بقلم/ البابا شنودة
حروب
الأفكار قد تكون في اليقظة وقد تكون اثناء النوم والأفكار التي تأتي أثناء
النوم ربما تكون مترسبة من أفكار وأخبار بالنهار, أو رسبت في العقل
الباطن نتيجة لشهوات وأفكار أو ما جلبته الأذن من أخبار وحكايات, وما
قرأه الشخص وترسب في ذهنه.
كل
هذه تأتي في أحلام, أو في سرحان, أو ما يسمونه أحلام اليقظة ويستمر الشخص
فيها طالما كان القلب قابلا لها, أما ان كان رافضا لها فإنها تتوقف ويصحو
الشخص لنفسه, وإرادة الانسان يمكنها ان تضبط الفكر, فهي التي تسمح بدخوله,
أما إن دخل الفكر خلسة فهي التي تسمح باستمراره أو بإيقافه, ومن هنا تأتي
المسئولية: هل هذه الأفكار إرادية أو غير إرادية أم شبه إرادية أي من النوع
الذي هو غير إرادي الآن ولكنه نابع من ارادة سابقة تسببت فيه.
فقد يغرس الشيطان فكرا في عقل الانسان يدخل عليه ارادته ولكن حتي هذا الفكر الذي لا مسئولية عليه في دخوله توجد مسئولية عليه في قبوله إن أراد يمكنه ان يطرد الفكر ولايتعامل معه ولايرحب به.
وقد يأتيه الفكر الخاطئ في حلم فإن كان قلبه نقيا تماما سوف لايقبل هذا الفكر في الحلم ايضا.
إذن قاوم الفكر الخاطئ في النهار اثناء يقظتك لكي تتعود المقاومة حتي بالليل أثناء نومك وتنغرس هذه المقاومة في اعماق شعورك ويتعودها عقلك الباطن ولهذا نقول ان زمام افكارك في يدك سواء منها الافكار التي تصنعها بنفسك أو التي ترد اليك من الخارج من الشيطان أو من الناس وما اصدق ذلك المثل القائل ان كنت لاتستطيع ان تمنع الطير من ان يحوم حول رأسك فإنك تستطيع ان تمنعه من ان يعشش في شعرك.
وبإرادتك وبعمل النعمة فيك يمكنك السيطرة علي الافكار فلا تجعلها تأخذ سلطانا عليك لذلك لاتستسلم للأفكار الخاطئة كن حكيما تعرف كيف يبدأ الفكر وكيف يتطور وما خط سيره داخل ذهنك؟ وما نوع الأفكار التي تبدأ بريئة وهادئة وتنتهي بنهاية خاطئة؟
وإن اشتدت عليك الأفكار بطريقة ضاغطة ومستمرة فلاتيأس ولا تقل لا فائدة من المقاومة, وتستسلم للفكر!! إن اليأس يجعل الإنسان يتراخي مع الفكر, ويفتح له أبوابه الداخلية, ويضعف أمامه ويسقط.
>> ونضع أمامك هذه المباديء للانتصار علي الأفكار الخاطئة:
1 ـ درب نفسك علي ان تتولي قيادة أفكارك, ولاتجعل الأفكار تقودك.
2 ـ املأ فكرك باستمرار بشيء روحي نافع. حتي إذا أتاك الشيطان بفكر رديء, لايجد الذهن متفرغا له. وهذا علاج وقائي.
إذن لاتترك عقلك في فراغ, خوفا من ان يحتله الشيطان ويغرس فيه مايريد. لهذا فإن القراءة الروحية مفيدة جدا. ليس فقط في شغل الذهن ومنع الأفكار الرديئة عنه, وإنما أيضا لها فائدة إيجابية, لأنها تعطي العقل مادة روحية للتأمل, وتعطي القلب مشاعر محبة لله وللخير, تجعله قويا في طرد الأفكار المضادة.
3 ـ كن متيقظا باستمرار, ساهرا علي نقاوة قلبك. فلا يسرقك الفكر الخاطئ دون ان تحس.
واطرد الأفكار الخاطئة من بادئ الأمر قبل ان تضعف وتقوي عليك. لانك ان تركت الافكارالخاطئة باقية فترة في ذهنك, لاتلبس أن تثبت أقدامها وتقوي عليك. وكلما استمرت واستقرت, تضعف انت امامها ولاتستطيع مقاومتها وتسقط.
4 ـ اهتم بالفضيلة الروحية التي يسمونها( استحياء الفكر). اي ان يستحي من الفكر الخاطئ فلا يقبله وسرعان مايرفضه.
5 ـ ومن الناحية المضادة, ابتعد عن العثرات التي تجلب لك أفكارا خاطئة. ابتعد عن كل لقاء خاطئ, وعن كل صداقة أو معاشرة رديئة. ابتعد عن القراءات التي تجلب لك افكارا لاتليق وعما يشبه ذلك من السماعات والمناظر والأحاديث وكل مسببات الفكر البطال.
6 ـ ومادامت الحواس هي أبواب الفكر, فلتكن حواسك نقية لتجلب لك افكارا نقية. اما ان تراخيت مع الحواس, فإنك بذلك إنما تحارب نفسك بنفسك.
7 ـ احترس من الأفكار المتوسطة, التي ليست هي خيرا ولاشرا في ذاتها. لأنها كثيرا ما تكون تمهيدا لأفكار خاطئة. فالذي لايضبط فكره, بل يتركه شاردا هنا وهناك, قد يرسو علي موضوع خاطئ ويستقر فيه. لذلك لاينفعك ان تترك فكرك يسرح في أمور عديمة الفائدة.
8 ـ إن أتعبك الفكر ولم تستطع ان تنتصر عليه, اهرب منه بالحديث مع الناس. لأن حديثك معهم يطرد الفكر الذي في داخلك. إذ لايستطيع عقلك ان ينشغل بموضوع الفكر وبالأحاديث في نفس الوقت.
9 ـ إن الهروب من الأفكار خير من محاربتها لأن الفكر الشرير الذي ينشغل به عقلك حتي لو انتصرت عليه يكون قد لونك بعض الوقت.
01ـ اعرف ايضا ان الافكار الخاطئة اذا استمرت قد تقود الي شهوات وتكون أخطر لأنها تنتقل حينئذ من الذهن الي القلب ومن الفكر الي العاطفة.
وان وصل بك الفكر الي الشهوة فلا تكملها بل حاول ان تتخلص منها وتذكر ما قاله احد الحكماء:افرحوا لا لشهوة نلتموها, بل لشهوة أذللتموها ذلك لأن أكثر شيء يفرح الناس هو أن ينتصر علي نفسه سواء في افكاره أو في شهواته حقا ان فرح الانتصار علي النفس هو اعمق من اللذة بالأفكار أو بالشهوات.
وفي كل ذلك اطلب معونة الله لكي تسندك فإن القوة التي تأتيك من معونة الله هي اقوي بكثير من القوة التي تحاربك بها الخطية.
الاهرام
فقد يغرس الشيطان فكرا في عقل الانسان يدخل عليه ارادته ولكن حتي هذا الفكر الذي لا مسئولية عليه في دخوله توجد مسئولية عليه في قبوله إن أراد يمكنه ان يطرد الفكر ولايتعامل معه ولايرحب به.
وقد يأتيه الفكر الخاطئ في حلم فإن كان قلبه نقيا تماما سوف لايقبل هذا الفكر في الحلم ايضا.
إذن قاوم الفكر الخاطئ في النهار اثناء يقظتك لكي تتعود المقاومة حتي بالليل أثناء نومك وتنغرس هذه المقاومة في اعماق شعورك ويتعودها عقلك الباطن ولهذا نقول ان زمام افكارك في يدك سواء منها الافكار التي تصنعها بنفسك أو التي ترد اليك من الخارج من الشيطان أو من الناس وما اصدق ذلك المثل القائل ان كنت لاتستطيع ان تمنع الطير من ان يحوم حول رأسك فإنك تستطيع ان تمنعه من ان يعشش في شعرك.
وبإرادتك وبعمل النعمة فيك يمكنك السيطرة علي الافكار فلا تجعلها تأخذ سلطانا عليك لذلك لاتستسلم للأفكار الخاطئة كن حكيما تعرف كيف يبدأ الفكر وكيف يتطور وما خط سيره داخل ذهنك؟ وما نوع الأفكار التي تبدأ بريئة وهادئة وتنتهي بنهاية خاطئة؟
وإن اشتدت عليك الأفكار بطريقة ضاغطة ومستمرة فلاتيأس ولا تقل لا فائدة من المقاومة, وتستسلم للفكر!! إن اليأس يجعل الإنسان يتراخي مع الفكر, ويفتح له أبوابه الداخلية, ويضعف أمامه ويسقط.
>> ونضع أمامك هذه المباديء للانتصار علي الأفكار الخاطئة:
1 ـ درب نفسك علي ان تتولي قيادة أفكارك, ولاتجعل الأفكار تقودك.
2 ـ املأ فكرك باستمرار بشيء روحي نافع. حتي إذا أتاك الشيطان بفكر رديء, لايجد الذهن متفرغا له. وهذا علاج وقائي.
إذن لاتترك عقلك في فراغ, خوفا من ان يحتله الشيطان ويغرس فيه مايريد. لهذا فإن القراءة الروحية مفيدة جدا. ليس فقط في شغل الذهن ومنع الأفكار الرديئة عنه, وإنما أيضا لها فائدة إيجابية, لأنها تعطي العقل مادة روحية للتأمل, وتعطي القلب مشاعر محبة لله وللخير, تجعله قويا في طرد الأفكار المضادة.
3 ـ كن متيقظا باستمرار, ساهرا علي نقاوة قلبك. فلا يسرقك الفكر الخاطئ دون ان تحس.
واطرد الأفكار الخاطئة من بادئ الأمر قبل ان تضعف وتقوي عليك. لانك ان تركت الافكارالخاطئة باقية فترة في ذهنك, لاتلبس أن تثبت أقدامها وتقوي عليك. وكلما استمرت واستقرت, تضعف انت امامها ولاتستطيع مقاومتها وتسقط.
4 ـ اهتم بالفضيلة الروحية التي يسمونها( استحياء الفكر). اي ان يستحي من الفكر الخاطئ فلا يقبله وسرعان مايرفضه.
5 ـ ومن الناحية المضادة, ابتعد عن العثرات التي تجلب لك أفكارا خاطئة. ابتعد عن كل لقاء خاطئ, وعن كل صداقة أو معاشرة رديئة. ابتعد عن القراءات التي تجلب لك افكارا لاتليق وعما يشبه ذلك من السماعات والمناظر والأحاديث وكل مسببات الفكر البطال.
6 ـ ومادامت الحواس هي أبواب الفكر, فلتكن حواسك نقية لتجلب لك افكارا نقية. اما ان تراخيت مع الحواس, فإنك بذلك إنما تحارب نفسك بنفسك.
7 ـ احترس من الأفكار المتوسطة, التي ليست هي خيرا ولاشرا في ذاتها. لأنها كثيرا ما تكون تمهيدا لأفكار خاطئة. فالذي لايضبط فكره, بل يتركه شاردا هنا وهناك, قد يرسو علي موضوع خاطئ ويستقر فيه. لذلك لاينفعك ان تترك فكرك يسرح في أمور عديمة الفائدة.
8 ـ إن أتعبك الفكر ولم تستطع ان تنتصر عليه, اهرب منه بالحديث مع الناس. لأن حديثك معهم يطرد الفكر الذي في داخلك. إذ لايستطيع عقلك ان ينشغل بموضوع الفكر وبالأحاديث في نفس الوقت.
9 ـ إن الهروب من الأفكار خير من محاربتها لأن الفكر الشرير الذي ينشغل به عقلك حتي لو انتصرت عليه يكون قد لونك بعض الوقت.
01ـ اعرف ايضا ان الافكار الخاطئة اذا استمرت قد تقود الي شهوات وتكون أخطر لأنها تنتقل حينئذ من الذهن الي القلب ومن الفكر الي العاطفة.
وان وصل بك الفكر الي الشهوة فلا تكملها بل حاول ان تتخلص منها وتذكر ما قاله احد الحكماء:افرحوا لا لشهوة نلتموها, بل لشهوة أذللتموها ذلك لأن أكثر شيء يفرح الناس هو أن ينتصر علي نفسه سواء في افكاره أو في شهواته حقا ان فرح الانتصار علي النفس هو اعمق من اللذة بالأفكار أو بالشهوات.
وفي كل ذلك اطلب معونة الله لكي تسندك فإن القوة التي تأتيك من معونة الله هي اقوي بكثير من القوة التي تحاربك بها الخطية.
الاهرام
0 التعليقات:
إرسال تعليق