قال رجل الدين الإيراني الإصلاحي أحمد قابل إنه لا توجد في الشريعة الإسلامية عقوبة الرجم بالحجارة حتى الموت، وإنها وردت كمفهوم رمزي في القرآن الكريم لكنها فهمت خطأ، وإن "الرجم" في اللغة العربية يعني النبذ والطرد.جاء ذلك تعليقا على الضجة المثارة حاليا في وسائل الإعلام العالمية حول رجم المسلمة الأوكرانية كاتيا كورن من سكان جزيرة القرم على البحر الأسود بواسطة ثلاثة من أبناء جلدتها بتهمة المشاركة في سباق ملكة الجمال والتي نالت فيها الشابة البالغة من العمر 19 عاما المرتبة السابعة.
وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في عددها الصادر يوم الثلاثاء 31-5-2011 على الانترنت إن المسلمين الثلاثة قاموا بتطبيق "قانون الشريعة" كعقاب للمراهقة المسلمة نتيجة لمشاركتها في مسابقة ملكة الجمال في أوكرانيا وعثر على جسدها في الغابة القريبة من قريتها.
ونقلت الصحيفة عن صديقات كاتيا قولهن إنها كانت مشغوفة بالأزياء والموضة، ونالت المرتبة السابعة، ولكن بما أنها ولدت في أسرة مسلمة وجد الشبان الثلاثة أن تصرفها هذا يستحق عقوبة الرجم ظنا منهم أنهم يطبقون بذلك "الشريعة الإسلامية".
وذكر التقرير أن الشرطة وجدت جسد المجني عليها بعد أسبوع من اختفائها، وألقي القبض فورا على المشتبهين الثلاثة حيث اعترف أحدهم يبلغ من العمر 16 عاما يدعى "بيحال قايضف" بأنه ليس نادما على فعلته.
وناقشت الصحيفة البريطانية التي نشرت الخبر "عقوبة الرجم" في بعض البلدان الإسلامية من قبيل إيران وباكستان وشمال نيجيريا ونشرت صورة للإيرانية سكينة محمدي المحكوم عليها بالرجم حتى الموت.
وأضافت "ديلي ميل" نقلا عن منظمة العفو الدولية أنه بالرغم من أن عام 2010 لم يشهد تنفيذ هذه العقوبة في أي بلد من البلدان، إلا أن المحاكم الإيرانية أصدرت في العام نفسه عشرة أحكام بالرجم ضد عشرة من النساء.
وبما أن إيران شهدت خلال الأعوام الماضية عدة حالات لعقوبة الرجم، اتصلت "العربية.نت" برجل الدين الإيراني المحسوب على الحركة الإصلاحية في إيران أحمد قابل الذي اعتبر الرجم في الإسلام مفهوما رمزيا يراد منه "نبذ" من يرتكب الزنا وليس عقوبة "قتل حتى الموت".
وأضاف "أن فهم المذاهب الإسلامية للرجم فهم خاطىء، ففي القرآن هناك إشارة إلى الشيطان بالرجيم، والمرجوم هنا هو المنبوذ أو المطرود، وأن مصدر كلمة الرجم في اللغة العربية لاتعني الضرب بالحجر فقط، بل تعني الطرد والنبذ بالمذلة حتى لايرتكب الغير مثل هذه الرذيلة.
ثم أشار إلى أن ما نقل من حديث بهذا الخصوص ضعيف للغاية، كما أن القصص بخصوص تطبيق عقوبة الرجم لا يمكن توثيقها.
وفي إشارة إلى ما حدث في أوكرانيا أكد أن ذلك لا يتطابق حتى مع الفهم الخاطىء لهذه العقوبة، حيث يجب إصدار الحكم في محكمة صالحة بحضور قاض عادل، فلا يجوز لكل من هب ودب أن يطبق الشريعة بنفسه.
وفي الوقت الذي أشار إلى قاعدة "الحدود تدرأ بالشبهات" تساءل أحمد قابل قائلا هل عقوبة المشاركة في مسابقة ملكة الجمال هي الرجم؟
العربيه
0 التعليقات:
إرسال تعليق