الكاتب: حنا حنا المحامى
عزيزتى الأستاذة الفاضلة فاطمة ناعوت
قرأت بإعجاب مقالتك فى موقع الاقباط الاحرار. وهذا الاعجاب سبق أن عبرت لك عنه فى عدة مقالات لك إذا كنت تذكرين ذلك. كذلك أشرت فى مقالى الاخير "عن الماده الثانيه" إلى عبارتك البليغه "أن العلاقه بين الانسان وربه خط رأسى لا يشاركه فيها أحد, أما علاقة الانسان بينه وبين بنى وطنه فهى علاقه أفقيه". أى أنى لم أخف إعجابى بفكرك وبإيمانك بوطنك, وبفهمك الحقيقى عن الدين الاسلامى.
كما أنى أدرك أن كتاباتك فتحت عليك فوهات المدافع الرشاشه والنابلم. ولكنك كمؤمنه
برسالتك كنت دائما صلبه يدفعك إيمانك بوطنك وبفكرك أن تستمرى فى رسالتك دفاعا عن مبادئك ومبادئ مصر ووحدة مصر التى لن تعرف لها كيانا قويا إلا بالوحده والاتحاد والتضافر والتآخى والدفاع عن المبادئ الالهيه أى الدفاع عن الحق, لان الله حق.
لذلك حين قرأت مقالك الاخير فى الاقباط الاحرار – نقلا عن اليوم السابع – لا أخفيك سرا فى أنى فتشت وبحثت عن صلابتك ودفاعك عن مبادئك, ولكن كم أدهشنى أنك تنسحبين من المعركه. علما بأنك قد صدقت وأصبت كبد الحقيقه فى قولك "قلة كتابات المسلمين المستنيرين فى مصر عن حقوق الاقباط المهدره منذ عقود إما يأسا من الاصلاح أو خوفا على أسمائهم ..... متناسين أن ضمانة حقوق الجميع هى الضمانه الوحيده لحقوقهم هم ..."
وسبب انسحابك هو رسالة الاخ المسيحى الصيدلى المثقف الذى طلب منك "شكرا وكفايه كده". وإذا بك تنسحبين راضية مرضيه رغم إيمانك بأن الامر مناطه وحدة الوطن وتماسكه.
ومهما يكن من أمر فالبادى أنه يتعين أن أناقش أقوال السيد الصيدلى المثقف. فمن الامور التى تدعو إلى الاسف أن أغلب المسيحيين يستكينون إلى أيات فى الكتاب المقدس تساعدهم على السلبيه المطلقه, علما بأن هذه الايات فى الحقيقه تفرغ من مضمونها. وكنت دائما انتقد تلك السلبيه التى لا تعرفها المسيحيه, ولكن آن الاوان كى أناقشها وأبين وجه الخطأ فى فهمها.
من الايات السلبيه "أنتم تصمتون والرب يدافع عنكم", "فى العالم سيكون لكن ضيق ولكن ثقوا أنى قد غلبت العالم", "من ضربك على خدك الايمن در له الآخر أيضا". ومثل هذه الايات يستعملها أغلب المسيحيين كمبرر للاستكانه والسلبيه. وهو للاسف الشديد فهم خاطئ إلى أبعد الحدود.
إن من يستكين إلى هذه الايات نسى أن السيد المسيح نفسه استعمل كرباجا لطرد اليهود من الهيكل قائلا لهم "بيتى بيت الله يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص". فقد نسى هذا الأخ الصيدلى كغيره من الكثير من المسيحيين أن الانسان المؤمن يتعين أن يكون إيجابيا شجاعا حفاظا على دينه وقيم ديانته ومبادئها. أما السلبيه المهينه فهى تؤدى إلى ضعف معتنقى الديانه – أى ديانه.
لقد نسى هذا الاخ ومثله كثيرون أن السيد المسيح نفسه حين صفع وهو مساق إلى الصليب لم يدر الخد الآخر بل قال لمن صفعه "لماذا تضربنى؟ "
فمثلا "سيكون لكم ضيق فى هذه العالم ولكن ثقوا أنى قد غلبت العالم". فهذا يعنى أننا سنضطهد من أجل اسم المسيح. ولكن المسيح سوف يغلب العالم. مفاد هذا أن الانسان لا يستسلم للاضطهاد ولكنه يقاوم ويعمل ويجاهد ثم يقف معه المسيح ليغلب العالم. إن المسيح لن يغلب العالم من أجل المسيحيين بينما هم نيام مكتوفى الايدى. عليهم أن يقاوموا الظلم ولا يستسلموا للاضطهاد حتى ينصرهم المسيح وبهم يغلب العالم. وفى هذا قال السيد المسيح: أنا أعمل وأبى يعمل. أى أن المسيح طلب منا العمل دائما وليس الاستكانه والامتثال للظلم بل نقاوم الظلم, وفى هذه الحاله سوف ينصرنا المسيح.
المسيح نفسه حين لطمه الحارس لم يدر له الخد الآخر, بل قال له لماذا تلطمنى؟ إن كنت فعلت رديا فاشهد بالردى. علما بأن السيد المسيح قد أتى لرسالة الخلاص كى يصلب ويموت من أجل أن يحمل خطية العالم حتى يخلص الانسان من عبْ خطية أدم. مع ذلك فهو لم يستكن للإساءه.
كذلك الايه القائله "أنتم تصمتون والرب يدافع عنكم". هذه الآيه جاءت لبنى إسرائيل عند خروجهم من أرض مصر. فهى قد قيلت فى مناسبه معينه لغرض معين. فلا يجوز أن نأخذ هذه الآيه ونطبقها عمال على بطال كى نبرر بها سلبيتنا.
أستاذه فاطمه, إن حق الدفاع الشرعى أقرته كل الاعراف والقوانين والاديان بما فيها الدين المسيحى. ولكن للأسف بعض المسيحيين يأخذون الآيه كمبرر للسلبيه. بينما قال السيد المسيح "أنا أعمل وأبى يعمل". ذلك أن المسيحيه وإن لم تشجع ولا تقبل العدوان إلا أنها أيجابيه وليست سلبيه. ومن الايجابيات حق الدفاع الشرعى.
يتبين من هذا ان الصيدلى المسيحى ليس مثقفا. وكم كنت أود أن تذكرى أسمه حتى نجادله مجادلة تنفعه. وهنا يثور التساؤل: هل لو اختطفت بنت هذا الصيدلى سوف يصمت والرب يدافع عنه؟ هل لو هاجمه بعض المتطرفين لتدمير صيدليته سيقول "أنتم تصمتون والرب يدافع عنكم" أم أنه سوف يستنجد بالبوليس وإذا كان له جيران من أصدقائه سوف يلجأ أليهم لحمايته وحماية صيدليته؟ بل أكثر من ذلك إذا كان لديه هراوه سوف يستعملها حفاظا على ماله.
إن قول السيد المسيح "فى العالم سيكون لكم ضيق, ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم". نعم ... هذا صحيح ولكن السيد المسيح لم يقل اصمتوا واسكتوا وسوف أحارب عنكم. هذه ليست المسيحيه فى شئ. كما سبق القول المسيحيه أيجابيه. المسيحى يدافع عن نفسه وعن كنيسته, وفى هذه الحاله سيقف معه المسيح ويغلب العالم. المسيحى يصل فى إيجابيته إلى درجة الموت فهو يدافع عن حقه وعقيدته إلى النهايه بل حتى النفس الاخير. لذلك سميت كنيسة الشهداء.
أستاذه فاطمه: الحياه مبادئ فإذا وجدت أنه من الاصوب التخلى عن مبادئك فهذا شأنك. ولكن يصعب على أن أقتنع بأن كلمه من صيدلى محل جدل, تجعلك بهذه البساطه تتخلين عن مبادئك ورسالتك. هل تقصدين أنك سوف تقبلين الضير والظلم على شريحه من أبناء وطنك؟ لا أعتقد أبدا فكما قلت لك إن الحياه مبادئ وكم من عظماء دفعوا ثمنا باهظا من أجل مبادئهم. فهؤلاء لا يموتون.
إن أصحاب المبادئ هم النواه التى ستنمو وتترعرع من أجل ازدهار مصر وتماسك مصر ونجاح مصر.
وفقك الله إلى ما فيه خير مصر.
عزيزتى الأستاذة الفاضلة فاطمة ناعوت
قرأت بإعجاب مقالتك فى موقع الاقباط الاحرار. وهذا الاعجاب سبق أن عبرت لك عنه فى عدة مقالات لك إذا كنت تذكرين ذلك. كذلك أشرت فى مقالى الاخير "عن الماده الثانيه" إلى عبارتك البليغه "أن العلاقه بين الانسان وربه خط رأسى لا يشاركه فيها أحد, أما علاقة الانسان بينه وبين بنى وطنه فهى علاقه أفقيه". أى أنى لم أخف إعجابى بفكرك وبإيمانك بوطنك, وبفهمك الحقيقى عن الدين الاسلامى.
كما أنى أدرك أن كتاباتك فتحت عليك فوهات المدافع الرشاشه والنابلم. ولكنك كمؤمنه
برسالتك كنت دائما صلبه يدفعك إيمانك بوطنك وبفكرك أن تستمرى فى رسالتك دفاعا عن مبادئك ومبادئ مصر ووحدة مصر التى لن تعرف لها كيانا قويا إلا بالوحده والاتحاد والتضافر والتآخى والدفاع عن المبادئ الالهيه أى الدفاع عن الحق, لان الله حق.
لذلك حين قرأت مقالك الاخير فى الاقباط الاحرار – نقلا عن اليوم السابع – لا أخفيك سرا فى أنى فتشت وبحثت عن صلابتك ودفاعك عن مبادئك, ولكن كم أدهشنى أنك تنسحبين من المعركه. علما بأنك قد صدقت وأصبت كبد الحقيقه فى قولك "قلة كتابات المسلمين المستنيرين فى مصر عن حقوق الاقباط المهدره منذ عقود إما يأسا من الاصلاح أو خوفا على أسمائهم ..... متناسين أن ضمانة حقوق الجميع هى الضمانه الوحيده لحقوقهم هم ..."
وسبب انسحابك هو رسالة الاخ المسيحى الصيدلى المثقف الذى طلب منك "شكرا وكفايه كده". وإذا بك تنسحبين راضية مرضيه رغم إيمانك بأن الامر مناطه وحدة الوطن وتماسكه.
ومهما يكن من أمر فالبادى أنه يتعين أن أناقش أقوال السيد الصيدلى المثقف. فمن الامور التى تدعو إلى الاسف أن أغلب المسيحيين يستكينون إلى أيات فى الكتاب المقدس تساعدهم على السلبيه المطلقه, علما بأن هذه الايات فى الحقيقه تفرغ من مضمونها. وكنت دائما انتقد تلك السلبيه التى لا تعرفها المسيحيه, ولكن آن الاوان كى أناقشها وأبين وجه الخطأ فى فهمها.
من الايات السلبيه "أنتم تصمتون والرب يدافع عنكم", "فى العالم سيكون لكن ضيق ولكن ثقوا أنى قد غلبت العالم", "من ضربك على خدك الايمن در له الآخر أيضا". ومثل هذه الايات يستعملها أغلب المسيحيين كمبرر للاستكانه والسلبيه. وهو للاسف الشديد فهم خاطئ إلى أبعد الحدود.
إن من يستكين إلى هذه الايات نسى أن السيد المسيح نفسه استعمل كرباجا لطرد اليهود من الهيكل قائلا لهم "بيتى بيت الله يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص". فقد نسى هذا الأخ الصيدلى كغيره من الكثير من المسيحيين أن الانسان المؤمن يتعين أن يكون إيجابيا شجاعا حفاظا على دينه وقيم ديانته ومبادئها. أما السلبيه المهينه فهى تؤدى إلى ضعف معتنقى الديانه – أى ديانه.
لقد نسى هذا الاخ ومثله كثيرون أن السيد المسيح نفسه حين صفع وهو مساق إلى الصليب لم يدر الخد الآخر بل قال لمن صفعه "لماذا تضربنى؟ "
فمثلا "سيكون لكم ضيق فى هذه العالم ولكن ثقوا أنى قد غلبت العالم". فهذا يعنى أننا سنضطهد من أجل اسم المسيح. ولكن المسيح سوف يغلب العالم. مفاد هذا أن الانسان لا يستسلم للاضطهاد ولكنه يقاوم ويعمل ويجاهد ثم يقف معه المسيح ليغلب العالم. إن المسيح لن يغلب العالم من أجل المسيحيين بينما هم نيام مكتوفى الايدى. عليهم أن يقاوموا الظلم ولا يستسلموا للاضطهاد حتى ينصرهم المسيح وبهم يغلب العالم. وفى هذا قال السيد المسيح: أنا أعمل وأبى يعمل. أى أن المسيح طلب منا العمل دائما وليس الاستكانه والامتثال للظلم بل نقاوم الظلم, وفى هذه الحاله سوف ينصرنا المسيح.
المسيح نفسه حين لطمه الحارس لم يدر له الخد الآخر, بل قال له لماذا تلطمنى؟ إن كنت فعلت رديا فاشهد بالردى. علما بأن السيد المسيح قد أتى لرسالة الخلاص كى يصلب ويموت من أجل أن يحمل خطية العالم حتى يخلص الانسان من عبْ خطية أدم. مع ذلك فهو لم يستكن للإساءه.
كذلك الايه القائله "أنتم تصمتون والرب يدافع عنكم". هذه الآيه جاءت لبنى إسرائيل عند خروجهم من أرض مصر. فهى قد قيلت فى مناسبه معينه لغرض معين. فلا يجوز أن نأخذ هذه الآيه ونطبقها عمال على بطال كى نبرر بها سلبيتنا.
أستاذه فاطمه, إن حق الدفاع الشرعى أقرته كل الاعراف والقوانين والاديان بما فيها الدين المسيحى. ولكن للأسف بعض المسيحيين يأخذون الآيه كمبرر للسلبيه. بينما قال السيد المسيح "أنا أعمل وأبى يعمل". ذلك أن المسيحيه وإن لم تشجع ولا تقبل العدوان إلا أنها أيجابيه وليست سلبيه. ومن الايجابيات حق الدفاع الشرعى.
يتبين من هذا ان الصيدلى المسيحى ليس مثقفا. وكم كنت أود أن تذكرى أسمه حتى نجادله مجادلة تنفعه. وهنا يثور التساؤل: هل لو اختطفت بنت هذا الصيدلى سوف يصمت والرب يدافع عنه؟ هل لو هاجمه بعض المتطرفين لتدمير صيدليته سيقول "أنتم تصمتون والرب يدافع عنكم" أم أنه سوف يستنجد بالبوليس وإذا كان له جيران من أصدقائه سوف يلجأ أليهم لحمايته وحماية صيدليته؟ بل أكثر من ذلك إذا كان لديه هراوه سوف يستعملها حفاظا على ماله.
إن قول السيد المسيح "فى العالم سيكون لكم ضيق, ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم". نعم ... هذا صحيح ولكن السيد المسيح لم يقل اصمتوا واسكتوا وسوف أحارب عنكم. هذه ليست المسيحيه فى شئ. كما سبق القول المسيحيه أيجابيه. المسيحى يدافع عن نفسه وعن كنيسته, وفى هذه الحاله سيقف معه المسيح ويغلب العالم. المسيحى يصل فى إيجابيته إلى درجة الموت فهو يدافع عن حقه وعقيدته إلى النهايه بل حتى النفس الاخير. لذلك سميت كنيسة الشهداء.
أستاذه فاطمه: الحياه مبادئ فإذا وجدت أنه من الاصوب التخلى عن مبادئك فهذا شأنك. ولكن يصعب على أن أقتنع بأن كلمه من صيدلى محل جدل, تجعلك بهذه البساطه تتخلين عن مبادئك ورسالتك. هل تقصدين أنك سوف تقبلين الضير والظلم على شريحه من أبناء وطنك؟ لا أعتقد أبدا فكما قلت لك إن الحياه مبادئ وكم من عظماء دفعوا ثمنا باهظا من أجل مبادئهم. فهؤلاء لا يموتون.
إن أصحاب المبادئ هم النواه التى ستنمو وتترعرع من أجل ازدهار مصر وتماسك مصر ونجاح مصر.
وفقك الله إلى ما فيه خير مصر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق