...وو

نحن هنا من اجلك
اذا كانت لـك اي طلبات مسـاعده اكتب لنا
ونحن سوف نتكاتف معك من اجل تحقيقها

yo

الأحد، يونيو 5

الصوت القبطي أصبح أكثر قوة‮:‬ ارفــع إيـدك فــــوق‮..‬ الصليب أهو‮ ‬



?"?نروح لمين يحمينا?. ?داحنا نصاري يارب?"?،? ?هتفت سيدة عجوز أثناء اعتصام الأقباط أمام ماسبيرو?.? من الظلم الشديد اختزال اعتصام ماسبيرو في بعده الطائفي?. ?هتافات الأقباط ينادي بها الكثير من المصريين،? ?مسلمين ومسيحيين،? ??"?أول مطلب?: ?مدنية مدنية?".?

حتي شعار? "?ارفع إيدك فوق?.. ?الصليب أهو?"?،? ?ليس طائفياً? ?قدر ما هو تعبير عن رفض لحالة الخجل التي صاحبت بعض المسيحيين في السنوات الأخيرة من إبراز هويتهم الدينية في العلن?. ?الأقباط في ماسبيرو،? ?مثلهم مثل أي جماعة 

بشرية?. ?منهم من كان ينحاز للإخوة بين المسلمين والمسيحيين،? ?ومنهم من كان متعصباً? ?ضد المسلمين،? ?مثل الجميع?. "?صوابعك مش زي بعضها?"?،? ?ليس مجرد مثل شعبي?. ?إنه حقيقة أنثروبولوجية?. ?
مطالب الأقباط?: ?من الصعب جداً? ?وضع تصور محدد لمطالب? ?الأقباط?. ?المطلب الأساسي هو إيقاف التمييز ضدهم،? ?والمشكلة الحقيقية إن هذا ليس في يد شخص بعينه إنما علي ثقافة كاملة للمجتمع أن تتغير،? ?مطالب إعادة افتتاح الكنائس وإعادة الفتيات المخطوفات لا تنفصل عن مطلب إيقاف التمييز?. ?لذا لا يمكن اعتبار هذا الاعتصام اعتصام مطلبي بشكل أساسي،? ?وإنما هو مجرد تعبير عن? ?غضب وحرقة?. ?شخص يبدأ الحديث معي? ?_? ?بصفتي صحفياً? ?_? ?بالقول?: "?إنتو مش بتصوروا حرقة القلب اللي فينا?"?،? ?وأخري تبدأ كلامها ب?: "?اللي بيعبد بقرة بيلاقيها سهلة،? ?اللي بيعبد الشمس بيبص للسما،? ?واحنا مش عارفين نعبد ربنا?"?،? ?وتقارن بين افتتاح الكنيسة الذي يثير كل هذا الغضب? ?،? ?وبين افتتاح الكباريهات والبارات الذي لا يثير أي مشكلة?. ?هل ظهر صوت للمسيحي،? ?هل هي بوادر هوية جديدة تظهر في الشارع العام لأول مرة?. ?تجيبني? ?غاضبة?: "?المسيحي انفجر،? ?قعد مكبوت طول السنين دي ودلوقتي انفجر،? ?المسيحي جاي هنا علشان ينفس عن نفسه?." ?
الشعارات الدينية كثيرة? ?أيضاً،? ?غالبية اللافتات تحمل صوراً? ?للمسيح وآيات من الإنجيل،? ?الباعة الذين يرسمون الصلبان موجودة بوفرة?. ?لا أحد في ماسبيرو? ?_? ?علي خلاف سائر? ?الشوارع المصرية? - ?يمنع قبطياً? ?أن يعبد ربه في العلن،? ?وأن يتباهي بدينه المختلف?. ?هاجس الضحية موجود بوفرة في ماسبيرو?. ?شخص يمنع بائع شاي من بيع الشاي لإحدي القبطيات،? ?علي اعتبار أنه قد يكون وضع لها منوماً? ?في الشاي?. ?والهتافات أحياناً? ?تتحول لهتافات طائفية،? ?مثل?: "?بالطول?.. ?بالعرض?.. ?إحنا صحاب الأرض?". ?أبدأ كلامي مع إحدي المسيحيات،? ?أسألها أين تقع المشكلة بالضبط،? ?وهل جزء منها هو مشكلة مجتمع،? ?فتجيبني بالتأكيد?: "?المجتمع مش قابلنا،? ?رافضنا،? ?بيقول علينا كفرة وواخدين حقوقهم،? ?بنتي في مدرسة راهبات وبتسمع الكلام دا?. ?إحنا عاملين زي شوية? ?غنم وماحدش محرّص عليهم?. ?احنا الغنم وهما الذئاب اللي دخلوا وسطنا?." ?تؤكد لي بعد قليل إنها تعمل في مكان أغلبية العاملين فيه مسلمون،? ?ولا توجد أي مشكلة معها،? ?تفكر قليلاً?. ?تقول إن المشكلة قد تكون موجودة في الفقر أو الجهل،? ?أو مناطق العشوائيات?. ?واحدة أخري تؤكد لي أن? "?السلفيين جماعة لا تُذكر في المجتمع المصري،? ?ولكن المشكلة أن صوتهم عالي والسلاح معاهم هما?".?
القبطي ليس ابناً? ?للمؤسسة الكنسية بالضرورة،? ?يشعر بالولاء? ?لها بالطبع،? ?ولكن هذا الاعتصام كشف شيئاً? ?من الانشقاق بين القبطي العادي وكنيسته?. ?بعد كلام تردد حول مطالبة البابا شنودة بفض الاعتصام أكد العديد علي المنصة أنه لا يمكن ل"سيدنا?" ?_? ?أي البابا? - ?أن يقول هذا،? ?وأنهم عندما شرحوا له الوضع قال? "?انا مابجيش علي ولادي?"?،? ?بما يعني أنه تراجع عن طلبه بفض الاعتصام?. ?ولكن ردود الفعل تراوحت عندما طلب أب كاهن بشكل واضح فض الاعتصام?. ?نساء كثيرة كن يصرخن?. ?واحدة،? ?قالت إن أخاها مختطف،? ?أخذت تصرخ?: "?يعني حرام ولا لأ نقف في الشمس?. ?كان لزمتها إيه م الأول؟ أنا مابقيتش أصدق أي أب كاهن تاني?." ?أخري أسألها?: "?ماذا لو أمر الآباء الكهنة جميعا الآن بفض الاعتصام؟?" ?تتردد قليلا وتقول?: "?بتسألني عن رأيي أنا ولا عن رأي الشعب?. ?الشعب يعمل اللي هو عاوزه?. ?إنما انا هافضل هنا?. ?الكاهن مش هو اللي بيديني حقي ولا هو اللي بيمنعني أحضر قداس في أي كنيسة?. ?السياسة هي اللي بتديني حقي?." ?
التاريخ المسلم والتاريخ المسيحي يختلفان?. ?أحاول الحديث مع شخص فيخبرني إنه مسلم،? ?يشير لصديقه المسيحي ويقول?: "?أنا طول الوقت كنت متخيل إني مضطهد،? ?وان هو اللي واخد حقه،? ?وهو فاكر عكس كدا?. ?لكن برضه هو من حقه يعبد ربنا،? ?لكن من? ?غير ما يشتموا في المشايخ بتوعنا،? ?زي الشيخ محمد حسان وغيره،? ?هما ماعندهمش حد اتحبس اتناشر وتلتاشر سنة?." ?المسيحي الذي بجانبه يبدو عليه الاستياء من كلام صديقه،? ?ولكنه يرفض التعليق?. ?
التاريخ المصري من وجهة نظر مسيحية?: ?أسمع في الاعتصام? ?تفسيرا لتاريخ مصر متسقاً? ?مع الرؤية الدينية للمسيحية،? ?لا يقتصر الأمر علي شعار? "?عصر الاستشهاد هيرجع تاني?"?،? ?أو شعار? »?شهداء تحت الطلب?«?،? ?الذي يتردد بوتيرة حماسية،? ?ولكن في هذا التاريخ يكون حبيب العادلي قد أخذ جزاءه الإلهي العادل لكونه قام بتفجير الكنيسة?. ?كاهن يتحدث أمام الجموع مستنكراً? ?المسئولين اللي? "?مش عاوزين يقروا السيناريو الإلهي?"?،? ?وشعار يتردد?: "?قولوا للشيخ يعقوب?.. ?إنت مش قد المصلوب?"?،? ?وأخري تتحدث عن اليابان التي ضربها الزلزال لأنها بعيدة عن أوامر الله?. ?وتفسر ذلك بأن الله مع المسيحيين?. ?أشعر بشيء من النفور تجاه هذا التاريخ،? ?لكنني سرعان ما أسأل نفسي كم مرة سمعت أن مبارك قد أخذ جزاءه من الله لأنه عذب المسلمين ولم أنفر?. ?من حق أي شخص أن يؤمن بأن الله يعمل لصالحه?. ?تقول لي واحدة?: "?اديك سامع،? ?بيقولوا شهداء تحت الطلب?. ?المسيحي دلوقتي بقي مستعد يموت نفسه من كتر القهرة اللي هو فيها?."?

نائل الطوخي

0 التعليقات:

إرسال تعليق