القبلة التي طبعها رجل الأعمال نجيب ساويرس علي يد فضيلة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب في لقاء وفد قبطي به في تصوري لم تأت فحسب احتراما واجلالا يستحقه شيخ الازهر بمكانته وهو علي رأس اعظم مؤسسة دينية إسلامية وسطية معتدلة علي مدي التاريخ الإسلامي.
.. بل يأتي موقفه أيضا وعلي خلفية خبرته الإنسانية لما يراه الآن من جهود كبيرة يبذلها الأزهر الشريف لدرء التعصب والتطرف ودعم الإسلام الوسطي المعتدل الذي لايفرق بين أبناء الوطن الواحد.
لقد قدم ساويرس ومعه الوفد القبطي في لقائهم تفويضا للأزهر وشيخه لحل المشكلات العالقة بين المسلمين والأقباط معتبرين أن الأزهر الشريف هو المرجعية والسد المنيع ضد أية افكار تحاول التفرقة بين ابناء الوطن الواحد. هذا التفويض ليس سهلا وتحمله يعني تحمل مسئولية سنوات من التراكمات والاحتقانات والعديد من الاخطاء التي وقعت من الجانبين بوعي ودون وعي.
وفوق هذا جاء خلاف منهجي وفكري بين مسلمين من ناحية واقباط من ناحية اخري.. كما كان هناك خلاف بين تيارات إسلامية تتباين فيما بينها في منهجية التعامل مع الآخر ومن بينهم الأقباط وأدوات هذا التعامل ومداه. في هذا الزخم والحراك وحالة السيولة والخلاف هل يستطيع الازهر علي ارض الواقع القيام بهذا الدور بالفعل؟
نتصور ان المبادرة التي قام بها الازهر بقيادة د. أحمد الطيب بالحوار والتعاون مع مختلف قيادات التيارات والجماعات الإسلامية أخيرا بهدف توحيد الخطاب الدعوي الإسلامي هي خطوة مهمة قد تنجح في أن تؤدي الي تحقيق خطاب إسلامي متوافق نحتاجه الآن.
إن وحدة الصف الإسلامي داخل المجتمع المصري بقيادة الأزهر الشريف الوسطي المعتدل ان حدثت ستمثل نقلة تاريخية في تجاوز اختلافات الماضي وجزءا كبيرا من عملية الاحتقان التي وجدت لأسباب عديدة ليس بين المسلمين والأقباط فحسب بل وبين هذه التيارات الاسلامية نفسها.
الاهرام
0 التعليقات:
إرسال تعليق