...وو

نحن هنا من اجلك
اذا كانت لـك اي طلبات مسـاعده اكتب لنا
ونحن سوف نتكاتف معك من اجل تحقيقها

yo

الأربعاء، يونيو 1

حملة خليك متسامح تتجول في الصعيد لنبذ العنف الطائفي

الشروق- كتب: عماد نصيف | الاربعاء ١ يونيو ٢٠١١ 




قامت مجموعة من الشباب المصري مسلمين وأقباط برحلة، استغرقت أسبوعا، في محافظات الوجه القبلي والصعيد، في رحلة تستهدف- في المقام الأول- تأصيل وترسيخ فكرة الوحدة بين أطياف المجتمع تحت مظلة المواطنة، ونبذ النظرة 

العنصرية للمختلف عقائديا"، وتعميم مبادئ الليبرالية القائمة على التسامح وتقبل الآخـر.

وفي كل محافظة، تم الذهاب إليها من الوفد الشبابي، تم الالتقاء بالمواطنين العاديين ورجال الدين المسلمين والمسيحيين وزيارة دور العبادة المختلفة في المحافظة سواء مساجد أو كنائس، وتم أخذ آراء الأفراد المارة في الشوارع في فكرة المواطنة، وكيفية إنهاء التوتر الديني في مصر، وتم توثيق ذلك عن طريق الكتابة والصور، ليصل نبض الشارع الحي إلى الجميع عبر صفحة على الفيس بوك بعنوان "خليك متسامح".


وانطلقت فعاليات حملة «خليك متسامح»، عبر قطار سمي «قطار التسامح»، متوجهة إلى صعيد مصر، بدءا من محافظة بني سويف وانتهاء بأسوان والنوبة، قام بالرحلة شباب مصريون مسلمين وأقباطا، هم أيمن عبد الرسول ومحمود صلاح، ممثلين عن الشباب المسلم الليبرالي المعتدل، وإيهاب أدونيا، ممثلا عن الشباب المسيحي، حيث التقوا خلالها رجال دين مسلمين وأقباطا، كما زاروا دور العبادة والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.

فمن جانبه، قال أيمن عبد الرسول: "كانت أول محطاتنا هي بني سويف، حيث قصدنا دير السيدة العذراء بالبياض، ولم نجد معارضة في الدخول إلى الدير، ولكننا لاحظنا تواجدا أمنيا مكثفا ونقطة أمنية داخل الدير، وفي ساحة استقبال الدير التقطنا بعض الصور التذكارية، وخلال ساعة تقريبا كنا قد تجولنا في جميع أنحاء الدير، ولم نجد من نتحدث معه، إلى أن اقترح إيهاب دخولنا كنيسة الدير، وكان اقتراحا جيدا فوجدنا عددا من المواطنين، وتحدثنا معهم بشكل مباشر، وطرحوا العديد من القضايا، وأرجع بعضهم أزمة غياب التسامح إلى غياب الأمن مرة، والأزمات الاقتصادية المترتبة على مرحلة ما بعد الثورة، واحتل رغيف العيش مساحة كبيرة من الحوار، وخرجنا من الكنيسة مفعمين بأمل كبير في مستقبل مصر.

واستطرد قائلا: "وفي المدينة ذهبنا إلى مسجد بميدان الساحة، ذا طابع تصوفي، وصلينا الظهر أنا ومحمود، بينما انشغل إيهاب بالتصوير، وبعد الصلاة التقطنا عددا من الصور، وتحدثنا مع بعض المصلين، الذين تفهموا طبيعة رحلتنا من "التي شيرت" الذي نرتديه، ثم في ميدان الساحة صورنا مسجدا آخر وعددا من لافتات الوحدة الوطنية".


وقال محمود صلاح عن جولته بالمنيا: "إنه تكلم مع عدد من الشباب الجالس على كورنيش النيل في المنيا، والذين أبدوا اهتماما "كبيرا" بفكرة الحملة وأهميتها في الوقت الحالي الذي يمثل مفترق طرق بالنسبة لمصر ومن فيها، كما ذهبنا إلى كاتدرائية المنيا الخاصة بالأقباط الكاثوليك، حيث استقبلنا بحفاوة الأب ملاك، راعي الكنيسة، والذي سألناه عن رأيه فيما يخص تلك المسألة وخاصة بين مختلفي الديانة لم يجد أدنى حرج من أن يقول لنا إنه توجد ثمة مشكلات نعاني منها في هذا الشأن، ولأن الطريق الأول لحل المشكلة هو الاعتراف بها، إلا أنه أكد أن الأمل يكمن في الشباب وخاصة المبادرات الفردية غير المسيسة والمؤدلجة كحملتنا تلك التي أبدى إعجابه الشديد بها".


أما عن جولة أسيوط فيقول أيمن: "صلينا العصر في مسجد الناصر، وتحدثنا مع شيخ منتدب من الأوقاف حول التسامح الديني، واستنكر سؤالنا عن الجرائم التي تُنسب إلى السلفيين، وقال كلامًا يعكس نظر المدينة ذات الإيقاع البطيء، والناس التي تمارس اللون الرمادي في تسامحها وغضب أهلها أيضًا، المهم أن المسجد الرائع معماريًا، تم تصويره، ونسى أحدنا "كابه" فيه، وخرجنا لتناول الغداء، ونحن نناقش رؤية شيخ الأوقاف الشاب الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر، والذي يراجع الآيات والأحاديث من كشكول بجواره، ثم التقينا مع الأب يوساب مهنى، راعي كنيسة الأقباط الكاثوليك في أسيوط، وتحاورنا معه في عدة مشكلات، وعرض حلوله ورؤيته لقضية التسامح".


وفي محافظة قنا يقول إيهاب: "إن المواطنين هناك يعيشون على أعصابهم، لدرجة أن الكل لا يتحمل كلمة من الكل، وحينما نزلنا إلى مسجد سيدي عبد الرحيم القناوي لاحظنا أن الناس طيبة وبسيطة ولا تحتك بك إلا إذا كلمتهم، ولأن مساحات من التفاهم لم تزل غير موجودة، إلا أن استقبال الناس لنا في رحاب المسجد بأبعاده الروحية كان رائعًا، رغم حدوث موقف دال في رحلتنا إلى قنا، فبعد أن قمنا بجولة في المسجد، وتحدثنا مع بعض رواده، وأرشدونا إلى مكتب الشيخ عمر يوسف، إمام وخطيب المسجد القناوي، دخلنا مكتبه، لنجد رجلا محترما، يرتدي "كرافتة" وهادئ، ما أن سلمنا عليه وجلس أحدنا بجواره، ، صرخ فينا بعبارات حادة، على طريقة من أنتم؟ وبانفعال أعلى من القذافي، بعدها عرفنا أنه أستاذ جامعي تخصص في علم النفس، وأوصلنا بعد لقاءنا الشيخ عمر، الذي أعادنا من على باب مكتبه، وقد تأهبنا للرحيل بعد إهانات الدكتور الذي لم نكن نعرفه أو يعرفنا"!


وبعد لقاء ممتع مع الشيخ عمر، وتوصيته لنا بالذهاب إلى مطرانية الأرثوذكس بقنا، وتوصيل الدكتور لنا، حدث الموقف الأكثر غرابة وإثارة للدهشة، إذ منعنا حارس كنسي من دخول كنيسة المطرانية، وبشكل حاد أدى إلى اشتباكي معه، لأنه يمنعه من دخول بيت الله، اشتباك كلامي، وخرجنا من الكنيسة مطرودين نقصد الكنيسة الإنجيلية، التي لم نقارب بابها لأن هناك شبه كتيبة عسكرية تحرسها وتحميها، ويمكن باختصار أن نعتبر قنا مدينة تعيش تسامحا في حالة استنفار دائم، أو تسامحا على حافة الالتهاب المتعصب".


أما في أسوان فالتقينا براعي كنيسة للأقباط الكاثوليك، وهناك الذي رحب بهم، وقال أيمن: "إن راعي الكنيسة أكد لهم ضرورة تحرك الشباب بفاعلية في المجتمع ليكون قوة فاعلة تؤثر فيه وتتأثر به، كما شدد على خلو أسوان من أي مظاهر للتعصب أو التوتر الديني الذي قد يخلف عنفا" طائفيا" هنا، ثم صلى داعيا الله، من أجل أن يستمر الحال هكذا، ورجع مؤكدا أنه بإمكاننا جميعا" كمصريين أن نحافظ على وحدتنا بعدم السماح بأي عناصر دخيلة تحاول الوقيعة بيننا، مؤكدا "أننا شعبا متسامحا" بطبعه لا يعرف للعنف طريقا".


بعد ذلك أخذهم في جولة تفقدية في أرجاء الكنيسة، وبداخلها التقينا بأحد المصلين، وهو من أصل إيطالي ويتحدث العربية، وقال لنا إنه يعيش بأسوان منذ ما يزيد عن عقد ولم يجد أي مظهر من مظاهر العنف أو التقييد على ممارسة الشعائر الدينية.


في حين يقول محمود: "إنه استوقف عددا من الشباب الأزهري في أسوان، والذين عبروا عن فرحتهم بالفكرة واندفعوا متكلمين بحماسة عن أن "مبادئ الإسلام لم تحث يوما" على العنف أو التشدد في مواجهة مختلفي الديانة، بل على العكس، فإن احترام حماية المختلفين عقائديا" هو تمسكا" بروح الإسلام التي لا تجبر أحدا" على اتباع دين لا يريده".


في النوبة التقوا بالحاج يرسي، أحد مشايخ الطرق الصوفية العديدة المنتشرة في النوبة، حيث لم يجدوا سوى عربة ربع نقل أقلتهم من غرب أسوان حيث كانوا، حيث أخذهم برسي إلى المسجد القريب لأداء صلاة الجمعة، بعد الصلاة تكلموا مع الشيخ خطيب صلاة الجمعة، وهو إمام المسجد الذي شكرهم مرتين، الأولى لأنهم نزلوا من القاهرة إلى أقصى محافظات الوجه القبلي مسافة وحرارة، وثانيا لأنهم لم يركنوا للنقد والكلام بل نزلوا إلى الشارع في محافظات مصر، وكان هذا محل تقدير منه بشكل خاص.


وقال إيهاب: "إنه عندما سئل الحاج برسي عن رأيه فيما يحدث من توتر ما بين الأطياف الدينية في مصر، وما الأسباب الخافية وراء ذلك، قال إن المشكلة أننا لم نأخذ من الدين سوى مظهره وفرغناه من مضمونه، وأن الدين، أي دين، لا يمكن أن يدعو بأي حال من الأحوال إلى ممارسة العنف تجاه أحد ما مهما كان أمره، ثم قال إنه وباعتباره أحد مشايخ الطرق الصوفية يجد في الدين وسيلة عظيمة لتواصل روحي عميق ولا شعوري بالخالق، وهذا ما يهمه في النهاية، لأنه إن لم تسمو الأديان بأرواحنا فلن نجد شيئا آخر يفعل ذلك"، حسب قوله.

0 التعليقات:

إرسال تعليق