نقله محمد إسماعيل - اليوم السابع
نشر موقع الجماعة الإسلامية حوارا مع عبير طلعت فخرى، بطلة أحداث الفتنة الطائفية بإمبابة، واليوم السابع تنشر الحوار كاملا:
نريد أن يتعرف القارئ على حضرتك؟
أنا اسمي "عبير طلعت فخري" امرأة مصرية .. عشت على أرضها.. وشربت من نيلها.. واستنشقت من هوائها.
أنا امرأة مصرية من أبوين مصريين كادحين من أجل أربع بنات وأخ.. وأنا أكبرهم سنا ًنعيش بمحافظة أسيوط، مركز الساحل عزبة الشيخ شحاتة.. والتحقت بالتعليم مثل كل فتاة تريد أن ترتقي بمجتمعها بعيدا ً عن الجهل والتخلف.. فحصلت على دبلوم تجارة.. ثم التحقت بمعهد لدراسة الخطوط.
هل أنت متزوجة؟
نعم.. تزوجت مثل كل فتاة بشاب تقدم للزواج بي من نفس ملتي المسيحية.. ولكن للأسف لم يكن كما يظن به والدي أنه حسن الأخلاق كريم المعاشرة..
لماذا تلمحين أن زوجك لم يكن حسن الأخلاق ولا كريم المعاشرة؟
لأنه أساء معاملتي وأهانني.. حتى وصل به الأمر أن اتهمني في عرضي وشرفي،.
حتى أن من سوء خلقه رماني بالفاحشة مع أخيه.. وحاولت الصبر عليه مرضاةً لربي.
حتى جاء يوم وأنا حامل في شهري الثامن وأخذ بالاعتداء علىّ نفسيا ً وبدنيا ..ً حتى جرح وجهي وتلون بلون يدل على قسوة ذلك الذي أقسم كذباً أمام الرب أنه سيحافظ علىّ.
ولم يكتف بما فعله بضربي وإهانتي وتعريض جنيني للوفاة.. بل طردني من البيت .. كل ذلك لمجرد أنه عرف أن الجنين أنثى.
ولماذا لم تلجئ إلى الشرطة أو القانون لحمايتك منه؟
عندما ذهبت إلى بيت أهلي ورأت أمي ما لحق بي ساءها ما رأت على وجهي وجسدي من آثار الإجرام .. وأرادت أن تتقدم إلى الشرطة شاكية زوجي الذي لم يحسن عشرتي.. ولكن حال بين ذلك أبي خوفا ً من كلام الناس.
هل رجعت إلى زوجك مرة أخرى؟
مكثت في بيت أهلي بعد ولادة طفلتي.. سنة وأربع أشهر لم ير زوجي ابنته كل تلك المدة .. ولم يعرها أي اهتمام.. ولم أرجع إليه وهو لم يكن يريدني.
كيف كانت بدايتك مع الإسلام؟
تحدثت مع بعض زميلاتي وزملائي عن الإسلام.. حتى استقر في نفسي أن أغير وجهتي شطر المسجد الحرام.. ظنا ً أننا نعيش في عصر الحرية والكرامة الإنسانية وحرية اختيار العقيدة التي كفلتها كل المواثيق والدساتير.
هل أشهرت إسلامك؟
نعم.. أشهرت إسلامي بالأزهر الشريف.. فقد سافرت مع زميل لي في معهد الخط إلى القاهرة يوم 15سبتمبر لأشهر إسلامي وأوثقه.. وهو أ/ "ياسين ثابت" الذي وقف بجانبي في تقديم الأوراق والتوثيق في الأزهر.، وتم ذلك يوم 23سبتمبر.. واتخذت لنفسي أسما ً جديدا ً وهو "أسماء محمد أحمد إبراهيم"، مع ما أسمعه من محاولات الضغط على البعض للرجوع القسري عن معتقداتهم..أثرت البعد عن بلدي التي أحبها وأعشقها، ولكن ماذا أفعل وأنا امرأة ضعيفة تريد أن تعيش وتحيا في حرية وكرامة إنسانية.
وأين ذهبت؟
بعد أن وثقت إسلامي ذهبت إلى قرية "ورورة" التي تتبع مدينة "بنها" عن طريق رجل بلدياتي اسمه "جعفر".
هل كان أهلك يعلمون أين تعيشين؟.
لا.. لم يكن أحدا ً يعلم أين أسكن .. حتى أول شهر مارس الماضي.
ماذا حدث.. هل علموا مكانك؟
تقلبت الأيام معي تقلبا ً سريعا ً.. ومع نسائم ثورة 25يناير اختلفت مع بلدياتي "جعفر" على بعض المال القليل.. فوشى بمكاني لأهلي.. فسرعان ما أتوا على عجل وأخذوني.
هل رجعت إلى زوجك.. أم بقيت في بيت أهلك؟
لم أرجع إلى زوجي .. ولم أجلس في بيت أهلي.
فإلى أي مكان ذهبت؟
أنا لم أذهب ولم أتحرك.. أنا أهلي سلموني لكنيسة أسيوط .. فكانت بداية سجني واعتقالي في أوائل شهر مارس 2011 ، فتم مكثي سجينة في "دير العذراء" بأسيوط حوالي ثمانية أيام.. ثم تم ترحيلي إلى دار المسنات بأسيوط ومكثت بها قليلا ، ثم رحلتني مرة أخرى الكنيسة إلى فندق يتبع بعض المسحيين بأسيوط.. واستمرت الترحيلات بين عشية وضحاها بين كنيسة وأخرى، حتى تم ترحيلي إلى القاهرة تحت إشراف كاهن كنيسة أسيوط.. وفي الكاتدرائية بالعباسية.. تم الضغط علىّ ليسلبوا مني حريتي وكرامتي في اختيار معتقدي، ومع الخوف وافقتهم ظاهريا .. حتى لا أصاب بأذى.. حتى ظنوا أنني قد رجعت عن الإسلام.
عندما ظنت الكنيسة أنك رجعت عن الإسلام.. هل تركتك تأخذي حريتك في التنقل؟
لم تتركني.. وتم نقلي إلى آخر سجن ومعتقل لي بمحافظة الجيزة.. وتحديدا ً في منطقة إمبابة.. ووضعت في سجن خاص ذو شبابيك حديد ومعزول لا يستطيع أحد الخروج منه.. مجهز بسكن القديس يوحنا القصير الملحق والملاصق لكنيسة مارمينا.. وكنت معزولة عن العالم في تلك الفترة.
وحتى وأنا في محبسي بسكن القديس يوحنا القصير .. لم يكن يفتح الباب إلا عن طريق كاهنة ..وذلك لمجرد إدخال الطعام فقط.
ولماذا استمر حبسك؟
مكثت في هذا السجن حوالي ثمانية أيام.. حتى يأخذوني قصرا ً إلى السجل المدني لتغيير أوراقي.. وهو ما يعرف بالإعادة.
هل كان هناك فرصة للخروج؟
لم تكن هناك فرصة غير أني اتصلت بالأستاذ ياسين ثابت عن طريق تليفون محمول استطعت أن أحصل عليه.. وأخبرته بما سيحدث من خروجي مع بعض الكهنة إلى السجل المدني.
وقلت له: جهز سيارة حتى إذا خرجت معهم إلى السجل المدني جريت منهم وتأخذني بعيداً عنهم.
وهل تم ذلك؟
لا لم يحدث.. لأن الأحداث كانت أسرع.
ماذا تقصدين بالأحداث كانت أسرع؟
سمعت أصوات في الشارع والكنيسة وجلبه كبيرة.. وفجأة جاءت الراهبة وعليها علامات الارتباك والحيرة والاضطراب وهي تقول خذي حاجتك وأخرجي من هنا بسرعة إحنا بريئين منك ومن دمك.
وفي نفس الوقت رن التليفون المحمول وإذ بالصوت يقول: "أنا رئيس المباحث أنت فين يا بنتي".
ولكني خفت وقفلت التليفون.
وخرجت إلى الشارع وسط زحام شديد وهوجة كبيرة فأخذت توك توك لأرحل بعيداً شاكرة الله على نعمة أن نجاني من سجني ومعتقلي.. راجية ألا أعود إليه مرة أخرى ولا أحدا ً من الناس.
0 التعليقات:
إرسال تعليق