...وو

نحن هنا من اجلك
اذا كانت لـك اي طلبات مسـاعده اكتب لنا
ونحن سوف نتكاتف معك من اجل تحقيقها

yo

الأحد، مايو 1

الحق كل الحق بقلم: البابا شنودة الثالث

بقلم: البابا شنودة الثالث
كلنا نحب الحق‏,‏ ونؤمن بأهميته‏,‏ والحق اسم من اسماء الله في الإسلام والمسيحية‏,‏ وميزان الحق هو الذي سنحاسب به في اليوم الأخير‏,‏ لذلك ينبغي ان نضع الحق امام اعيننا‏.‏ والحق هو الذي تحكم به المحاكم الأرضية‏,‏ وعندما يقف الشاهد امام القاضي‏.
لابد ـ قبل سماع شهادته ـ ان يقسم بالله العظيم ان يقول الحق, كل الحق, ولاشيء غير الحق, ذلك لانه إن اخفي شيئا قد يؤثر هذا علي حقيقة الامور وعلي سير القضية.
وقد يأتي شخص إلي القاضي ويشكو إليه ان فلانا قد اعتدي عليه, بينما يكون هو الذي سبق بالاعتداء! وماحدث له كان مجرد دفاع عن النفس من الذي يتهمه بأنه اعتدي عليه, إذن من يطالب بالحق, لابد أن تكون مطالبته حقا في ذاتها, ومادمنا نتكلم عن الحق, فإننا نقول ان ضد الحق, هو الباطل, وإن كانت كلمة الحق تعني احيانا الصدق, فيكون ضد الحق, هو الكذب, فالكاذب لايقول الحق, وقد تدخل في ذلك أيضا المبالغة, وربما بعض الألفاظ التي تقال علي سبيل الفكاهة, وهي ليست حقا, ومن ضمنها ماتسمي بكذبة أبريل, وليس من حق أحد ان يكذب في أبريل والحمد لله أن أبريل هذا العام قد انتهي دون ان نسمع عن كذبته, ومما هو ضد الحق أيضا الظلم, ومنه كذلك الاتهام الباطل, والتشهير الظالم بالآخرين, لذلك فلعلنا ننظر في مبني المحاكم صورة الميزان, وهي تعني اعطاء كل ذي حق حقه, بغير زيادة ولانقصان, بل بالعدل.



ونعني بمن له الحق: حق الله, وحق الناس, وحقك انت, اما حق الله, فهو ان تعبده وحده, ولاتعبد سواه, كذلك من حقه ان تطيعه وتحفظ جميع وصاياه, فراجع نفسك إذن: هل انت مقصر في أي حق من حقوق الله عليك؟
اما من جهة الناس, فعليك ان تأخذ حق الله من نفسك. قبل ان تأخذه من الآخرين, ولاتطالب احدا بشيء, مما لاتطالب به نفسك, ولاتنتقد احدا علي شيء انت واقع فيه, فليس من حقك ان تفعل ذلك, وكما يقول المثل: من كان بيته من زجاج, لايقذف الناس بالحجارة.
وأيضا من حق الناس عليك, انك لاتجعل راحتك علي تعب الآخرين, بل بالحري تتعب لكي تريحهم.
نقطة أخري تلزم ان نقولها في موضوع الحق: وهي اخطاء البعض في الدفاع عن الحق!
اقول هذا لانه قد كثرت جدا في أيامنا هذه كثرة التشهير بالآخرين, والصاق العيوب العديدة بالكثيرين, وقد اتسعت دائرة الاتهام والتشهير, حتي انه قد انتهي تماما زمن الناس الافاضل, ولم يعد في البلد احد نقي أو مستقيم!! وأصبحت عبارة الفساد من اشهر العبارات المتداولة, علي ألسنة الناس وفي صفحات الجرائد, وازدادت عصبية الناس في تداول الاتهام حتي اتهموا الزمن نفسه, وكما يقول الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا.
من الناحية الإيجابية, اقول ان الذي يسير في طريق الحق, عليه ان يعطي كل ذي حق حقه, فمن حق الإنسان الفاضل ان تمدحه, وتعطيه قدره, وهكذا فإن بعض الهيئات كانت تكرم من يستحقون التكريم, كما ان رؤساء الدول كانوا يمنحون النياشين والاوسمة لكبار القوم, وكذلك الهيئات العلمية تمنح شهادات للعلماء.
وان كان من حق الافاضل والكبار ان يكرموا, فكذلك من حق الفقير ان يعيش وبخاصة في وقت ارتفعت فيه الاسعار بدرجة لاتحتملها المرتبات, واصبحت هناك درجات لمن هم في مستوي الفقر, ومن هم تحت مستوي الفقر, هناك المحتاج والمعوز, وإن كنا نسمع عن متاعب محدودي الدخل, فأكثر منهم من نسميهم معدومي الدخل, الذين لاايراد لهم, ومنهم الذين يشكون من البطالة, ومن حق كل هؤلاء ان يعيشوا, نضيف أيضا أولاد الشوارع, وجميع انواع المعاقين.
وأيضا المرضي الذين لايجدون ثمن الدواء, والذين يحتاجون إلي عمليات جراحية لايقدرون اطلاقا علي تكاليفها, فهل يتركون للموت, أم من حقهم ان يعيشوا ؟!.
هنا واقول: من حق الإنسان الحياة, ومن حقه ان يحيا حياة كريمة, ومن حقه التعبير عن رأيه بطريقة لائقة ومن حق الإنسان الحرية مادام لايرتكب جريمة, وبحيث انه في حريته لايعتدي علي حريات الآخرين أو حقوقهم, وأيضا من حقه المساواة بغيره في حدود تساوي المواهب, هناك أيضا حرية الاجتماع وهي حق بحيث لايكون الاجتماع لغرض خاطئ, ومن حق الإنسان أيضا الدفاع عن النفس وما أكثر ماقامت هيئات للدفاع عن حقوق الإنسان, بل قد صدر أيضا الميثاق الدولي لحقوق الإنسان, وقد راعينا فيما ذكرناه انها ليست حقوقا مطلقة, بقدر ماهي مرتبطة بالخير, ونذكر كذلك ان كثيرا من الحقوق مرتبطة بواجبات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق