضد المسلمين مرة فى العلن ومرات فى الخفاء»، وثانيها «وجوب الصدام مع هذا العالم الذى يسعى لحرب مع الإسلام وهو إما بقتل الكفار الملاعين أو بقتل المرتدين الفاسقين وهم المسلمون الذين يخالفون فكرهم»، وثالثها «أن فكرهم يراد له أن يكون من نمط الفكر السارى الذى لا يتقيد بقيود منظمة من خلال مؤسسة أو قائد، مما يشيع معه الفوضى».
ويقول فضيلة المفتى «لقد أصبح توجه هؤلاء المتشددين عائقا حقيقيا لتقدم المسلمين ولتجديد خطابهم الدينى والتنمية الشاملة التى يحتاجها المجتمع الإسلامى، خاصة مصر، وهذا التوجه المتعصب أصبح تربة صالحة للفكر المتطرف، وأصلا للمشرب المتشدد الذى يدعو الأمة إلى تشرذم المجتمع وإلى انعزال الإنسان عن حركة الحياة وأن يعيش وحده فى خياله الذى غالبا ما يكون مريضا غير قادر على التفاعل مع نفسه أو مع من يحيط به من الناس».
ويرى أصحاب هذا الفكر ـ بحسب كتاب المفتى ـ أن «الحياة خطيئة وأنه يجب علينا أن نتطهر منها وأن التطهر منها يكون بالبعد عن مفرداتها سواء أكانت هذه المفردات هى الفنون أو الآداب أو كانت هذه المفردات هى المشاركة الاجتماعية أو حتى تعلم أساليب اللياقة، فتراه يتمتع ويتفاخر بالخروج عن الحياة لكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك بصورة تامة».
كما يتميز هؤلاء بامتلاكهم عقلية الانطباع والهوى وهى عقلية تخالف العقلية العلمية، ومن هنا فهم متعبون فى تلقيهم التفكير المستقيم، ونراهم متمردين منعزلين لا يثقون فى العلماء ولا يثقون إلا فى طائفة قليلة تجارى أهواءهم، كما يتميزون بامتلاك عقلية المؤامرة يرون كل ما حولهم وكأنه يحيك ضدهم مؤامرات ويحاول أن يبيدهم من على الأرض، مما يجعلهم متحفزين دائما بأن يكونوا معاندين لمن حولهم.
وأيضا يتميز هؤلاء «المتشددون» ـ بحسب المفتى ـ بالكبر والعجب الذى يحتقر معه كل رأى سواهم، ويقفون ضد أى إصلاح فى المجتمع بدعوى أن كل جديد بدعة.
ويناشد المفتى الجميع أن يقاوموا هذا الفكر المتشدد وأن يعملوا بكل وسيلة على إخراج أولئك من عزلتهم، لأنهم لم يعودوا ضارين لأنفسهم فقط لكن ضررهم تعدى إلى من حولهم وإلى شباب الأمة ومستقبلها وإلى المجتمع بأسره، وأنه حان الوقت لأن يكون مقاومة هذا الفكر المتنطع مطلبا قوميا يأخذ البلاد فى درب الفكر الوسطى للأزهر الشريف ويبعدها عن تشدد السلفيين.
الشرق الاوسط
0 التعليقات:
إرسال تعليق